20101029
المحيط
الخرطوم: اعلن القيادي بالحركة الشعبية لتحرير السودان لوكا بيونق الخميس انهم قبلوا مقترحا امريكيا بضم منطقة ابيي المتنازع عليها الى الجنوب مقابل محفزات اقتصادية يقدمونها للشمال.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن بيونق قوله: "ان المقترح الامريكي يدعو لضم ابيي الى الجنوب بموجب مرسوم رئاسي اذا فشل الجانبان في اقامة الاستفتاء على مستقبل المنطقة في موعده".
واضاف: "ان جنوب السودان وافق على منح الشمال مجموعة من المحفزات المالية للقبول بضم أبيي". موضحا: "ان هذه المحفزات يمكن ان تشمل قرضا من دون فوائد تقدمه حكومة الجنوب لتعويض نصف عائدات البترول التي سيفقدها الشمال في حال الانفصال وانشاء صندوق لدعم قبائل المسيرية ومنحهم بعض حقوق المواطنة في الجنوب".
وحذر بيونق من "ان ابيي يمكن ان تكون نقطة اشتعال بسبب عدم تحقيق السلام، هذا المقترح بحثا عن السلام". مضيفا: "لقد قدمت الولايات المتحدة هذا المقترح بوجود مرسوم رئاسي لاعادة ابيي الى الجنوب وان يكون للمسيرية جنسية مزدوجة، وقد قبلناه".
من جهته ، قال مختار بابو نمر احد زعماء القبيلة "اذا لم اصوت لن يكون هناك استفتاء" ، مضيفا "نحن لا نريد البترول، نريد الماء لدينا خمسة ملايين رأس من الماشية، من اين ستشرب هذه الماشية؟".
وحذر زعيم قبلي آخر من ان المسيرية "مدججون بالسلاح"، مضيفا "هناك شباب مستعدون للقتال ويرغبون في دخول ابيي، لكننا لا نريد حماما من الدماء".
يذكر ان النزاع حول تبعية المنطقة الحدودية الغنية بالنفط مازال قائما بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال والحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب قبل اقل من 75 يوما على الموعد المقرر لاجراء استفتاء بهذا الشأن.
ويعتبر الاستفتاء على تبعية منطقة ابيي واستفتاء آخر لتقرير مصير جنوب السودان المقرران في 9 يناير/كانون الثاني المقبل اهم بنود اتفاقية السلام الشامل التي وقعها الجانبان في يناير/كانون الثاني 2005 برعاية امريكية وافريقية.
وعلى الرغم من ان الاتفاقية انهت اكثر من عقدين من الحرب بين شطري البلاد "1983-2005"، الا ان تطبيقها شهد العديد من الخلافات بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وخاصة فيما يتعلق بمنطقة أبيي وترسيم الحدود وعائدات النفط وغيرها
.
ويتركز الخلاف بين الجانبين على من يحق له التصويت، فبينما ترى الحركة الشعبية أن التصويت يجب أن يكون حكرا على قبائل دينكا نقوك الافريقية، يرى حزب المؤتمر الوطني أن حق التصويت يجب أن يشمل كذلك قبائل المسيرية الرعوية ذات الأصول العربية التي تقضي عدة أشهر من العام في أبيي.
يذكر أن حكومة جنوب السودان تحصل حاليا وفقا لاتفاقية السلام على 50 في المئة عائدات البترول المنتج في الجنوب والتي تبلغ حوالي 470 ألف برميل يوميا، لكن كل هذه العائدات ستؤول إلى الجنوب في حال الانفصال.