يبدأ المبعوث الأميركي للسلام في السودان سكوت غريشن غدا الاثنين زيارة للسودان يعتقد أنها تحمل أشياء جديدة في مسار العلاقات بين الخرطوم وواشنطن. يأتي ذلك في الوقت الذي تسلم فيه مبعوث الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة المشترك مشروع اتفاق إطاري لحل أزمة دارفور من قبل المكتب التنفيذي لحركة العدل والمساواة.
وأكد مسؤول الإعلام في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الدكتور ربيع عبد العاطي أن زيارة غريشن الرابعة إلى السودان منذ تكليفه بهذه المهمة "تحمل أشياء جديدة، ليس فقط في مسار دعم جهود الحوار مع الحركة الشعبية ومع الحركات المسلحة في دارفور لإقرار السلام في السودان، وإنما في مسار العلاقات بين الخرطوم وواشنطن".
وأكد أن الزيارات الخاصة بالمبعوثين الأميركيين إلى السودان زيارات للتباحث مع المسؤولين السودانيين حول قضايا السلام في السودان ومستقبل العلاقات بين البلدين.
وأشار إلى أن غريشن قد يكون في جعبته الكثير من القضايا المهمة لإزالة العقبات التي تحول دون استئناف مفاوضات الدوحة، لا سيما بعد تصريحاته الإيجابية بشأن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية لما يسمى الإرهاب وإزالة العقوبات المفروضة عليه ومساعيه لتوحيد الحركات المسلحة في دارفور واستئناف المفاوضات.
وأضاف "يبدو أن هناك جديدا لدى غريشن، وهو جديد مرتبط بالنتائج التي توصل إليها أثناء جولاته السابقة إلى المنطقة، مرورا بمؤتمر واشنطن لدعم عملية السلام بالسودان وتصريحاته التي أثارت جدلا كبيرا في أميركا بشأن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وإزالة العقوبات المفروضة عليه، وهي أطروحات سيناقشها بالتأكيد مع القيادة السودانية التي ترحب بكل مساعي دعم السلام من دون أية شروط مسبقة".
واستبعد عبد العاطي أن تكون من بين مهام غريشن في السودان مناقشة الموقف من مذكرة المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بإيقاف الرئيس عمر البشير، وقال إن "المحكمة الجنائية والموقف منها ليس مطروحا من الجانب الأميركي على الإطلاق، وليست من المواضيع التي سيتم الحوار بشأنها بين المبعوث الأميركي للسلام في السودان وبين المسؤولين السودانيين".
أما ما يتصل بالجوانب الخاصة بترسيم الحدود وبتطبيق اتفاقية السلام واستئناف حوار الدوحة مع الحركات المسلحة، فإن السودان ليست لديه أي موانع من مناقشة هذه الموضيع من دون أية شروط مسبقة، على حد تعبيره
مشروع اتفاق إطاري
ومن جهة أخرى اجتمع مبعوث الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة المشترك إلى دارفور جبريل باسولي أمس السبت بالعاصمة الليبية طرابلس مع أعضاء المكتب التنفيذي لحركة العدل والمساواة في إطار الجهود المبذولة لحل مشكلة إقليم دارفور السوداني.
وقال رئيس الحركة خليل إبراهيم إنه تم الاجتماع لتسليم مبعوث الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة المشترك مشروع اتفاق إطاري لحل مشكلة دارفور، مشيرا إلى تدارس النقاط التي تساعد على تحريك العملية السلمية وتنشيطها بعد مناقشتها.
وأكد أن الاتفاق يتضمن نقاطا أساسية وضرورية لتحريك العملية السلمية التي تتعلق بجذور المشكلة، مشيرا إلى أنه يهدف إلى حل المشكلة من جذورها وإلى أنه يتضمن نقاطا كثيرة في مجال تقاسم السلطة والثروة والترتيبات الأمنية وحقوق المواطنين واللاجئين والنازحين ومستقبلهم وكذلك قوات حركة العدل والمساوة.
وقال خليل إبراهيم إن اختيار ليبيا جاء باعتبار أن الزعيم الليبي معمر القذافي هو رئيس الاتحاد الأفريقي ورئيس تجمع دول الساحل والصحراء، ولأن ليبيا ستتولى رئاسة الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
2009/8/17