تتزايد في هذه الآونة دعوات الشارع الصومالي للأطراف المحركة للعنف في البلاد إلى وقف الأعمال المسلحة خلال شهر رمضان المعظم، وذلك في وقت زادت فيه الاستعدادات العسكرية لمختلف القوى على الأرض.
وفي هذه الأثناء تعهدت حركة الشباب المجاهدين بتصعيد هجماتها المسلحة ضد ما تصفها بالقوات الكافرة والعملاء، في إشارة إلى القوات الأفريقية وقوات الحكومة الصومالية.
ودعت هيئة علماء الصومال القوى السياسية في البلاد إلى وقف العمليات المسلحة خلال شهر رمضان الكريم، وناشد رئيسها الشيخ بشير صلاد مختلف الأطراف أن تعي أن الشعب الصومالي يمر بمرحلة حرجة.
وطالب الجميع بمراعاة الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الصومالي وقال إنه "يحتاج إلى أن يصوم الشهر الكريم بأمن وسلام".
بدوره طالب رئيس قبائل الهويا أحمد حسن حاد الأطراف المحركة للعنف بالصومال بمراعاة حاجة الشعب الماسة للهدوء خلال الشهر الكريم.
وأضاف حاد في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن العنف يولد مزيدا من القتلى في صفوف المدنيين، وطالب الحكومة والحركات المسلحة بوقف الأعمال المسلحة خلال شهر رمضان.
ودعا الأطراف المتصارعة إلى تبني أسلوب الحوار والتشاور بدلا من الأساليب المسلحة التي تزيد الكراهية والاحتقان بين الصوماليين، وحذر من الآثار النفسية التي ستتولد جراء استمرار العنف.
كما أطلق شيوخ القبائل في جنوب ووسط الصومال دعوات عبر وسائل الإعلام المحلية تطالب بتخفيف معاناة المدنيين حلال شهر رمضان.
صوت نسائي
من جهتها أصدرت منظمة "هند" الصومالية النسائية بيانا تلقت الجزيرة نت نسخة منه دعا الجميع إلى وقف كافة أشكال العنف خلال الشهر الكريم، مؤكدا أن العنف سيفاقم معاناة المدنيين.
وأعربت المنظمة في بيانها عن أسفها الشديد لتزايد أعداد النساء والأطفال المتضررين من العنف في مقديشو، مطالبة الأمهات الصوماليات بإعلاء أصواتهن والمطالبة بوقف العنف خلال الشهر الفضيل.
وطالب مسؤولون في مخيمات النازحين القوى المتصارعة بوقف العنف، وعبر مسؤول مخيم عيلشي في الضواحي الغربية لمقديشو حاج علي عيسى عن أمله في استجابة مختلف القوى لنداء الفقراء والمشردين بعدم تصعيد الهجمات خلال شهر رمضان.
ترحيب حكومي
ورحبت الحكومة الصومالية بالأصوات المنادية بوقف الأعمال المسلحة في الصومال خلال شهر رمضان المبارك.
وأكد المتحدث باسم قوات "الدراويش" التابعة للحكومة الصومالية شيخ عبد الرزاق أحمد قيلو في تصريح للجزيرة نت، استعداد الحكومة لتلبية دعوة العلماء ووجهاء القبائل، مشيرا إلى أن الحكومة لا تمانع في أن يصوم الشعب الصومالي في أمن وسلام.
تهديد
أما حركة الشباب المجاهدين فقد هددت على لسان الناطق باسمها شيخ علي محمود راقي بتصعيد هجماتها المسلحة ضد من وصفتها بالقوات الكافرة وقوات العملاء، في إشارة إلى القوات الأفريقية والحكومية.
وأشار إلى أن شهر رمضان يعد بالنسبة للمسلمين شهر الجهاد، داعيا الشعب الصومالي إلى الصبر ومساندة من وصفهم بالمجاهدين
2009/8/28