20101113
المح?ط
القاهرة: كشفت مصادر كنسية عن استياء بعض مساعدى البابا من الحزب الحاكم بسبب ضعف التمثيل القبطي بين مرشحيه للانتخابات التشريعية المقررة في الثامن والعشرين من الشهر الحالي.
وفي سياق متصل دعا الناشط المسيحي المهاجر بالولايات المتحدة مايكل منير الأقباط في بيان أصدره الجمعة، إلى عدم التصويت لمرشحي الوطني اعتراضا على سياسات الحزب التي لم تضع في اعتبارها مسئوليته عن تمثيل الأقباط في الحياة السياسية.
وفجر نجيب جبرائيل المحامي ورئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان مفاجأة حيث أكد أنه سيرفع دعوى قضائية لصالح المستبعدين من قوائم الوطني من الأقباط الذين حرموا من الترشح كمستقلين لأنهم سلموا أصل البطاقات للحزب خلال تقدمهم بأوراقهم للمجمع الانتخابي، وذلك حسبما جاء بجريدة "القدس العربي".
كما يعتزم عدد من الناشطين الأقباط دعوة المرشحين المستبعدين لتنظيم وقفة احتجاجية للتنديد بما جرى.
واعتبر جبرائيل أن الحزب الوطني تعمد تهميش الأقباط في اختياراته لأسماء مرشحيه.
وشدد جبرائيل عن أن ما كشفت عنه النوايا من قبل النظام يلقي الضوء على أن تشبث الحزب الحاكم بالوحدة الوطنية هو محض أكاذيب وافتراءات لا أساس لها من الصحة . معرباً عن شعوره والعديد من أبناء الشارع المسيحي بالعار والألم لكون حزب الأغلبية الذي يتحدث عن قيم المواطنة يقدم على مثل تلك الجريمة الشنعاء.
وقد سادت حالة من الغضب بين الأقباط في نجع حمادي بعد أن أصر الحزب الوطني على ترشيح عبدالرحيم الغول الذي اعتبره كثيرون صديقا شخصيا للكموني المتهم بقتل ستة أقباط ومسلم ليلة عيد الميلاد مطلع العام، وهي القضية المؤجلة على مدى 11 شهرا، وهو التأجيل الذي تخشاه الكنيسة بحسب تأكيدات البابا نفسه.
وفي سياق متصل اعتبر مراقبون غياب النائبة جورجيت قليني عضو المجلس الملي للأقباط الأرثوذوكس، والتي دخلت في مواجهات مع عدد من كبار المسئولين بالحزب الحاكم والوزراء خلال الدورة الماضية بسبب قضايا لها علاقة بالمسألة القبطية والمعروفة اعتبروا غيابها عن ترشيحات الحزب عقابا لها على موقفها المساند للأقباط.
وانتقلت حالة الغضب الذي ينتاب الأقباط لعدد من صفوف احزاب المعارضة التي لم ترشح على قوائمها أيا من المسيحيين ومن بينها الحزب الناصري وعدد من أحزاب الظل الصغيرة التي آثرت على حد زعم مؤسسيها السلام وقررت الاكتفاء بترشيح عدد قليل من المسلمين على قوائمها ولم ترشح أقباطها لعلمها مسبقاً أن الفرص لها سواء كانوا من المسلمين او الأقباط شبه معدومة.
جدير بالذكر أن الحزب الناصري كان قد أعلن عن ترشيح 44 مرشحا في الانتخابات لم يكن من بينهم قبطي واحد، وهو الأمر الذي أثار استياء واسعا بين النشطاء الأقباط في مصر.
وفي تصريحات خاصة لـ"القدس العربي" أرجع النائب السابق بالبرلمان جمال أسعد عبد الملاك عدم ترشح الأقباط في احزاب المعارضة إلى عزوف المسيحيين بشكل عام عن العمل بالسياسة وألقى في ذلك باللائمة على البابا شنودة الثالث والذي حرص منذ أن تولى زمام الكنيسة على عزل شعبه عن المجتمع والتعامل مع النظام بمنطق الكتلة الواحة باسمهم وهو ما أسفر في نهاية الأمر عن إلحاق الضرر بمصلحة المسيحيين ولم ينفعهم ذلك في شيء.
غير أن الناشط القبطي ممدوح رمزي أشار إلى أن عدم ترشيح أقباط على قوائم الحزب الناصري يرجع إلى قلة عدد الأقباط داخل الحزب وقال: "الأقباط يرون أن عبد الناصر كان فظ القلب وقاسيا عليهم ولذلك فإن إقبالهم على الانضمام إلى الحزب الناصري ضعيف للغاية حيث أن تعداد المنتمين له من بينهم لا يكاد يذكر على مستوى محافظات مصر جميعها".
وأكد نخلة عن أن الحزب الوحيد الذي يراهن عليه الأقباط في مصر هو حزب الوفد الذي راعى في ترشيحاته منذ نشأته إلى يومنا هذا على تمثيل أكبر عدد ممكن من الأقباط.
يذكر أن قوائم الوطني المعلنة قبل يومين لم تتضمن سوى عشرة أقباط أبرزهم الدكتور يوسف بطرس غالي النائب الحالي في دائرة المعهد الفني بشبرا القاهرة.