20110117
الجزیره
توفي شاب جزائري عاطل عن العمل متأثرا بحروق أصيب بها بعد يوم من إضرامه النار في نفسه إثر رفض مسؤول محلي منحه وظيفة، كما يرقد ثلاثة آخرون في المستشفيات بعد إحراقهم أنفسهم احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية في البلاد، في حوادث تحاكي ما أقدم عليه الشاب التونسي محمد البوعزيزي الذي فجر احتجاجات عارمة انتهت بالإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي.
ونقلت الإذاعة الجزائرية نبأ وفاة الشاب محسن بوطرفيف، كما أشارت صحيفة الخبر إلى أن نحو مائة شخص احتجوا أمس الأحد على موته بمدينة بوخضرة الواقعة بولاية تبسة المحاذية للحدود التونسية شرقي البلاد.
وكان بوطرفيف ضمن مجموعة من عشرين شابا التقوا رئيس بلدية بوخضرة يوم السبت أمام مقرها في وقت سابق السبت وطالبوه بفرص عمل، لكنه رد عليهم بأنه لا يستطيع توظيف أحد، مما دفع الشاب إلى التهديد بحرق نفسه إذا لم يحصل على وظيفة، فدعاه رئيس البلدية بسخرية إلى حرق نفسه إذا كانت لديه شجاعة محمد البوعزيزي.
وفور ذلك، قام الشاب بسكب البنزين على جسده وإحراق نفسه أمام الملأ، ونقل على إثرها إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة يوم الأحد بعد أقل من 24 ساعة على الحادث.
وإثر هذا الحادث سارع والي تبسة إلى إقالة رئيس البلدية، والتقى ممثلي المجتمع المدني وأعيان المدينة، واتخذ إجراءات لتهدئة الوضع من خلال إجراء تحقيق في ملابسات الحادث، وأنشأ لجنة تنسيق لحصر مطالب الشباب بخصوص التوظيف.
وشهدت مدن وبلدات جزائرية حوادث محاولات انتحار أخرى حرقا لشبان خلال اليومين الماضيين، كان آخرها أمس الأحد عندما أقدم شاب عاطل عن العمل (34 عاما) على إضرام النار في نفسه أمام مقر مديرية الأمن في مدينة مستغانم غرب العاصمة الجزائر احتجاجا على البطالة.
وقالت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إن الشرطة أنقذت الشاب من موت محقق ونقلته إلى المستشفى، لتفتح بعدها الشرطة القضائية تحقيقا حول حيثيات هذا الحادث.
وفي حادثة مماثلة أضرم شاب (27 عاما) يوم السبت النار في نفسه أمام مقر الأمن الحضري في مدينة جيجل شرق العاصمة الجزائرية، وأخمدت الشرطة النار التي أتت على وجهه وأطرافه السفلية.
كما تحدثت صحف جزائرية عن محاولة شاب (37 عاما) الانتحار حرقا يوم السبت بعدما أضرم النار في نفسه بمدينة برج منايل شرق العاصمة احتجاجا على أوضاعه الاجتماعية المزرية، إلا أن تدخل الأمن حال دون وفاته.
نفي التشابه
وإثر هذه الحوادث نفى وزير الدولة عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وجود أوجه تشابه بين احتجاجات تونس واحتجاجات الجزائر التي شهدتها قبل أيام ضد غلاء المعيشة.
وقال بلخادم في تصريح للصحفيين ردا على تشبيه البعض الحالة التونسية بالحالة الجزائرية "لقد قالوا بأن هناك عدوى سيدي بوزيد في الجزائر.. إنهم لا يعرفون نفسية الجزائريين".
وأضاف أنه "لا يمر يوم في الجزائر دون أن تكون هناك احتجاجات في هذه القرية أو تلك البلدية بسبب الكهرباء أو عدم إنجاز الطرق أو غيرها"، مشيرا إلى أن "العمل الاحتجاجي صار تقريبا يوميا في الجزائر".
وفي الوقت نفسه، دعا بلخادم إلى احترام إرادة الشعب التونسي قائلا إن له الحق في أن يختار مسؤوليه عنه.
وقالت وكالة أنباء يونايتد برس إنترناشيونال إن هذا التصريح هو الأول رسميا من مسؤول جزائري منذ الإطاحة ببن علي، وأضافت أنه "من المعلوم أن الرئيس بوتفليقة أبدى إعجابه بالتجربة التونسية في ظل حكم الرئيس بن علي".
وكان بلخادم قد صرح مؤخرا أن البطالة في الجزائر كانت في حدود 33% عام 1999 وانخفضت إلى 10% عام 2010، مشيرا إلى أنه خلال العام الماضي وحده أنشأت الحكومة 550 ألف وظيفة جديدة وهو ما لم يحدث مثله حتى في أوروبا، حسب قوله.
وعزا تراكم الطلب على الوظائف إلى الوضعية الأمنية التي عاشتها الجزائر منذ تسعينيات القرن الماضي والتي تسببت في تعطيل التنمية في البلاد وبالتالي ارتفاع نسبة البطالة.
يذكر أن الجزائر شهدت قبل أيام احتجاجات عارمة بسبب ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية، أسفرت عن مقتل ثلاثة متظاهرين وإصابة أكثر من 800 معظمهم من عناصر الشرطة، لكنها سرعان ما خمدت بعد إعلان الحكومة تخفيضات كبيرة في أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية.