20110104
فرانس 24
شددت السلطات المصرية اجراءات الأمن حول الكنائس المصرية وأمام المباني الدينية وعززت اجراءات المراقبة في الموانىء والمطارات مع اقتراب الاحتفال بعيد الميلاد القبطي يومي الخميس والجمعة،وسط شبهات قوية بوقوف القاعدة وراء الاعتداء ضد كنيسة القديسين.
موقع موال لـ"القاعدة" وضع كنيسة "القديسين" من بين أهداف التنظيم [1]
تم تشديد الاجراءات الامنية ونشر اعداد كبيرة من قوات الامن حول الكنائس في مصر مع اقتراب الاحتفالات بعيد الميلاد القبطي الخميس والجمعة وذلك بعد الاعتداء الذي استهدف ليلة راس السنة كنيسة القديسين في الاسكندرية مخلفا 21 قتيلا ونحو مائة جريح.
وتم تعزيز انتشار قوى الامن في مراكز المراقبة امام المباني الدينية والغاء اجازات العديد من رجال الشرطة، كما اعلنت مصادر في قوى الامن الاثنين.
كما تم تشديد اجراءات المراقبة في الموانىء والمطارات بعد هذا الحادث الذي اشير في مصر الى ان انه من تدبير تنظيم القاعدة. لكن حتى الان لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن هذه المجزرة.
واكد البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية انه ينوي رغم كل شيء اقامة قداس عيد الميلاد مثل كل عام. ونقلت عنه صحيفة الاهرام قوله "ان الارهاب لن يمنعني من الاحتفال بميلاد السيد المسيح".
ودعا الاقباط الى الهدوء وقال "ليس معنى اننا نحزن على اولادنا الذين استشهدوا الا نتصرف بحكمة".
واعرب البابا شنوده الثالث في تصريحاته التي نقلها التلفزيون ووكالة الانباء الحكوميين عن اسفه لبعض المظاهر التي واكبت تظاهرات الاحتجاج اثر اعتداء الاسكندرية.
وقال ان الشعارات التي استخدمها البعض انتهكت كافة القيم (..) وحاول البعض استخدام العنف الذي هو ليس من اساليبنا بتاتا". واتهم بعض الاشخاص الذين قال انهم لا ينتمون الى الطائفة القبطية بالضلوع في هذه السلوكيات، دون ان يحددهم.
ودعا البابا شنوده في تصريحاته الدولة المصرية الى ان تاخذ في الاعتبار مطالب الاقباط الذين قال انهم يتعرضون الى العنف ويعانون التمييز ولا سيما بالنسبة لبناء الكنائس.
وقال انه "اذا رات الدولة ان القانون لا ينصف البعض فان عليها تغييره او سن قانون آخر".
ويحتفل المسيحيون الاقباط بعيد الميلاد في السابع من كانون الثاني/يناير لكن الاحتفالات تبدا الخميس بقداس منتصف الليل التقليدي.
ويصادف العيد القبطي يوم صلاة الجمعة لدى المسلمين.
واضافة الى مخاطر الاعتداءات تخشى السلطات وقوع صدامات جديدة مع المتظاهرين المسيحيين او وقوع حوادث بين مسيحيين ومسلمين.
وادت صدامات بين متظاهرين اقباط ورجال الشرطة الاحد الى اصابة 45 من افراد الامن كما اعلنت الشرطة الاثنين. كما ذكر مسؤول في وزارة الصحة ان 27 شخصا اخر اصيبوا في هذه المواجهات.
وجرت الاشتباكات خلال تجمع ضم مئات الاشخاص داخل كاتدرائية القديس مرقس، مقر البابا شنودة.
وفي وقت سابق هاجم المتظاهرون المسؤولين الذين جاؤوا لتقديم التعازي في ضحايا الاعتداء على كنيسة القديسين.
ومساء الاثنين رشق متظاهرون رجال شرطة بالحجارة كانوا يحاولون وقف مسيرة ضمت الاف الاقباط في حي شمال القاهرة. وردت الشرطة برشقهم بالحجارة ايضا.
وفي الاسكندرية جرت السبت مواجهات بين شبان مسيحيين ورجال الشرطة كما تظاهر المئات من الاقباط مساء الاحد امام كنيسة القديسين قبل ان يشعلوا النار في صناديق القمامة، وفقا لمصور فرانس برس.
وفي القاهرة، تظاهر حوالى 200 مثقف وفنان مصري الاثنين في وسط المدينة للتنديد بالاعتداء. ورفعوا خصوصا لافتات رسم عليها الصليب والهلال وكتابة "مصر شعب واحد".
وبين المتظاهرين الروائي بهاء طاهر وعزت قمحاوي وعفاف السيد وشعراء سمير عبد الباقي وابراهيم داوود ووائل السمري والمخرج مجدي احمد علي والممثل السينمائي لطفي لبيب والناشر محمد هاشم واستاذ الاقتصاد سمير فياض.
في الاثناء تواصل الاثنين التنديد باعتداء الاسكندرية.
ودان الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية الاعتداء الذي اودى بحياة 21 شخصا امام كنيسة القديسين في الاسكندرية (شمال مصر) ليلة راس السنة، معتبرا انه من عمل "اعداء الاسلام"، كما ذكرت وكالة الانباء السعودية الاثنين.
ودان الشيخ عبد العزيز آل الشيخ "الأحداث المتتابعة التي يدبرها اعداء الاسلام للنيل من المسلمين، لاستعداء غير المسلمين على المسلمين باي صورة احدثوها وباي وسيلة ابتدعوها".
وقد بدا الوضع هادئا الاثنين الا ان مجموعة من نحو 30 شخصا منعت عمال الصيانة من مباشرة العمل في اصلاح الكنيسة مطالبين ببقاء دماء الضحايا على جدرانها كشاهد على المذبحة.
وفي باريس اعلنت الشرطة انها "ستعزز" اجراءاتها الامنية في محيط الكنائس القبطية في فرنسا بعد ان قدم قس شكوى اثر تبلغه بتهديدات بعد يومين على الاعتداء الذي استهدف كنيسة قبطية في الاسكندرية.
وذكر مصدر قريب من الملف انه طلب من فرع مكافحة الارهاب في القسم الجنائي للشرطة القضائية في باريس فتح تحقيق بتهمة "الانتماء الى عصابة على علاقة بشبكة ارهابية".
وكان القس جرجس لوقا في كنيسة شانتيه مالابري القبطية في المنطقة الباريسية اكد الاثنين انه قدم الاحد في باريس شكوى تتعلق بتلقي كنيسته تهديدات ارهابية.
ويقدر عدد الاقباط في فرنسا ب45 الفا بحسب وزارة الداخلية الفرنسية.
وفي المانيا حيث يعيش نحو ستة الاف قبطي اكد متحدث باسم وزارة الداخلية ان الانبا دميان، رئيس الكنيسة القبطية في المانيا ابلغ السلطات، قبل حتى هذا الاعتداء، بوجود تهديدات لابناء كنيسته.
ويعد الاقباط اكبر الطوائف المسيحية في الشرق الاوسط. وهم يمثلون ما بين 6 الى 10% من نحو 80 مليون مصري، بحسب التقديرات. ويتبع معظم الاقباط الكنيسة الارثوذكسية مع وجود اقلية قبطية كاثوليكية لا يتعدى افرادها 250 الف شخص.
وكانت كنيسة القديسين في الاسكندرية مدرجة ضمن قائمة طويلة لاماكن عبادة قبطية حددها منذ مطلع كانون الاول/ديسمبر موقع الكتروني تابع لتنظيم القاعدة كاهداف لضربها.
وتشمل هذه القائمة نحو 50 كنيسة قبطية في القاهرة والاسكندرية ومدن مصرية اخرى اضافة الى كنائس قبطية في العديد من الدول الاوروبية ومن بينها فرنسا والمانيا وبريطانيا.
وكان تنظيم "دولة العراق الاسلامية" التابع للقاعدة طالب في تسجيل ب"اطلاق سراح" قبطيتين زعم انهما اعتنقتا الاسلام واعيدتا بالقوة الى الكنيسة.
وقال انه في حال لم يفرج عن القبطيتين فان "القتل سوف يعمكم جميعا وسيجلب (بابا الاقباط) شنودة الدمار لجميع نصارى المنطقة".
والسيدتان القبطيتان هما كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين. وهما زوجتا كاهنين قبطيين اثار الحديث عن اعتناقهما الاسلام جدلا في مصر.
ويعد حادث الاسكندرية الاكثر دموية في مصر منذ موجة الاعتداءات التي استهدفت مجمعات سياحية على البحر الاحمر بين 2004 و2006 وخلفت اجمالا نحو 140 قتيلا.
لكنه ليس الاول الذي يستهدف المسيحيين. ففي السادس من كانون الثاني/يناير 2010 قتل ستة اقباط لدى خروجهم من قداس الميلاد في مدينة نجع حمادي بصعيد مصر. وينتظر صدور الحكم على المتهمين في هذا الحادث في 16 كانون الثاني/يناير الحالي.