20101113
المح?ط
الخرطوم: كشف سلفاكير ميارديت رئيس حكومة جنوب السودان عن نيته مغادرة موقعه فور ظهور نتيجة الاستفتاء لتقرير المصير في التاسع من يناير/كانون الثاني المقبل.
ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية عن سلفاكير قوله لدى مخاطبته الملتقى التنسيقي لولايات بحر الغزال في مدينة واو بالجنوب: "ان مهمته قيادة شعب الجنوب الى اجراء الاستفتاء.. وبعد ظهور النتيجة مهما كانت.. سأقول لكم مع السلامة".
واكد سلفاكير ان حكومته لن تقبل المساومة بترسيم الحدود بين الشمال والجنوب مقابل اجراء الاستفتاء على مصير الجنوب.
وقال سلفاكير: " إنه طالما أن التعداد السكاني والانتخابات لم يتأثرا بترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، فإنه لابد من إجراء الاستفتاء في موعده حتى وإن لم ترسم الحدود".
وجاء هذا التصريح في وقت كشفت فيه مصادر مطلعة ان واشنطن تفضل استقالة سلفاكير بعد استقلال الجنوب وترشيح شخصية اخرى من قيادات الجيش الشعبي لتولي المهام التاريخية.
فيما تضاربت تصريحات مسؤولي الحركة الشعبية ازاء تصريحات سلفاكير، وفي حين اعتبر مسئولون ان النائب الاول لم يقصد بحديثه التنحي، قال آخرون إن بقاءه مهم للجنوب والحركة الشعبية.
وقال مسئول الإعلام في مكتب رئيس حكومة الجنوب توماس كينيدي "ان كير لم يقصد التنحي عن الحكم عندما قال للجماهير في واو ان مهمته ستنتهي باجراء الاستفتاء، وانما يقصد انه اكمل مهمته في تنفيذ اتفاقية السلام واجراء الاستفتاء".
واضاف: "وفقا لمقررات مؤتمر الحوار الجنوبي - الجنوبي الذي انعقد في اكتوبر/تشرين الاول الماضي، حددت فترة انتقالية بعد نتيجة الاستفتاء يرأسها سلفاكير نفسه، وبعدها ستذهب الحكومة الانتقالية لاجراء انتخابات، والامر متروك للشعب الجنوبي ليختار من يشاء"، مشيرا الى ان توصيات الملتقى التنسيقي لولايات بحر الغزال جدد الثقة في سلفاكير للاستمرار في الحكم لخمس سنوات اخرى".
وقال "ان مهام الحكومة في الجنوب بعد نتيجة الاستفتاء، أيا كانت، وحدة ام انفصالا، تحتاج الى استمرار رجل تاريخي مثل سلفا كير، لأن التحديات والمهام كبيرة لما بعد الاستفتاء".
وتابع: "كير من مؤسسي الحركة الشعبية، وهو منتخب من قبل مؤتمرها العام، ومنتخب أيضا من شعب الجنوب"، مضيفا "نحن الآن مشغولون بإجراء الاستفتاء، وبعدها سندخل لفترة انتقالية، ومن ثم تأسيس الدولة الجديدة إذا اختار الجنوبيون الاستقلال، وهذه تحتاج لوحدة الجنوبيين لبناء دولتهم الجديدة".
فيما قال مصدر مقرب من سلفاكير: "ان سلفا افصح اكثر من مرة عن رغبته في التنحي بعد الاستفتاء وقيام دولة جنوب السودان كإنجاز تاريخي كفيل بانهاء تاريخه الطويل به"، مشيرا الى ان كير هو "أحد مؤسسي الجيش الشعبي في عام 1983 من ضمن ستة آخرين رحلوا جميعهم، وكان آخرهم الزعيم التاريخي جون قرنق الذي شغل منصب النائب الأول للرئيس ورئيس حكومة الجنوب لمدة 23 يوما فقط، ورحل بعدها في حادث طائرة مشهور بعد أن وقع اتفاق السلام الشامل في عام 2005 مع الخرطوم ليتولي سلفا كير مهامه".
ويؤكد المصدر "زهد سلفا كير في المنصب لكنه أجبر على ذلك بعد رحيل قرنق باعتباره المؤسس الوحيد المتبقي بالاضافة الى انتخابه عبر مؤتمر للحركة الشعبية في عام 1994، نائبا لقرنق".
ويقول: "إن سلفا كير يرى ان تحقيق السلام الشامل وإجراء استفتاء تقرير المصير من أكبر إنجازات الجنوبيين، وقد أسهم هو في ذلك بينما يعتقد أن المرحلة المقبلة هي مرحلة لقيادات سياسية وعسكرية مختلفة لبناء الدولة حال الانفصال بعد أن اعتبر مرحلته مرحلة سلام وتحرير".
ومن المقرر ان يجري استفتاء حول مصير جنوب السودان يوم 9 يناير/كانون الثاني المقبل تتويجا لاتفاقية السلام الموقعة في نيفاشا عام 2005 بين الشمال والجنوب، والتي انهت اطول حرب اهلية في تاريخ القارة الافريقية.