20101130
المحیط

أعلنت تقارير رسمية مغربية أن عدد المتظاهرين المغاربة الذين خرجوا إلى شوارع الدار البيضاء الاحد للتنديد بسياسة الحزب الشعبي الاسباني المعارض بلغ اكثر من 3 ملايين نسمة.

ونقلت جريدة "القدس العربي" اللندنية عن السلطات قولها: "إن عدد المشاركين قارب 2.5 مليون قدموا من مختلف المدن والاقاليم المغربية".

وابرزت وسائل الاعلام الرسمية والحزبية والمستقلة الحضور المكثف للقادمين من المناطق الصحراوية الذين اكدوا تمسكهم بهويتهم المغربية، حسب الصحف.

وتواصل الصحف ومعها المسئولون المغاربة حملة الغضب على الحزب الشعبي الاسباني وتحمله مسؤولية تحريض البرلمان الاوروبي على اتخاذ قرار يوم الخميس الماضي يدين العنف الذي شهدته مدينة العيون اثر تفكيك مخيم احتجاجي نصب في ضواحيها وشنت القوات الامنية المغربية عملية تفكيك للمخيم صباح يوم 8 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، مما اثار اضطرابات في المدينة.

واسفرت عملية تفكيك المخيم ومواجهات مدينة العيون عن مقتل 11 من رجال الأمن المغاربة و2 من المواطنين بالاضافة الى عشرات الجرحى والمعتقلين وحرق وتخريب مؤسسات وممتلكات عمومية وشبه عمومية وخاصة لم تعلن السلطات حتى الان تقديراتها لحجم هذه الخسائر.

ونجحت جبهة البوليسايو المدعومة من الجزائر في نقل مواجهات العيون الى مجلس الامن الدولي الا ان المجلس لم يكمل للجبهة "نصرها الدبلوماسي" اذ اكتفى بعقد جلسة اخبارية ورفض ايفاد بعثة تقصّ.

ونجح المغرب الاسبوع الماضي في اقناع الفرق البرلمانية الاوروبية بتأجيل مناقشة موضوع مواجهات العيون الى 13 كانون الاول/ديسمبر القادم موعد لقاء المغرب مع الترويكا الاوروبية لتعميق برنامج الوضع المتقدم الذي يتمتع به المغرب في علاقته مع الاتحاد، الا ان هذه الفرق لم تصمد على موقفها حيث تراجعت وناقشت موضوع العيون يوم الخميس الماضي وصدر بيان بالتوافق يدين العنف بالعيون ويقول ان الامم المتحدة هي الجهة الاكثر تأهيلا لايفاد بعثة تقصّ ٍ كما اوصى بحق الصحراويين في التمتع بثروات المنطقة المتنازع عليها.

وحمل المسئولون المغاربة الحزب الشعبي الاسباني مسئولية اتخاذ البرلمان الاوروبي للقرار وايضا مضمونه المعادي للمغرب ودعوا الى تنظيم مظاهرة الدار البيضاء لـ"اظهار توحد المغرب حول وحدتهم الترابية ورفض أي مساس بمغربية الصحراء".

وخرجت الصحف المغربية الإثنين، بعناوين بارزة حول حجم المشاركة، حيث قالت صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" (حزبية): "إن مسيرة الدار البيضاء هي "مسيرة الالفية الثالثة" ووصفتها صحيفة "التجديد" "المقربة من الاسلاميين" بـ"مسيرة الوحدة والوطن" فيما قالت "الصباح" إن المسيرة "رسمت الحدود الفاصلة بين الخيانة والوطن".

وقالت صحيفة "العلم" الناطقة باسم حزب الاستقلال الحاكم "مسيرة خضراء ثانية في الدار البيضاء الصامدة: أكثر من ثلاثة ملايين مواطن يعبرون باسم الشعب المغربي عن الوحدة والتعبئة".

وقالت صحيفة "أخبار اليوم المغربية" "مستقلة" تحت عنوان "الجوار الصعب": "إن المسيرة االغاضبة "رسالة رمزية وسياسية إلى الجارة إسبانيا"، وخلقت مواجهات العيون نقاشا ساخنا لم يهدأ بعد حول تحديد مسؤولية اقامة المخيم الاحتجاجي وتطوره وتفكيكه وتداعيات هذا التفكيك من مواجهات بالمدينة، ولتطرح جهات عديدة اسئلة حول تدبير المسؤولين المغاربة لملف النزاع الصحراوي سياسيا وتدبير ملف المناطق الصحراوية اجتماعيا واقتصاديا خلال السنوات الـ35 الماضية.

وقرر مجلس النواب تشكيل لجنة تقصي الحقائق حول مواجهات العيون من المقرر ان تبدأ مهمتها يوم غد الاربعاء.

وقال بيان للمجلس: "إنه تم السبت انتخاب أعضاء وأجهزة اللجنة النيابية لتقصي الحقائق حول أحداث مخيم إكديم إيزيك وأعمال العنف والشغب التي شهدتها مدينة العيون".

واوضح البيان أن رئيس مجلس النواب عبد الواحد الراضي دعا اللجنة التي شكلها المجلس الى اجتماع خصص لهيكلة اللجنة التي ضمت ممثلين عن كل الفرق البرلمانية وانتخاب أجهزتها قصد الشروع في عملها حيث انتخب رشيد الطالبي العلمي رئيسا للجنة وأحمد الزيدي مقررا للجنة ووديع بن عبد الله كاتبا للجنة.

كما انتخب محمد الأعرج ولطيفة بناني سميرس وسعد الدين العثماني ومحمد مبديع نوابا للرئيس، وانتخب حميد نرجس والمصطفى الغزوي والشاوي بلعسال نوابا للمقرر.