أثمرت العلاقات التجارية بين الجزائر و إيطاليا خلال العالم الماضي و هذه السنة بنتائج ايجابية، بحكم أن بلادنا أصبحت شريكا مهما لايطاليا لما توفره من فرص الاستثمار لهذه الأخيرة، لاسيما في مجال الطاقة و الإلكترونيك و الكهرباء، ففي السداسي الأول من السنة الجارية شاركت العديد من المؤسسات الجزائرية و الايطالية في المعارض المتخصصة التي أقامتها الجزائر أو ايطاليا، وهذا يدل على اهتمام المتعامل الايطالي بالسوق الوطنية، وشكلت المؤسسات الايطالية حضورا مكثفا بصالون البناء و السكن "باتيماتك" الذي نظم من الـ 9 إلى العاشر مارس من السنة الجارية، حيث شاركت العديد من المؤسسات المتخصصة في مجال البناء.
وقد عرف العام الماضي حجم صادرات ايطاليا نحو الجزائر ارتفاعا كبيرا بـ 7,62 بالمائة، و بهذا تكون ايطاليا قد احتلت المرتبة الثانية بعد الشريك التاريخي فرنسا بـ 16 بالمائة من الواردات الجزائرية، وايطاليا بحصة 11 بالمائة كشريك استراتيجي للجزائر، وأحد أكبر زبائنها بقيمة مالية تقدر بـ 6,8 مليار اورو بعد الولايات المتحدة الأمريكية، في حين قدرت نسبة الواردات الايطالية نحو الجزائر بـ 99 بالمائة مع اقتناء نسبة كبيرة من الغاز الطبيعي والمنتوجات البترولية.
و خلال السنة الماضية وصلت قيمة التبادلات التجارية مع الجزائر إلى 6,11 مليار اورو، مقابل 6,8 مليار سجلت سنة ,2007 وذلك بنسبة نمو 32 بالمائة.
واستنادا لمعطيات المعهد الايطالي للإحصائيات فان أهم القطاعات التي شهدت نموا اقتصاديا هي منتجات الحديد والصلب وكذا المعدات الصناعية والتي تمثل نسبة 80 بالمائة من صادرات ايطاليا نحو الجزائر، وأشار ذات المصدر إلى أن قيمة الصادرات من المنتجات الحديدية سجلت زيادة بـ 117 بالمائة وقيمة مالية إجمالية بـ 875 مليون اورو، تليها المعدات الصناعية بـ 75 بالمائة أي ما قيمته 850 مليون اورو، ثم قطاع مواد البناء الحديدية الموجهة للبناء التي تضاعفت قيمتها لتصل إلى 130 مليون اورو، وقطاع السيارات بـ 43 مليون اورو (43 بالمائة).
زيادة على ذلك، فقد ارتفعت نسبة الآلات وآلات مراقبة الكهرباء والمحركات الكهربائية بـ 210 بالمائة أي بـ 173 مليون اورو، والمنتجات الصيدلانية بـ 31 مليون اورو( 54+) والمنتجات الكيمائية بـ 84 مليون أورو (45+ بالمائة) والأدوات البلاستيكية بـ 43 مليون اورو، أي بـ 40 بالمائة من نسبة النمو، وأخيرا المنتجات الغذائية بقيمة بيع 26 مليون أورو، وتسجيل ارتفاع طفيف بـ 10 بالمائة، وفي هذا الإطار أوضح المعهد الايطالي للإحصائيات بأن تصدير الكابل الكهربائي شهد ارتفاعا بـ 522 بالمائة وبقيمة مالية قدرت بـ 34 مليون اورو، في حين شهدت بعض مواد الاستهلاك الصناعية المفوترة انخفاضا بـ 30 بالمائة كي تصل إلى مبلغ 26 مليون اورو، و 12بالمائة بالنسبة لمعدات الآلات ومنتجات البترول بـ 139 مليون اورو. وبالمقابل سجلت المنتوجات الأخرى وتيرة جيدة ونتائج ايجابية سنة 2007 كالأثاث والعقار بـ21 مليون اورو، والأوراق والمنتجات الورقية بـ 27 مليون اورو واللوازم و قطع غيار السيارات بـ 5,33 مليون أورو.
إيطاليا تستثمر 5,7 مليار أورو في السوق الجزائرية ...
مؤشر آخر يدل على أهمية العلاقات الاقتصادية بين الجزائر و ايطاليا هو قيمة السوق الذي اقتحمته المؤسسات الايطالية هذا العام والذي ارتفع إلى 5,7 مليار اورو منها 5,5 مليار في قطاع الطاقة و الالكتروتقني والإلكترونيك، وهذا يدل على أن التعاون التجاري و الصناعي بين البلدين يتواصل لكي يكون مثاليا نظرا لوفاء الزبون الجزائري للعلامة الايطالية، وأبرز مثال على ذلك هو مجمع ?استالدي? أحد أقدم مؤسسات البناء الايطالية المتواجدة بالجزائر منذ سنة ,1990 ولها تجربة ثمانون سنة (80) في ميدان البناء و هي مصنفة في المرتبة الثانية، حيث ساهمت مؤسسة "استالدي" في تطوير الاقتصاد الوطني في مختلف الميادين كالري (السدود و التحويل ) الطرقات والطرقات السريعة والسكك الحديدية، وهذا لفائدة وزارة المياه والوكالة الوطنية للسدود، وسد تاقصبت بولاية تيزي وزو الذي استلم سنة ,2001 وهذا السد يقوم بتخزين موارد الماء الشروب بالولاية وكذا بولاية بومرداس و العاصمة، بالإضافة إلى سد" كرامسي" الذي سلم سنة .2004
زيادة على ذلك فقد تدخلت "استالدي" في عدة نشاطات البناء، تنفيذ المنشآت الخاصة و العمومية واقتناء المنشات العقارية، إنشاء أو استغلال المؤسسات الخدماتية، التنصيب الصناعي و دراسات المشاريع، وهذا بالتنسيق مع شركات جزائرية ومن بين هذه المشاريع نجد دراسات وانجاز نفق طريق على مستوى مقاطعة دار الواد بولاية جيجل لصالح الأشغال العمومية (المشروع انتهى) وإنشاء سد خراطة ومشروع" ماو" وغيرها من المشاريع التي هي بصدد الانجاز و الموجهة لفائدة الوكالة الوطنية للطرقات السريعة.
وحسب ما أكده المدير العام لمؤسسة "استالدي الجيري" في تصريح لمجلة "كريساندو" الايطالية بان المشاريع التي هي في طريق الانتهاء، تتمثل في مشروع تحويل و توزيع المياه حول رواق أقبو ببجاية ابتدءا من سد "تشي هف'' وتحويل وتوزيع الماء الشروب بالعاصمة ابتداء من مصنع تحلية مياه البحر بالحامة، وكذا مشروع ربط السكة الحديدية لـ "رجمية ـ دموش ـ مشرية" على طول 140 كلم بخط عادي، حيث سيسمح هذا الخط المجهز بإشارة ضوئية عصرية للقطار بالسير بسرعة 160 كلم في الساعة، علما بان هذا الخط قيد الانجاز.
ونظرا للخبرة و التكنولوجية التي تتوفر عليها شركة "استالدي" فقد تمكنت هذه الأخيرة من كسب ثقة الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة الاستثمارات في مجال السكك الحديدية ، والتي أسندت لها ( الوكالة الوطنية) انجاز خط جديد للسكة الحديدية يمتد على 120 كلم والذي يربط مدينة سعيدة بمولاي سليسن، وفي هذا السياق دائما يقول المدير العام لمؤسسة"استالدي" بان انشغالهم الكبير هو المساهمة في تنمية الاقتصاد الجزائري والاستماع الدائم للمتعاملين العموميين لوضع تحت تصرفهم الإمكانيات المطلوبة في مجال الدراسات و انجاز المشاريع الكبرى، مثل التي سجلت في العديد من برامج التنمية التي اقرها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.