اعتبرت صحيفة لوس أنجلوس تايمزالاميركية أن الحوار الذي أجراه جمال مبارك أمين السياسات بالحزب الوطني مع الشباب عبر شبكة الإنترنت، خطوة مهمة ضمن برنامج نجل الرئيس لتعزيز شعبيته بين جيل الشباب لخوض الانتخابات الرئاسية في 2011، ولتولي رئاسة مصر.
وقالت الصحيفة: "جمال مبارك نجح في التلاقي مع أكثر من 12 ألف مواطن مصري عبر شبكة الانترنت من خلال المنتدى الجديد الخاص به على الإنترنت الذي أسماه المشاركة".
وكان جمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي قد أجرى مع شباب الباحثين وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية من الشباب والذي ضم 230 شابا وشابة ينتمون لبرنامج الانتماء والمشاركة الذي تتبناه وزارة التعليم العالي.
وأبدى جمال مبارك تفاؤله بمستقبل مصر، وقال: "نحن متفائلون رغم التشكيك ومحاولات الإحباط التي يحاول البعض بثها في النفوس وهناك طفرة شهدتها البلاد خلال السنوات الخمس الماضية في اغلب المجالات وفى كافة أنحاء الجمهورية".
جمال مبارك تحاشى الإجابة على أسئلة التوريث:
وأضاف: "الشكوى من ارتفاع الأسعار قد تراجعت العام الحالي بعد أن كانت تحتل المرتبة الأولى العام الماضي وأن الإنفاق الاجتماعي يحتل الجانب الأكبر في الميزانية العامة للدولة وأنه لا تفكير في إلغاء الدعم ولكن العمل على إدارته بكفاءة أعلى ليصل إلى مستحقيه بالفعل".
وأشارت الصحيفة الاميركية إلى أن جمال مبارك دعا الشباب المصري إلى إرسال أسئلته ومخاوفه إلى المنتدي الخاص به، ولم يرد على الاستفسارات الخاصة بمسألة ترشيحه للرئاسة وخلافة والده.
وتطرق نجل الرئيس المصري إلى الرد على الأسئلة المتعلقة بمعدلات التضخم المرتفعة في البلاد، والظروف المعيشية الصعبة والفساد وسياسات الحزب الوطني الحاكم ومعالجة بعض القضايا ومنها الصحة والتعليم والصناعة والقري المهمشة في مصر.
وقالت لوس أنجلوس تايمز: "الحوار نوع من السياسة التي يتبعها نجل الرئيس لخلافة والده لرئاسة أكبر بلد في المنطقة العربية، واختيار الأسئلة تم من قبل مسئولي الحزب الوطني".
واختتمت لوس أنجلوس تقريرها بالقول: "إن طابع الإجابات عن الأسئلة يلقي كثيرا من الشكوك والمخاوف حول المغزي الحقيقي لأمين سياسات الحزب الوطني من هذه المقابلة".
من جانبه، قال ضياء رشوان مدير وحدة النظم السياسية بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بـ "الأهرام": "جمال مبارك يعيش في عالم منفصل عن الواقع الاجتماعي المصري، ولا يرغب في النزول إلى الشارع للاستماع لمشاكل المواطنين والتفاعل معها، وهو ما يعكسه اختياره "الفيس بوك" للتحدث إلى الجماهير، رغم محدودية مستخدميه إذا ما قورن بأعداد المواطنين الذين لا يستخدمون الإنترنت، وهم القطاع الأكبر في مصر".
وأضاف رشوان: "حوارات نجل الرئيس عبر "الفيس بوك" لن تحقق له الشعبية التي يتطلع إليها بين المصريين، أو حتى من خلال اللقاءات الشعبية التي ينظمها له رجال حزبه والتي يتم اختيار المواطنين فيها بشكل انتقائي، وترى ما هي الأسباب التي لا تجعله يتحدث مع الإعلاميين ورجال المعارضة في مصر، بدلا من التحاور مع مجموعة صغيرة من أعضاء حزبه وقطاع صغير جدا من الإعلاميين؟".
أما الدكتور جمال حشمت القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين" فقال: "من دون تقديم خدمات حقيقية للجماهير والالتصاق بهم والإحساس بمعاناة الشعب المصري، فإن ذلك لن يجدي نفعا، وإن جمال مبارك يتعامل بشكل عولمي بعيدا عن الواقع الذي يعيشه الشعب المصري عبر اختياره الحديث لشباب "الفيس بوك" الذين لا يمثلون كل شباب مصر، والشباب الكادح منهم، وإنما هم فئة محدودة".
وأضاف: "لا هدف ذا قيمة من ذلك الحوار غير المسبوق بين أمين السياسات والشباب عبر الإنترنت سوى الشو الإعلامي، والدليل على ذلك تجاهله للإجابة عن توريث السلطة، لأنه ليس لديه إجابات واضحة وشافية يدلي بها للشباب، في الوقت الذي يحتاج فيه إلى دعم الخارج والداخل لإتمام هذا المخطط".
Mon, 17 Aug 2009 17:50:06 GMT