20110104
فرانس 24
عشية استفتاء تقرير المصير الذي قد يقسم السودان أكبر دولة أفريقية إلى قسمين، قام الرئيس السوداني عمر البشير بزيارة نادرة إلى الجنوب، لعلها ستكون الأخيرة في سودان موحد.
قبل خمسة أيام من استفتاء تقرير المصير الذي قد يقسم السودان أكبر دولة أفريقية إلى قسمين – قام الرئيس السوداني عمر البشير بزيارة نادرة إلى الجنوب - لعلها الأخيرة لرئيس لسودان موحد.
و كان في استقبال عمر البشير بعاصمة الجنوب جوبا مئات الأشخاص في مقدمتهم خصمه السابق الذي قد يصبح أول رئيس لجنوب السودان سلفا كير وعدد كبير من كبار القياديين الجنوبيين. كما رفع البعض شعارات كتب عليها "نحن سعداء باستقبالك من جديد للاحتفال باستقلال جنوب السودان" و"نرحب بكم في الدولة الـ193".
"نرحب بكم في الدولة الـ193"
تأتي زيارة البشير إلى الجنوب بعد أيام قليلة من رسالة "المصالحة" التي بعثها إلى سكانه، وعدهم فيها بمساعدتهم على "بناء دولة قوية شقيقة وآمنة " في حال كان ذلك مطلبهم خلال الاستفتاء، كما أنها "زيارة لمراجعة ظروف إجراء هذا الاستفتاء، باعتبار أن الملفات العالقة تبقى كثيرة، فقد خاطب البشير الجنوبيين قائلا – نحن مقبلون على مرحلتين مهمتين، مرحلة الاقتراع ومرحلة إعلان النتائج"" بحسب إسلام عبد الرحمن مراسل فرانس24 من الخرطوم.
واعتبرت المسؤولة في الحركة الشعبية لتحرير السودان آن ايتو بأن "هذه الزيارة ستسمح لعمر البشير بجس نبض الشعب وسيلاحظ بطريقة سلمية خيار الجنوب".
ويرى البعض في الزيارة مساومة لأن"زيارة البشير للجنوب في هذا الوقت بالذات ، خمسة أيام قبل الاستفتاء، هي زيارة مساومة للجنوبيين حول قضيتين جوهريتين في النزاع بين الشمال والجنوب وهما قضية "منطقة أبيى المتنازع عليها بين قبيلتين جنوبية وشمالية، وقضية دارفور الملاحق بها البشير دوليا لجرائم ضد الإنسانية...فعمر البشير يساوم الجنوبيين في اللحظات الأخيرة فهو يقدم لهم الضمانات لحسن سير الاستفتاء، مقابل أن يقدموا له تنازلات في القضيتين العالقتين" يقول صلاح الدين الدومة أستاذ في العلاقات الدولية بجامعة الخرطوم.
يظل مستقبل السودان مجهولا ومفتوحا على جميع الاحتمالات بعد استفتاء تقرير المصير الذي باتت نتائجه شبه مؤكدة. وقد اتفقت المعارضة في الشمال على الإطاحة بنظام عمر البشير عقب إعلان نتائج الاستفتاء بحسب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان حسن الترابي الذي قال إن رؤساء الأحزاب السودانية المعارضة "اتفقوا على الإطاحة بنظام الرئيس السوداني عمر البشير سلميا" وأن "لجانا فرعية كلفت أن تهيئ بعد ظهور نتيجة الاستفتاء مباشرة لرؤساء الأحزاب السياسية الأساليب والمناهج التي سوف تتخذ للإطاحة بالحكم".
"المعركة القادمة في السودان بعد استفتاء استقلال الجنوب ستكون بين عمر البشير والشعب الذي سيقوم مؤكدا بثورة شعبية لا يمكننا التأكيد إلى أي مدى ستظل سلمية، فالجنوب لم يعد منافسا ولا عدوا للبشير خصمه المقبل هو في الداخل حيث يحكم" يضيف صلاح الدين الدومة.