20110115
الجزیره
رحبت الأوساط الشعبية وفعاليات المجتمع المدني العربية بثورة الشعب التونسي التي أجبرت الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي على الفرار باتجاه السعودية، معتبرين ذلك إنجازا تاريخيا، في حين اتسمت ردود الأفعال الرسمية في التعامل مع الوضع بالحذر والتحفظ أو الصمت.
وعلى الصعيد الشعبي تدفقت آلاف من رسائل التهنئة للشعب التونسي على الإنترنت الجمعة على مواقع فيسبوك وتويتر وغيرها، استبدل الكثير من الناس الأعلام التونسية الحمراء بصورهم الشخصية في هذه المواقع.
كما استبدل متصفحو هذه المواقع من مختلف الأقطار العربية أيضا بصورهم الشخصية صور الشهيد محمد البوعزيزي الذي أشعل الثورة بحرق نفسه قبل أربعة أسابيع في مدينة سيدي بوزيد.
واعتبر مستعملو المواقع الاجتماعية أن التغيير الذي فرضه الشباب التونسي نموذج يحتذى به، وتمنوا خطوات مماثلة في بلدانهم.
ابتهاج شعبي
ونظم العشرات من النشطاء المصريين المعارضين للرئيس حسني مبارك وقفة احتجاجية أمام السفارة التونسية بالقاهرة، ورحبوا بما حدث في تونس واعتبروه رسالة للنظام المصري، ورددوا شعار "بن علي أخبر مبارك أن طائرة تنتظره أيضا".
وقال الناشط الحقوقي المصري حسام بهجت "إننا كنا نتتبع الأخبار منتظرين سقوط الحكومة التونسية"، وأعرب عن أمله في أن بلاده يمكن أن تفعل الشيء نفسه في يوم من الأيام.
وعبر عدد من نواب المعارضة في البرلمان الكويتي عن تقديرهم للشعب التونسي وانتفاضته التي أدت إلى فرار الرئيس بن علي.
وطالب النائب مسلم البراك الحكومة الكويتية بالإشادة بالانتقال الدستوري للسلطة في تونس، معتبرا أن ما جرى للرئيس التونسي هو مصير كل طاغية، على حد وصفه.
كما شهدت الكويت تعاطفا كبيرا مع الشعب التونسي وانتفاضته التي وصفت بأنها انتفاضة الدفاع عن الحرية والكرامة حيث شهدت المواقع الإلكترونية الكويتية حركت تفاعل كبيرة في نقل ما يجري من أحداث في تونس.
كما رحب يمنيون من مختلف الشرائح الاجتماعية والسياسية بما وصفوه سقوط جنرال تونس الرئيس زين العابدين بن علي وتمنوا نهاية مشابهة لنظام الحكم في بلادهم.
ونظم ناشطون من مختلف القوى السياسية اليوم السبت في صنعاء مسيرة باتجاه السفارة الفرنسية بصنعاء طالبوا خلالها بترك الشعب التونسي يختار حكامه دون وصاية فرنسية.
ونقلت وسائل إعلام محلية مستقلة ومعارضة عن عدد من السياسيين والمثقفين اليمنيين ترحيبهم بقيام الشارع التونسي بثورة شعبية ضد النظام الحاكم في بلاده وإجبار رئيس الدولة على ترك الحكم بعد ثورة شعبية استمرت لأسابيع.
من جهتها أصدرت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية -مقرها البحرين- بيانا هنأت فيه الشعب التونسي بنجاح حركة الاحتجاجات الشعبية في تونس على خلفية إخفاق السلطة في تحقيق مطالبه المشروعة.
وقالت الوفاق إن الشعب التونسي قام باحتجاجاته وأراد الحياة بعد أن سئم سياسة الاستئثار بالثروة والقرار، فأراد الانتفاضة وأراد القدر أن يكون معه مستلهما من نشيده الوطني منذ الاستقلال أبيات أبي القاسم الشابي.
صمت وتحفظ
وعلى الصعيد الرسمي العربي آثرت أغلب الدول العربية الصمت تجاه الأحداث الجارية في تونس وخروج الرئيس بن علي بعد طلب شعبي باستقالته.
وكان موقف المملكة العربية السعودية هو الأبرز وهي التي رحبت ببن علي على أراضيها، وأكد بيان للديوان الملكي السعودي نشرته وكالة الأنباء السعودية في ساعة مبكرة من صباح اليوم نبأ وصول بن علي إلى أراضي المملكة.
وقال البيان إن السعودية رحبت ببن علي "تقديرا للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي الشقيق" وبـ"لكل إجراء يعود بالخير على الشعب التونسي الشقيق".
وفي قطر، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية مساء الجمعة إن بلاده تراقب الأحداث الجارية في تونس وتحترم إرادة الشعب التونسي وخياراته.
وأكد المصدر تأكيده التزام قطر بعلاقتها المتينة مع الشعب التونسي العزيز وحرصها على علاقاتها المميزة مع الجمهورية التونسية.
من جهته أكد المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الجامعة قلقة من الأوضاع في تونس وإنها تراقبها عن كثب، ودعا جميع الأطراف العمل على التوصل لاجماع وطني يخرج البلاد من أزمتها.