20110104
فرانس 24
تجددت الثلاثاء المواجهات بين الشرطة والطلبة في مدينة تالة التونسية التي اندلعت شرارتها الأولى مع استئناف الطلبة للدروس الاثنين.واستخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريق جمع طلبة أربع كليات انضم إليهم شبان عاطلون عن العمل للاحتجاج على وضعهم والتضامن مع سكان سيدي بوزيد.
قال شهود عيان ان الشرطة التونسية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق احتجاج لمئات الطلبة اليوم الثلاثاء في مدينة بغرب البلاد عندما اندلعت احتجاجات عنيفة مرة اخرى بعد هدوء قصير.
وقال شاهد العيان بلقاسم السايحي لرويترز "مئات التلاميذ خرجوا اليوم في مسيرة حاشدة لدعم شبان سيدي بوزيد العاطلين عن العمل قبل ان يلتحق بهم شبان عاطلون عن العمل لتتحول المسيرة الى مواجهات مع قوات الامن التي القت القنابل المسيلة للدموع لتفرقة المحتجين."
ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من الجهات الحكومية التي اتصلت بها رويترز ردا على تصريحات السايحي لكن أكدها جمال بولعاي الذي يرأس نقابة المعلمين في مدينة تالة.
وقال بولعاي ان طلبة من أربع كليات شاركوا في الاحتجاج.
وأضاف "قوات الامن تطوق الان المعهد.. نحن محاصرون هنا مع التلاميذ لا يمكننا الخروج ورائحة دخان العجلات المطاطية المحترقة والقنابل المسيلة للدموع تصلنا الى هنا في المعهد".
واضاف "تلاميذ المعاهد الاربعة بالمدينة شاركوا في الاحتجاجات وتم تسجيل عديد من حالات الاختناق في صفوف الاساتذة والتلاميذ."
وبدأت الاشتباكات الشهر الماضي في مدينة سيدي بوزيد بوسط البلاد بعد ان حاول رجل في العشرينات من العمر الانتحار باشعال النار في نفسه امام مبنى حكومي للاحتجاج على مصادرة الشرطة لعربة فاكهة وخضروات خاصة به.
ووصف هذا الحادث بأنه السبب في اثارة اهتمام الخريجين العاطلين واعضاء النقابات وناشطي حقوق الانسان وامتدت الاحتجاجات في وقت لاحق الى بلدات اخرى شملت تونس العاصمة.
وحتى وقت قريب كانت الاحتجاجات نادرة في تونس وهو بلد يشيد به الحلفاء الغربيون على انه نموذج للاستقرار والرفاهية في العالم العربي وبلد لم يتول سوى اثنان رئاسته منذ الاستقلال عن فرنسا قبل 55 عاما.
ووفقا لوسائل اعلام فرنسية حاول اثنان من الخريجين العاطلين عن العمل الانتحار وان شخصا واحدا قتل بعد ان صعق نفسه بالكهرباء للاحتجاج على "البؤس والبطالة".
وقالت الحكومة ان شابا تونسيا آخر قتل عندما اضطرت الشرطة الى "اطلاق الرصاص للدفاع عن النفس" لقمع مثيري الشغب في مدينة بوزيان الجنوبية.
ويحكم تونس طوال الاعوام الثلاثة والعشرين الاخيرة زين العابدين بن علي الذي يعمل عن كثب مع الحكومات الغربية لمكافحة متشددي القاعدة.
ويحاول الفوز بوضع متميز كشريك تجاري رئيسي مع الاتحاد الاوروبي وهو ما يتضمن السماح بقدر أكبر من احترام الحريات العامة.
واتهمت الحكومة خصومها باستغلال اشتباكات سيدي بوزيد الشهر الماضي لتشويه سمعة السلطات وقال بن علي في وقت لاحق ان الاحتجاجات العنيفة غير مقبولة وستضر بالمصالح القومية.
وهدأت موجة الاحتجاجات بعد ان عين بن علي وزيرا جديدا للشباب في تعديل حكومي محدود كان الثاني في عام 2010 وواليا جديدا لسيدي بوزيد.
وقالت وسائل الاعلام الرسمية انه أمر أيضا بتخصيص 6.5 مليار دينار (4.5 مليار دولار) لخفض بطالة الخريجين التي تبلغ الان 25 بالمئة.