20110101
العالم
أكد الرئيس المصري حسني مبارك أن انفجار كنيسة الاسكندرية الذي وقع فجر اليوم السبت وأوقع 21 قتيلا و 80 جريحا، يحمل دلائل على تورط أصابع خارجية فيه.
وقال مبارك في ?لمة قصيرة بعد الانفجار أذاعها التلفزيون المصري وبثتها و?الة أنباء الشرق الأوسط: إن الهجوم هو "عملية إرهابية تحمل في طياتها دلائل تورط أصابع خارجية تريد أن تجعل من مصر ساحة لما تراه من شرور الإرهاب بمنطقتنا وخارجها".
وأضاف متوعدا مدبري الهجوم "أمن مصر القومي هو مسؤوليتي الأولى لا أفرط فيه أبدا ولا أسمح لأحد أيا ?ان بالمساس به أو الاستخفاف بأرواح أو مقدرات شعبنا".
وتابع أن الهجوم "استهدف الوطن بأقباطه ومسلميه، امتزجت دماء شهدائهم وجرحاهم على أرض الإس?ندرية لتقول لنا جميعا إن مصر برمتها هى المستهدفة".
وفي وقت سابق دعا مبارك المسيحيين والمسلمين في مصر الى الوقوف "صفا واحدا" في مواجهة "قوى الارهاب"، وامر بتسريع التحقيق لكشف من يقف وراء الهجوم.
من جانبه دان رئيس الوزراء احمد نظيف هذا الحادث "الاجرامي"، مؤكدا انه يستهدف "كل المصريين بكافة اطيافهم".
وفيما اتهم محافظ الاسكندرية تنظيم القاعدة في العراق بالمسؤولية، أعرب نبيل لوقا العضو في لجنة الإعلام بمجلس الشورى عن اعتقاده بأن جهاز الموساد الاسرائيلي يقف وراء العملية.
وقتل 21 شخصا واصيب نحو 80 آخرين في الانفجار الذي أعقبته اعمال عنف طالت مسجدا هاجمه مسيحيون.
واعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان انه "يرجح" ان يكون "شخص انتحاري" نفذ الهجوم.
وافاد مصدر امني في الوزارة "باستكمال عمليات الفحص لواقعة الانفجار الذي وقع امام كنيسة القديسين ماري جرجس والانبا بطرس بمحافظة الاسكندرية، تاكد عدم وجود نقطة ارتكاز للتفجير باحدى السيارات او بالطريق العام".
واضاف ان ذلك "يرجح ان العبوة التي انفجرت كانت محمولة من شخص لقي مصرعه ضمن الاخرين".
واوضح المصدر ان "فحص المعمل الجنائي اكد ان العبوة الانفجارية محلية الصنع تحتوي" على قطع معدنية "لاحداث اكبر عدد من الاصابات".
واضاف ان "ملابسات الحادث في ظل الاساليب السائدة حاليا للانشطة الارهابية على مستوى العالم والمنطقة، تشير بوضوح الى ان عناصر خارجية قد قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ".
واكد مسؤول في قطاع الصحة في الاسكندرية ان حصيلة الجرحى بلغت 80 شخصا.
وقالت نرمين نبيل الناجية من الانفجار انه "لو انهى الاسقف القداس قبل دقيقتين لكان حمام الدم اسوأ".
وهذا اول انفجار سيارة مفخخة يستهدف كنيسة في مصر، ويذكر بالتفجيرات التي استخدمت فيها سيارات مفخخة في العراق وغيرها من دول الشرق الاوسط في السنوات الاخيرة.
وقالت نرمين (30 عاما) التي اصيبت في ساقها في الهجوم على سريرها في المستشفى انها غادرت الكنيسة "قبل دقيقتين من انهاء الاسقف القداس. وكان لايزال مئات الاشخاص داخل الكنيسة".
و قالت "لو انهى الاسقف القداس قبل دقيقتين لكان حمام الدم اسوأ".
وامام الكنيسة تناثرت الملابس التي غطتها الدماء وحقيبة سوداء، كما تناثرت الدماء داخل الكنيسة وفي عيادة مجاورة.
واعرب جرحى الانفجار واقاربهم والاطباء والموظفون العاملون في العيادة التي تديرها الكنيسة عن غضبهم وياسهم، في حين اعرب العديد منهم عن استيائهم من الحكومة والشرطة.
وذكرت نجلاء جميل الطبيبة في العيادة "بدلا من حمايتنا، القت الشرطة الغاز المسيل للدموع".
وذكر مصدر امني انه بعد الهجوم تظاهر عشرات المسيحيين الغاضبين امام مسجد على الجهة المقابلة من الشارع، ولحقت اضرار بباب ونوافذ المسجد.
ولم يتضح على الفور ما اذا كان سبب الاضرار هو الانفجار او المتظاهرين.
وقال والد شابة مسيحية اصيبت في انفجار الكنيسة بان بعض المتظاهرين "اطلقوا العنان لغضبهم"، مضيفا "كنا بحاجة للتعبير عن غضبنا".
الى ذلك، استنكرت جماعة الاخوان المسلمين في مصر التفجير أمام كنيسة القديسين في محافظة الاسكندرية شمالي البلاد.
ووصفت الجماعة في بيان ما تعرض له مسيحيو مصر من اعمال عنف بالعمل الاجرامي الذي يرفضه كل أبناء الشعب المصري.
واكدت الجماعة رفضها لأشكال العنف وترويع الآمنين من المسيحيين والمسلمين.
وصباح اليوم السبت تظاهر عشرات المسيحيين امام الكنيسة فيما انتشرت اعداد كبيرة من شرطة مكافحة الشغب في المنطقة التي تم اغلاقها. وهتف المتظاهرون "اين الحكومة؟".