20101220
فرانس 24
مددت الأمم المتحدة مهمة بعثتها العسكرية في ساحل العاج لمدة ستة أشهر في رد عملي على مطالب غباغبو بسحب قواتها من البلاد. كما كانت قد نددت في وقت سابق بوقوع تجاوزات في مجال حقوق الإنسان. من جهة أخرى، عاقب الاتحاد الأوروبي لوران غباغبو بمنعه هو وعدد من مقربيه من دخول أراضيه، وهدد بتصعيد العقوبات إذا ما رفض التنحى عن السلطة لصالح منافسه الحسن واتارا.
مدد مجلس الامن الدولي الاثنين لستة اشهر مهمة قوته في ساحل العاج التي طلب رئيسها لوران غبابو، الذي لا يعترف به المجتمع الدولي، رحيلها من البلاد.
كما اعلن المجلس في قراره انه سيرسل تعزيزات الى هذا البلد الافريقي الذي يشهد منذ ثلاثة اسابيع ازمة بين رئيسيه المعلنين غباغبو ومنافسه الحسن وتارا.
وتنتهي مهمة قوة الامم المتحدة في 31 كانون الاول/ديسمبر الحالي. وقد طالب غباغبو السبت برحيل هذه القوة التي تضم عشرة الاف جندي.
لكن الامم المتحدة رفضت طلب غباغبو الذي لا تعترف باعادة انتخابه وتعتبر وتارا الرئيس المنتخب في 28 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وفي قراره اكد المجلس "استعداده لفرض اجراءات، من بينها عقوبات محددة، ضد الذين يهددون عملية السلام والمصالحة الوطنية وغير ذلك مثل تزوير نتائج العملية الانتخابية".
الأمم المتحدة لن تسحب قواتها من البلاد
وفي خطوة لتهدئة الأوضاع، قال المتحدث باسم البعثة الأممية في ساحل العاج حمدون توري :" مهمة القوات الأممية هي الحفاظ على أمن المواطنين و منع أي أعمال عنف بين مناصري الرئيسين، إضافة إلى الحفاظ على سلامة المدنيين"، مضيفا ليس من صلاحيات القوات التابعة للأمم المتحدة الدخول في مواجهة عسكرية مع القوات المساندة لغباغبو".
تجاوزات كثيرة في مجال حقوق الإنسان
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت الأحد نددت بوقوع تجاوزات كثيرة في مجال حقوق الإنسان.
ميدانيا، بحسب كريم حقيقيي مبعوث فرانس 24 إلى ساحل العاج فإن الوضع قابل للانفجار في أي لحظة "فالخوف هو سيد الموقف في العديد من الأحياء الموالية للحسن واتارا بسبب تعرضها إلى هجمات ليلية من قبل مليشيات تابعة للوران غباغبو
وأضاف كريم حقيقي :" القوات الأممية لا تملك الإمكانيات الكافية للدخول إلى هذه المناطق من أجل حماية السكان"، مضيفا أن الخوف بدأ أيضا ينتاب الجالية الفرنسية في ساحل العاج التي لا تعرف هل تبقى أم تغادر البلاد. وقال كريم حقيقي:" السفارة الفرنسية مستعدة لإجلاء كل الفرنسيين المتواجدين في البلاد، لكن الترقب هو سيد الموقف في الوقت الحالي".
ومنذ بداية الأزمة في ساحل العاج قتل حوالي 50 شخصا فيما أصيب المئات بجروح، الأمر الذي دفع الحكومتين الأمريكية والبريطانية إلى الطلب من رعاياها مغادرة البلاد تحسبا من حرب أهلية
الاتحاد الأوروبي يوقع عقوبات على غباغبو
من جهة أخرى، قرر الاتحاد الأوروبي الاثنين أثناء اجتماع خبراء معاقبة لوران غباغبو الذي أعلن نفسه رئيسا لساحل العاج و18 شخصا من المقربين منه بحظر دخولهم أراضي دوله، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.
وتم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن في بروكسل بين ممثلي الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المجتمعين في فريقي خبراء خاصين بأفريقيا والعلاقات الخارجية، كما أضافت المصادر لوكالة فرانس برس.
ويتعين ليصبح القرار ساري المفعول، ان تصادق عليه رسميا بحلول منتصف نهار الاربعاء الحكومات الاوروبية من خلال اجراء خطي. ويجب ان تؤكد العواصم الاوروبية موافقتها على الاجراء في رسائل خطية.
وأوضح دبلوماسي أوروبي "تقرر في مرحلة أولى فرض حظر تأشيرات فقط لأن هذا الإجراء سهل التطبيق. وتجميد الأرصدة قادم لكن الإجراء يتطلب وقتا أطول".
وكانت حدة الأزمة قد تزايدت في البلاد الاثنين حين طلب الرئيس لوران غباغبو، الذي لم تعترف به الأسرة الدولية كرئيس شرعي للبلاد، من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومن القوات العسكرية الفرنسية " ليكورن" مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن.
ويخشى المتتبعون لشؤون هذا البلد من وقوع اشتباكات بين القوات الأممية والقوات العسكرية الموالية للوران غباغبو التي لا تزال تسيطر على المناطق الحساسة في البلاد وعلى مؤسساتها الحيوية
من جهته، طلب الحسن واتارا رئيس ساحل العاج المعترف به دوليا الأحد من بان كي مون أن يبقي القوات الأممية في مواقعها وإلى عدم الاستجابة إلى مطلب لوران غباغبو. وفي هذا الشأن، أعلن باتريك أشي، المتحدث باسم حكومة الحسن واتارا أن الأخير وجه رسالة إلى بان كي مون يطالبه فيها بصفته رئيسا شرعيا للبلاد ببقاء قوات الأمم المتحدة في ساحل العاج ويعلمه أن قرارات لوران غباغبو باطلة ولا قيمة لها.