تعهد منسق شؤون الاغاثة الانسانية في الامم المتحدة جون هولمز يوم الثلاثاء بألا "يتراجع" موظفو المعونة التابعون للمنظمة الدولية من الصومال برغم تهديدات المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة وقيامهم بنهب مجمعات.
وجعل اشتداد القتال من الصعب بصورة متزايدة توصيل المعونات الى الصومال حيث تحاول منظمات الامم المتحدة مكافحة انتشار الكوليرا والحفاظ على استمرار امدادات الاغذية الى 3.5 مليون من الجوعى.
وفر ما يقدر بنحو 223 الف شخص من مقديشو منذ السابع من مايو أيار عندما اندلع القتال بين القوات الحكومية ومقاتلي حركة الشباب الذين يسيطرون على معظم انحاء جنوب الصومال وعلى اجزاء من العاصمة.
وقال جون هولمز ان العمليات علقت مؤقتا في بلدة بيدوة الواقعة في وسط جنوب الصومال بعد ان نهب مسلحون من حركة الشباب مجمع الامم المتحدة هناك ومجمعا اخر في واجد يوم الاثنين. وقال المتشددون انهم سيغلقون ثلاث وكالات تابعة للامم المتحدة تعمل في البلاد.
وقال هولمز في ايجاز صحفي بعد اجتماع مع المانحين في جنيف "كان علينا بالطبع ان نوقف العمليات في بيدوة حيث هوجم المجمع وتعرض للنهب امس. لذا لا نستطيع الاستمرار هناك على الاقل حتى نحضر معدات بديلة." وقال "نحن لا نتراجع من الصومال بشكل اوسع ونأمل في مواصلة العمليات هناك برغم كل هذه المصاعب."
وقال هولمز في مقابلة في وقت لاحق ان المنظمة الدولية تحاول الرد على مزاعم المتشددين ان بعض منظمات الامم المتحدة تعمل ضد المسلمين الصوماليين وضد اقامة دولة اسلامية على اساس من الشريعة.
واضاف لرويترز "أجرينا بالتأكيد حوارا مع الممثلين المحليين لحركة الشباب في اماكن مختلفة لمحاولة تفسير ما نقوم به وسببه واننا ليس لدينا اي جدول اعمال سياسي أو أمني."وقال "هذا هو نوع الحوار الذي سنواصل اجراءه في المستقبل لاقناع كل المعنيين بانه ينبغي السماح لنا بمواصلة العمل لان الحاجات هناك هائلة وتتزايد."
وفي وقت سابق قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان اشتداد القتال يبطيء من وصول المعونات الى الصومال و"يؤدي الى تفاقم واحدة من اسوأ الازمات الانسانية في العالم."
وتضم مواقع ايواء مؤقتة في ممر افجوي جنوب غربي مقديشو حاليا 400 الف نازح.وقال المتحدث رون ريدموند "هؤلاء النازحون داخليا يزدحمون في شريط مكتظ من الارض لا تتوفر فيه المرافق الاساسية او لا يوجد الا القليل منها." وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية بول جاروود لرويترز انه تم الابلاغ عن اكثر من 43 الف حالة اسهال حاد في الصومال ما بين شهري يناير كانون الثاني ويونيو حزيران "وتعالج على انها حالات اشتباه في الاصابة بالكوليرا."
وقال ان 135 شخصا على الاقل توفوا بسبب الاسهال الحاد في تلك الفترة. وتأكد تفشي الكوليرا في مقديشو وممر افيجوي وعدة مناطق في جوبة السفلى وشابيلي السفلى وباي ومودوج في جنوب وسط الصومال.
وقال جاروود "في الوقت الحالي تم احتواؤها والسيطرة عليها. لكن هناك مخاوف من ان ينفجر الوضع اذا لم يتم تقديم الدعم التمويلي."
وقال برنامج الاغذية العالمي ان عملياته مستمرة في الصومال حيث يقوم باطعام 3.5 مليون شخص برغم دخول المسلحين الى مجمع واجد التابع له في اقليم باكول يوم الاثنين.
وقالت المتحدثة باسم البرنامج ايميليا كاسيلا للصحفيين "استطاع برنامج الاغذية العالمي ان يحافظ على خطوط امداداته الى الجوعى في الصومال متغلبا على العقبات التي تتراوح بين القرصنة في البحار قبالة الساحل وبين انعدام الامن والهجمات على موظفينا على الارض."