20101203
المحیط
الخرطوم : أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن قبوله تقرير المصير لجنوب السودان لم يتم تحت ضغوط دولية وإنما جاء نتيجة قناعة بعدم فرض الوحدة بالقوة.
وقال البشير في افتتاح اعمال الدورة الثانية لمجلس الشورى القومي انه لن يتنازل عن حق المسيرية في التصويت حول قضية أبيي واعتماد اتفاقية السلام الشامل كمرجعية اساسية لحل القضية.
وحول الوضع في اقليم دارفور ، أكد البشير أن الاتفاق الذي سيتم توقيعه بالدوحة لمعالجة قضية دارفور قبل نهاية الشهر الجاري سيمثل الاتفاقية النهائية حتى يتم التفرغ للقضايا والتطورات الأخرى التي قد تنجم عن حق تقرير المصير لجنوب السودان.
واضاف إن أي طرف يريد الانضمام للسلام عليه أن ينضم للاتفاقية التي ستوقع في الدوحة اثر المفاوضات.
وتابع البشير أنه مع الوساطة للوصول إلى اتفاق نهائي قبل نهاية هذا الشهر لأننا ندخل على مراحل جديدة نريد التفرغ لها لمواجهة القضايا الأخرى التي يمكن أن تستجد نتيجة للاستفتاء.
ودعا الرئيس السوداني أعضاء المجلس القومي لشورى الحزب الوطني إلى النظر في إستراتيجية الحكومة المجازة من جميع الأجهزة والمؤسسات بالدولة لمعالجة قضية دارفور، مشيرا إلى أن الهدف منها هو استعادة الملف للداخل لأن الحل النهائي سيكون بأيدينا والوصول لحل نهائي ومرض لأهل دارفور.
وأضاف أن الحكومة السودانية عند توقيع اتفاقية ابوجا بمشاركة المجتمع الدولي حرصت على السلام وفتحت الحوار في الدوحة ولكن هذا الحوار والمفاوضات لن يستمرا للأبد.
وأضاف أن "منبر الدوحة" هو آخر منبر تفاوضي حول قضية دارفور والاتفاقية التي ستتم بالدوحة هي النهائية.
ومنح الرئيس السودانى ولاه الولايات تفويضا شاملا بطرد أى منظمة أجنبية أو أي شخص لا يحترم سيادة السودان أو يبدى أى نوع من التطاول على سيادة ومؤسسات بلاده , خلال فترة لا تتجاوز أربعا وعشرين ساعة , قائلا "إن سياسة السودان الخارجية تقوم على حفظ مصالح وسيادة وعزة وكرامة البلاد" .
وأضاف البشير "إننا نحترم من يأتى للمساعدة ونرفض كل من يريد التحكم فينا" مشيرا الى أن هناك بعض المنظمات الاجنبية أشاعت فى الفترة الاخيرة أنها غير محتاجة لاذن من الحكومة للعمل فى السودان .
ووجه الولاة أن يقوموا فى نفس اليوم بطرد أى منظمة أيا كانت تبعيتها تنحو هذا المنحى بتجاوز أى من مؤسسات البلاد القانونية أو الامنية .
من جانب آخر، قال تشان ريك مادوت نائب رئيس المفوضية التي تنظم الاستفتاء على انفصال جنوب السودان الخميس إن رئيس المفوضية يعتزم مطالبة زعماء البلاد بتأجيل التصويت نحو ثلاثة أسابيع.
وقال مادوت إن رئيس المفوضية محمد ابراهيم خليل وهو من الشمال أبلغ مجلس ادارة المفوضية انه سي?تب الى الرئيس السوداني ورئيس ح?ومة جنوب السودان طالبا التأجيل حتى نهاية يناير... بسبب ضيق الجدول الزمني يعتقد أن من الضروري الحصول على وقت اضافي.
ويبذل المسئولون قصارى جهدهم للوفاء بموعد التاسع من يناير/ ?انون الثاني لاجراء الاستفتاء الذي سيختار فيه الجنوب الغني بالنفط إما الاستقلال أو البقاء ضمن السودان الموحد.
والاستفتاء جزء من اتفاق للسلام وقع عام 2005 وأنهى عقودا من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.
ومن المقرر ايضا تنظيم استفتاء ثان في وقت متزامن يتعلق بضم منطقة ابيي الى شمال او جنوب السودان، وهي المنطقة المتنازع عليها والواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب والتي تطالب بها قبيلة دنكا نقوك الجنوبية والبدو العرب في قبيلة المسيرية الشمالية.
في غضون ذلك ، افادت مصادر اخبارية بمقتل اثنا عشر شخصا من بينهم عشرة جنود في كمين نصب لالية عسكرية في ولاية الوحدة الغنية بالنفط جنوب السودان.
وقال فيليب اغير المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان (متمردون جنوبيون سابقون) الخميس ان "المهاجمين نصبوا صباح الاربعاء كمينا على بعد نحو 25 كلم شمال غرب بانتيو عاصمة ولاية الوحدة".
واضاف المسئول العسكري ان "قتل عشرة من جنودنا ومدنيان في هذا الهجوم المدبر"، مشيرا الى الاشتباه بوقوف ميليشيات تابعة للجيش الشمالي وراء الهجوم.
وتابع "نشتبه في وقوف ميليشيا تعمل لحساب الجيش السوداني (الشمالي) خلف هذا الهجوم. لن نتخذ اي تدبير للرد، الا اننا سنراقب عن كثب المنطقة الحدودية".
وتقع ولاية الوحدة وهي احدى اهم المناطق الغنية بالنفط في جنوب السودان على الحدود مع شمال السودان. وفي غياب ترسيم دقيق للحدود بين الشمال والجنوب تقع احيانا حوادث بين الجيشين الشمالي والجنوبي.