20101204
المحیط
لندن: اظهرت برقيات مسربة من السفارة الامريكية السبت ان الزعيم الليبي معمر القذافي أثار ذعرا نوويا لمدة شهر في عام 2009 عندما قرر تأجيل عودة مواد مشعة الى روسيا اثر خلاف مع الامم المتحدة، الأمر الذي قد يتسبب في حدوث كارثة بيئية.
ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن وثيقة مسربة من السفارة الامريكية نشرها موقع "ويكيليكس" الالكتروني: "ان القذافي كان يستعد لترك يورانيوم عالي التخصيب قرب طرابلس بدون حماية ، وذلك اثر رفض الامم المتحدة السماح له بنصب خيمته امام مقر الامم المتحدة في نيويورك".
واشارت الصحيفة الى ان حوالى 2,5 كلج من اليورانيوم العالي التخصيب وضعت في سبع حاويات مخصصة للنقل وليس للتخزين، وتركت في نوفمبر/تشرين الثاني 2009 في منشأة "تاجوراء" النووية الليبية قرب طرابلس بحماية حارس واحد مسلح.
وطلبت حينها سفارة الولايات المتحدة في طرابلس "سحب اليورانيوم المخصب من الحاويات خلال ثلاثة اشهر"، محذرة من ان "ارتفاع الحرارة قد يؤدي الى تشقق الحاويات مما يمكن ان يسبب تسربا لمواد نووية اشعاعية" الى الجو.
واوضحت البرقيات المسربة ان قلق المسئولين الامريكيين والروس تزايد بشأن مصير الوقود النووي الذي تم اغلاقه من اجل النقل فقط وليس التخزين وانه اذا لم يتم التعامل معه بسرعة فانه سيزداد سخونة وسيحدث تشققات في البراميل المخزن فيها.
وابلغ دبلوماسيا أمريكيا مسئولا ليبيا انه قد تحدث "كارثة بيئية" اذا لم يتم نقل البراميل إلى روسيا للتخلص منها خلال شهر.
وابلغ سيف الاسلام نجل القذافي جيني كريتز سفير الولايات المتحدة في طرابلس بأن القذافي شعر بانه "أهين" بعد أن منع من نصب خيمته الكبيرة في نيويورك ومن زيارة موقع هجمات 11 سبتمبر/ ايلول 2001.
وطالب جيني كريتز في 25 نوفمبر/تشرين الثاني في بداية الازمة "ان تبقى هذه الواقعة في طي الكتمان".
واضاف انه نظرا للطبيعة الخاصة لنقل اليورانيوم العالي التخصيب والأمن السيء عند تاجوراء فان أي اشارة لهذه القضية في الصحف يمكن ان يشكل مخاوف امنية خطيرة.
ووافق القذافي بعد رفض اول وتم نقل الحاويات بطائرة روسية خاصة من موقع تاجوراء النووي الليبي في 21 ديسمبر/كانون الاول 2009.
وفي اول شهادة ايجابية رسمية من زعيم عربي لصالح موقع "ويكيليكس" الالكتروني الذي بدأ في نشر بعض الوثائق السرية من بين 250 ألف وثيقة من المراسلات الدبلوماسية الأمريكية حول العالم، قال القذافي: "انا مع الحرية، وضد حجب الافكار، وموقع ويكيليكس مفيد في كشف المناورات والاكاذيب وما يجري خلف الكواليس ضد الشعوب، وفضح النفاق العالمي والضحك فوق الطاولة بينما الأيادي تلدغ وتلسع تحتها".
وحذر القذافي الذي كان يتحدث من طرابلس الى اعضاء هيئة التدريس وطلبة كلية لندن للاقتصاد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، من استغلال الموقع من اجل اهداف مغرضة.
وتابع القذافي قائلا: "ولكن بشرط ان يكون ما ينشر من كلام فيه حقيقيا، اما إذا كان الموقع يريد نشر اي كلام مغرض او ملفق فإن الموقع يفقد قيمته ويصير منبرا للتزوير، وقد يستغل من قبل آخرين، وبذلك يفقد مصداقيته ويصير هدفا للدعاوى القضائية".
واعرب القذافي عن استعداده للرد على اي وثائق نشرها "ويكيليكس" على ليبيا، مضيفا: "لا علم لي ان كان الموقع نشر اي وثائق عن ليبيا، ولكن ان سمعتم او قرأتم حول ليبيا في الوثائق، فأنا مستعد للحديث معكم حولها".
وجدير بالذكر ان موقع "ويكيليكس" بالفعل قد بدأ في نشر أولى وثائقه عن ليبيا قبل أيام، وأشارت إحدى الوثائق المنشورة على الموقع، ويعود تاريخها إلى 29 سبتمبر/ايلول 2009، عن السفارة الأمريكية بطرابلس، والمعنونة بـ"نظرة خاطفة على أطوار القذافي الغريبة"، ويقول نصها: "يوصف معمر القذافي بأنه مراوغ وغريب الأطوار، وقد أوضحت تعاملاتنا المباشرة الأخيرة معه وطاقم مكتبه، خلال تحضيرات زيارته للولايات المتحدة، صدق الصفتين".
وتستطرد الوثيقة في الحديث عن عدم تفضيل القذافي للسكن في الأدوار العليا، وعن طاقم حراسته المكون من النساء، وعن تخوفه من عبور المساحات المائية أثناء السفر جوا، إلى جانب حبه لسباقات الخيل ورقص الفلامنكو.
وكان موقع "ويكيليكس" بدأ منذ أيام في في نشر بعض الوثائق السرية من بين 250 ألف وثيقة من المراسلات الدبلوماسية الأمريكية حول العالم. وتطرقت هذه الوثائق لملفات عربية وإقليمية كما تعرضت لمناطق الاحتلال في العراق وفلسطين وأفغانستان.