20101010
المحيط
سرت: اتهم الرئيس السوداني عمر حسن البشير المتمردين الجنوبيين السابقين بالتراجع عن بنود اتفاقية للسلام، محذرا من وجود خطر تفجر الصراع من جديد اذا لم يسو الجانبان قائمة من الخلافات قبل إجراء استفتاء هناك.
ونقلت وكالة الانباء السودانية عن البشير قوله السبت في مدينة سرت الليبية: "انه ينبغى تأمين مجموعة من الاستحقاقات المهمة قبل اجراء الإستفتاء وهي تتعلق بترسيم الحدود بين الشمال والجنوب وموضوع المواطنة والثروة والمدينونية والمياه".
واضاف البشير "ان الفشل في معالجة هذه الاستحقاقات قبل الاستفتاء سيجعل من العملية مشروعا لصراع جديد بين الشمال والجنوب قد يكون اخطر من الصراع الذي كان دائرا قبل اتفاقية السلام".
ويأتي تحذير البشير في اعقاب اندلاع صدامات في الخرطوم امس السبت بين متظاهرين شماليين يؤيدون وحدة السودان ونحو ثلاثين شخصا من مؤيدي استقلال الجنوب .
ووفقا لمصادر سودانية مطلعة ، فقد نظمت السلطات تجمعا ضخما قرب القصر الرئاسي بالخرطوم تأييدا لوحدة السودان قبل ثلاثة أشهر من استفتاء تقرير المصير في جنوب البلاد الذي يمكن أن يؤدي إلى تقسيم أكبر بلد إفريقي من حيث المساحة.
وثار غضب المتظاهرين الشماليين عندما هتف نحو 30 سودانيا جنوبيا كانوا يرتدون قمصانا وقبعات برتقالية ويهتفون "لا للوحدة نعم للانفصال".
وطالب المتظاهرون الشماليون الجنوبيين بمغادرة التجمع مما أدى إلى صدام بين الجانبين ، وعلى الفور ، تدخلت قوات مكافحة الشغب لتفريقهم .
وسيختار سكان جنوب السودان في التاسع من يناير/كانون الثاني خلال استفتاء حول تقرير المصير بين استقلالهم والبقاء موحدين مع شمال السودان.
وهذا الاستفتاء هو أحد البنود الأساسية لاتفاق السلام الذي أنهى في أواخر 2005 حربا أهلية استمرت أكثر من عقدين بين الجنوب الذي تسكنه أكثرية مسيحية والشمال الذي تسكنه اكثرية مسلمة.
وأسفرت الحرب الأهلية عن مقتل مليوني شخص وقد أججتها خلافات إثنية ودينية وسياسية واقتصادية بين الشمال والجنوب.