20101219
المحیط
طرابلس: أكد جين كيرتز السفير الأمريكي في العاصمة الليبية طرابلس، انه يتعرض لانتقادات ومضايقات من مواطنين ليبيين ، مما اضطره إلى تغيير برنامجه اليومي، بالإضافة إلى مكان ممارسته نشاطه الرياضي الصباحي.
ونقلت جريدة "الشرق الأوسط" عن مصادر بوزارة الخارجية الليبية :"إن كيرتز أبلغ مسئولين ليبيين بتعرضه لبعض المضايقات من مواطنين يعتقد أنهم على صلة ما بالسلطات الليبية، ولم يوضح طبيعة هذه الصلة، ولكنه أشار إلى أن المضايقات جاءت على خلفية تسريبات ويكيليكس".
وأوضحت المصادر أن كيرتز تلقى ردا ليبيا رسميا، مفاده أن السلطات الليبية لا توعز إلى أشخاص بالتعرض له أو لسبه، وأنها في المقابل مستعدة للبحث في الأمر بشكل قانوني، إذا ما تقدم السفير الأميركي بمذكرة رسمية في هذا الصدد.
لكن مع ذلك استمرت المضايقات التي وصلت إلى حد منع السفير الأمريكي من ممارسة رياضته اليومية في ميدان الفروسية بمنطقة "أبو ستة" بالعاصمة طرابلس الأسبوع الماضي، حيث فوجئ بمواطنين يوجهون إليه عبارات، مفادها أنه يتعين عليه مغادرة ليبيا على الفور، باعتباره شخصا غير مرغوب فيه.
وكشفت صحيفة "قورينا" اليومية عبر موقعها الإلكتروني، أن كيرتز تعرض أيضا لهجوم بعبارات قاسية في مناسبة أخرى، من قبل بعض المواطنين إبان ظهوره في أحد فنادق طرابلس، لافتة إلى أن ما وصفته بحالة الغضب الشعبي من السفير، قد نشأت عقب نشر موقع "ويكيليكس" بعض تقاريره السرية.
وسعت واشنطن لطمأنة طرابلس والتقليل من أهمية ما تم تسريبه من وثائق طالت في جانب منها الشأن الداخلي الليبي، خاصة ما يتعلق بالنواحي الشخصية للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، حيث أجرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اتصالا لهذا الغرض مع نظيرها الليبي موسى كوسا الأسبوع الماضي.
وفي محاولة للحد من تأثير التسريبات على مجمل العلاقات الليبية ـ الأمريكية، كتب السفير الأمريكي مقالا نشره الموقع الإلكتروني للسفارة الأمريكية في طرابلس: إنني لا أستطيع أن أجزم بمدى صحة أي من تلك الوثائق، ولكنني أستطيع القول إن الولايات المتحدة تأسف بشدة للكشف عن أي من تلك المعلومات التي كان المفروض أن تكون سرية.
ورأى أن الدبلوماسيين يجب أن يشاركوا في مناقشات صريحة مع زملائهم، ويجب أن يطمئنوا إلى أن تلك المناقشات ستبقى مناقشات خاصة وغير علنية.
وخلص إلى أن أصحاب النيات الحسنة يدركون أن التقارير الدبلوماسية الداخلية لا تمثل السياسة الخارجية الرسمية للحكومة الأمريكية، موضحا أن تلك السياسات موضوع تحتويه السجلات العامة، وموضوع لآلاف الصفحات من الخطب والبيانات والأوراق والوثائق الأخرى، التي تجعلها وزارة الخارجية متاحة مجانا على شبكة الإنترنت وفي مواقع أخرى.
في المقابل، أطلق ليبيون صفحة خاصة على موقع الـ"فيس بوك" الاجتماعي الشهير للمطالبة بطرد كيرتز، نتيجة ما وصفوه بخروجه عن المهام الدبلوماسية المنوط بها، ولتدخله في الشئون الداخلية لليبيا وتطاوله على شخص القذافي من خلال تحليلاته الشخصية، على حد تعبيرهم.
واعتبرت الصفحة أن السفير الأمريكي في ليبيا أصبح شخصا غير مرغوب فيه، لافتة إلى أن الإدارة الأميركية ستعمل على تغييره في أقرب وقت، لكنها تريد فقط أن يكون ذلك في إطار سلسلة التغييرات التي ستدخلها على عدد من سفاراتها في الخارج قريبا.