موريتانيا

20101129
المحیط

أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز استعداده لفتح حوار صريح مع أحزاب المعارضة . داعيا هذه الأخيرة "للإسهام بصورة جادة في عملية البناء الوطني بما يخدم المصالح العليا لموريتانيا ويحقق مستقبلا زاهرا لشعبنا".

وقللت أوساط المعارضة من شأن هذا الاستعداد الذي يعلن لأول مرة بهذه الطريقة الصريحة وفي هذه المناسبة السياسية الكبرى، بينما اعتبره الكثيرون تنازلا مهما.

وذكرت جريدة "القدس العربي" ان ولد عبدالعزيز شدد في خطاب وجهه في الذكرى الخمسين لاستقلال موريتانيا التي صادفت الأحد، على أنه يلتزم بمراعاة حقوق الإنسان واحترامها وصون الحريات الأساسية بما فيها حرية الصحافة التي يجب أن تلعب دورا طلائعيا في إنارة وتثقيف المجتمع، كما قال.

وأوضح أن حكومته "ستعمل جاهدة لإزالة جميع الفوارق الاجتماعية بين المواطنين والقضاء على مسبباتها من فقر وجهل ومرض مع تعزيز إسهام المرأة والشباب في جميع أنشطة الحياة".

وتحدث الرئيس الموريتاني مطولا عن حالة الجيش الموريتاني فقال: "قبل أقل من سنتين لم تكن القوات المسلحة وقوات الأمن الموريتانية تمتلك إلا كميات ضئيلة من العتاد الحربي والمعدات اللوجستية والفنية، ومن أجل معالجة هذا الوضع الخطير بادرت الحكومة إلى إعادة تنظيم الوحدات ونشرها في أماكن لم يسبق أن تواجدت فيها وإقامة قواعد عسكرية جديدة، مما مكن من السيطرة على جميع الحدود ".

وقال ولد عبدالعزيز :"إن هذه القوات ستظل على استعداد دائم للدفاع عن سيادة وحرمة أراضي موريتانيا وأمن جميع من فيها من المواطنين ورعايا الدول الشقيقة والصديقة، كما ستواصل بكل حزم وصرامة مكافحة جميع أشكال التطرف والجريمة والمتاجرة بالمخدرات لتنعم موريتانيا بالأمن والاستقرار اللذين لا غنى عنهما في تحقيق التقدم والنماء".

وقدم الرئيس الموريتاني حصيلة للإنجازات التي حققتها حكومته في جميع المجالات منذ انتخابه في تموز / يوليو 2009، مؤكدا أن معركة البناء مسلسل صعب وطويل الأمد، ومشددا على ثقته بأن موريتانيا الإسلامية العربية والإفريقية، الديمقراطية والمتصالحة مع نفسها، قادرة بجهود أبنائها المخلصين وما تتمتع به من ثروات متنوعة وبما تحظى به من تقدير وثقة عبر العالم، أن تلحق بركب الأمم المتقدمة في السنوات القليلة القادمة.

وانتقد الرئيس ولد عبدالعزيز الأنظمة التي حكمت قبله . مؤكدا أن آمال الموريتانيين في إنشاء دولة حديثة ما لبثت أن تبددت بفعل العديد من العوامل السلبية الداخلية والخارجية وفي طليعتها انعدام رؤية سياسية واقتصادية واضحة واللامبالاة بالشأن العام وظاهرة الفساد والتبذير وسوء التسيير".

وقال :"من غير المعقول، بعد مضي نصف قرن من الزمن، أن تكون موريتاينا على هذا المستوى الضئيل من النمو وقد أنعم الله عليها بخيرات هائلة من ثروات برية وبحرية واستفادت من قروض وهبات جد معتبرة كانت تكفي لو أحسن استغلالها لتأمين ظروف أفضل لمواطنينا الذين كان عددهم أقل من ثلاثة ملايين نسمة".

واحتفت موريتانيا الأحد، بذكرى استقلالها الخمسين عن فرنسا وهي تحاول من خلال نظامها الحالي إرساء سياسي مستقر بعد أن شهدت على مدى خمسة عقود انقلابات عديدة آخرها الانقلاب الذي خلع فيه الجيش بقيادة الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز في الثامن من آب / أغسطس 2008، سيدي ولد الشيخ عبد الله الذي انتُخب قبل سنة من ذلك رئيسا في اقتراع شهد الجميع بنزاهته.

ويبذل الرئيس ولد عبدالعزيز حاليا جهودا لترسيخ نظامه حيث دشن بمناسبة ذكرى الاستقلال الحالية مشروعات ضخمة تمكنت حكومته من إعادة تنشيطها بعد أن أفرجت هيئات الشراكة العربية والدولية عن تمويلاتها التي كانت قد أغلقت بسبب الانقلاب.

واستعادت الحكومة الموريتانية علاقاتها الدولية في عدة اتجاهات مدعومة عربيا وإسلاميا بقرار اتخذه ولد عبد العزيز بقطع العلاقات مع إسرائيل.

ويواجه النظام الموريتاني حاليا تحديين أساسيين، أولهما سياسي حيث لم يحصل بعد تفاهم داخلي بين أطراف الساحة السياسية على أمور أوصى بها اتفاق المصالحة في داكار وفي مقدمتها تحديد دور الجيش وتحويله لجيش جمهوري مبتعد عن السلطة التي يجب أن تبقى مدنية. أما التحدي الثاني فهو اشراك الجيش الموريتاني في حرب على 'القاعدة' بالأراضي المالية، وهو أمر لا يلقى إجماعا داخل موريتانيا.

وتحل هذه الذكرى فيما تقبل موريتانيا أواخر العام المقبل على انتخابات بلدية وتشريعية لا يمكن إجراؤها قبل تفاهم داخلي جاد بين النظام الحاكم ومعارضته وهو التفاهم الذي كان بعيد المنال لولا الاستعداد الذي أعرب عنه الرئيس ولد عبد العزيز في خطابه أمس. واقتصرت الاحتفالات أمس على مراسم رمزية مثل رفع العلم وتدشين عدد من المشاريع.

وجرى الاحتفال في القصر الرئاسي وحضره لأول مرة تقريبا جميع قادة الاحزاب السياسية المعارضة في اطار الرغبة في تهدئة الخواطر التي دعا اليها الرئيس ولد عبد العزيز. ويتضمن الاحتفال تدشين العديد من المشاريع التي بدأ تنفيذها في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر ومنها خصوصا ايصال مياه النهر الى نواكشوط وبدء استغلال منجم حديد في شمال البلاد.


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 10:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 6:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 6:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 10:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 10:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 10:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 5:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 5:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 11:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 11:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 8:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 4:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 9:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 7:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 8:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 11:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 6:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 6:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 5:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 5:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 8:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 10:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 10:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 10:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 11:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 11:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 11:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 10:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 7:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 7:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو