20101218
المحیط
الرباط: تتواصل محادثات غير رسمية بين المغرب وجبهة البوليساريو في ضواحي نيويورك تهدف لخلق اجواء ملائمة للانطلاق من جديد بالمفاوضات المباشرة بين الطرفين بعد جمودها منذ اكثر من عامين.
وأشارت جريدة "القدس العربي" اللندنية إلى أن أربع جولات من المحادثات غير الرسمية كانت جرت تحت رعاية الأمم المتحدة منذ اب / اغسطس 2009 وكان آخرها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في مانهاست القريبة من نيويورك دون أن تحدث اختراقا حقيقيا لمأزق السلام الصحراوي الذي نتج عن الارضية التي ينطلق منها كل طرف للوصول الى حل نهائي ودائم للنزاع المتفجر منذ نهاية 1975.
وذكرت المغرب ان حكما ذاتيا موسعا للصحراويين تحت السيادة المغربية يشكل هذا الحل فيما تقول جبهة البوليساريو باستفتاء الامم المتحدة للصحراويين ليقرروا مصيرهم بدولة مستقلة او الاندماج بالمغرب او التمتع بالحكم الذاتي.
ويتكون الوفد المغربي الذي وصل الخميس، إلى إقامة غرين تري في مانهاست "ضاحية نيويورك" من الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات "المخابرات الخارجية" وماء العينين خليهنا ماء العينين الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشئون الصحراوية.
ويتكون وفد جبهة البوليساريو من خطري ادوه رئيس المجلس الوطني للجبهة ومحمد خداد المنسق مع البعثة الدولية المنتشرة بالصحراء "المينورسو" وأحمد بوخاري ممثل الجبهة في منظمة الأمم المتحدة.
واكد خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية أن المغرب يتعامل مع المفاوضات حول الصحراء، التي ترعاها الأمم المتحدة تحت إشراف مجلس الأمن والمبعوث الشخصي للأمين، "تعاملا صادقا بغية وضع حد للمأزق الذي وضعنا فيه الطرف الآخر".
وحسب الأمم المتحدة، يشكل اللقاء الجديد الذي يعقد بدعوة من كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للامم المتحدة إلى الصحراء الذي يشارك بالمحادثات الى جانب ممثلين عن الجزائر وموريتانيا فرصة لاستكشاف مقاربات مجددة من أجل خلق مناخ أكثر ملاءمة لإحراز تقدم في المفاوضات.
ويقترح كريستوفر روس وهو سفير امريكي سابق بالجزائر ومستشار اعلامي بالسفارة الامريكية بالمغرب أن إتصالاته وجولاته في المنطقة منذ بداية 2009 تاريخ تعيينه ممثلا شخصيا للامين العام للامم المتحدة ساهمت في الحفاظ على قنوات مفتوحة للتواصل، وللتخفيف من حدة الاحتقان، ومن أجل الدفع بالطرفين قصد الدخول المباشر في المفاوضات.
وقال روس في مذكرة بعث بها يوم 18 حزيران/يونيو الماضي إلى رؤساء دول ما يعرف باصدقاء الصحراء: "إن طرفي النزاع، ورغم توفرهما على الإرادة السياسية للجلوس، معا، إلى طاولة المفاوضات، فإنهما لا يمتلكان تلك الإرادة السياسية من أجل الدخول في مفاوضات رسمية جادة وموثقة حول مستقبل الصحراء الغربية، ولا حتى الإعلان عن نية مبدئية لاتخاذ تدابير من شأنها تعزيز الثقة".
وحذر روس في مذكرته التي نشرتها الخميس اسبوعية "الحياة المغربية" من أن وضع الجمود الذي يرفضه مجلس الامن واطراف النزاع وإن كان يبدو مريحا، على المدى القصير، فإن استقرار المنطقة واستتباب الأمن وانطلاق مسلسل الاندماج والتنمية قد يكون أفيد للجميع، في إطار تعاقد جدي يبحث عن التسوية.
وقال روس: "إن من شأن عقد اجتماعات متتالية، دون تقدم يذكر، أن يضر بمصداقية الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وعبره المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة".
وقدم المبعوث الدولي في مذكرته صورة عن الوضع القائم بالمنطقة وعلاقات اطراف النزاع والاتهامات المتبادلة بينهما خاصة فيما يتعلق بحقوق الانسان ودعا الدول الصديقة للصحراء لممارسة ضغوطها على اطراف النزاع للتخفيف من الحملات الاعلامية والاتهامات المتبادلة.