20110117
العالم
ذكرت صحيفة "لو موند" الفرنسية ان قرينة الرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بن علي، احضرت من احد البنوك طن ونصف من الذهب قبيل فرارها من تونس.
وذكرت الصحيفة على موقعها الالكتروني استنادا الى معلومات استخباراتية ان ليلى بن علي ذهبت بنفسها الى البنك المركزي في تونس لهذا الغرض.
وجاء في تقرير الصحيفة ان قرينة بن علي، صعدت بعد ذلك على متن طائرة توجهت على ما يبدو الى دبي ومعها سبائك ذهب تقدر بنحو 45 مليون يورو.
ومن المفترض ان ليلي حاليا متواجدة حاليا مع زوجها في مدينة جدة السعودية.
ووفقا لمعلومات لو موند، عارض رئيس البنك في اول الامر اخراج سبائك الذهب التي طلبتها قرينة بن علي. ولم تتسلم ليلى السبائك الا بعدما جعلت زوجها يتدخل هاتفيا.
واضافت الصحيفة ان بن علي عارض ايضا في اول الامر اصدار اوامر بذلك.
وفي اعقاب الاطاحة بالرئيس التونسي الجمعة الماضية، قام تونسيون ثائرون بعمليات سلب ونهب لفيلات الرئيس وعائلته في المنتجعات السياحية بتونس، كما قام مجهولون بقتل رجل الاعمال عماد الطرابلسي، ابن شقيق قرينة بن علي، والذي يعتبر رمزا من رموز الفساد في تونس.
هذا ونفى البنك المركزي التونسي الاثنين ان تكون زوجة الرئيس التونسي المخلوع استولت على 1,5 طنا من سبائك الذهب قبل ان تفر الى الخارج.
في غضون ذلك، قالت مصادر في وزارة الخارجية السويسرية ان سويسرا تتحري عن حسابات بنكية سرية لمسؤولين حكوميين بارزين في تونس ، مشيرة الى انه يمكن تجميد تلك الحسابات ايضا.
واوضح الناطق ان القضاء السويسري سيتدخل بعد ما تبدا تونس اجراءات قضائية ضد مسؤولين سابقين في السلطة.
ويذكر ان سويسرا صادقت الخريف الماضي على قانون يسمح لها باعادة ثروات ديكتاتوريين سابقين موضوعة في بنوكها الى الدولة المعنية.
الى ذلك، ذكرت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية الاثنين ان زوجة الرئيس التونسي المخلوع مصففة الشعر السابقة وتسريبات موقع "ويكيليكس" الالكتروني، فضلا عن ثورة "الياسمين" التي انطلقت في البلاد احتجاجا على البطالة هي العوامل الثلاثة التي لعبت دورا اساسيا في وضع حد لعهد بن علي الذي حكم تونس بقبضة من حديد لمدة 23 عاما.
ويسرد التحقيق الذي اعدته رولا خلف وهبة صالح كيف قام افراد عائلة الطرابلسي بسرقة ونهب خيرات البلاد، مصورا مظاهر سلب ونهب قصور ومنازل افراد عائلة زوجة الرئيس المخلوع على ايدي اشخاص كانوا حتى الامس القريب يخشون مجرد الاقتراب من تلك المباني التي اضرمت فيها النيران بعد نهبها والعبث بها.
ويصور التقرير ايضا مشهد اقتحام منزل عماد الطرابلسي، ابن شقيق سيدة تونس الاولى السابقة وصهرها المدلل الذي قتل طعنا بسلاح ابيض مساء الجمعة الماضي، ليكون اول شخص يلقى حتفه من اقرباء الرئيس المخلوع وزوجته ، بعد ان اقتحم اشخاص في بلدة المرسى، نزل جارهم السابق عماد وقاموا بنهبه وحرقه.
ويصل التحقيق الى المحطة الثانية في الاسباب التي اعتبرها سببا في الاطاحة بزين العابدين وهو ما كان نشره موقع "ويكيليكس" على شبكة الانترنت العام الماضي من وثائق سرية مسربة نقلت عن دبلوماسيين امريكيين قولهم "انه، على ما يبدو، ان نصف مجتمع المال والاعمال في تونس يرتبط باسرة بن علي وزوجته ليلي عبر علاقات المصاهرة".
ويمضي التقرير الى رصد الكيفية التي جمع بها العديد من رجال الاعمال في تونس لثرواتهم خلال العقدين الماضيين عبر ممر اجباري كان يتمثل بضرورة اقامة الجسور والصلات مع افراد عائلة الرئيس "التي كان جشعها يزداد يوما بعد يوم".
ويدلل التحقيق على هيمنة اقرباء ليلي الطرابلس على مفاصل ومقدرات الاقتصاد التونسي بسيطرة شقيقها بلحسن الطرابلسي على "مجموعة قرطاج" النافذة، والتي تهيمن على قطاعات السياحة والنقل الجوي والخدمات المالية والتامين وتجارة السيارات في البلاد.
وبشكل ساخر يعرض التحقيق حادثة نقلت تفاصيلها احدى المدونات على الانترنت، زاعمة بان بلحسن الطرابلسي وصل به الامر الى حد طلب الاموال مقابل كل ظهور له في صور مع اشخاص في حفلات الاعراس.
وتسلط "الفايننشال تايمز" الضوء ايضا على نشاطات صخر الماطري، صهر بن علي وزوجته ليلي والذي كان يتراس "مجموعة برنسيس الماطري القابضة"، وهي تجمع لعدد من الشركات في مجالات الخدمات المصرفية، بما فيها المصارف الاسلامية، وتجارة السيارات والنشر والاتصالات.
وينتقل التقرير الى الحديث ايضا عن دور اسرة المبروك، وتحديدا رجل الاعمال الثري مروان المبروك، زوج سيرين بن علي، ابنة الرئيس المخلوع من زواجه الاول.
وتشمل استثمارات المبروك، التي يوردها التقرير، مجموعة مصارف وشركات اتصالات، بالاضافة الى سلسلة متاجر ضخمة، مثل "سوبر ماركت جيان" في منطقة تقع على مشارف العاصمة تونس، والذي احرقه المتظاهرون السبت الماضي.