قال الرئيس المصري حسني مبارك في واشنطن إن الوقت قد حان للانتقال إلى القضايا النهائية في الشرق الأوسط والابتعاد عن الحلول المؤقتة، وتحدث مضيفه الأميركي باراك أوباما عن بوادر على تراجع حدة المعارضة الإسرائيلية لتجميد المستوطنات في ضوء حديث إسرائيلي عن تجميد الإعلان عن مناقصات جديدة لبناء الوحدات السكنية حتى مطلع العام القادم.
والتقى الرئيسان في البيت الأبيض في اجتماع سيطر عليه موضوع مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، وهي مفاوضات تعول الإدارة الأميركية على دور مصري رئيسي لإحيائها.
وقال مراسل الجزيرة إن اللقاء، الذي استمر نحو ساعة، بدأ مغلقا ثم انضم إليه من الجانب الأميركي نائب الرئيس جوزيف بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومستشار الأمن القومي جيمس جونز ورئيس المخابرات الوطنية، ومن الجانب المصري وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات عمر سليمان.
وهذا أول لقاء قمة لمبارك في الولايات المتحدة، لكنه ثالث اجتماع يجمعه بأوباما في ثمانية أشهر.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إن على الصحفيين ألا يتوقعوا إعلانات كبيرة من لقاء هو "جزء من الانخراط الأميركي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط".
حسن النية
وتريد الولايات المتحدة دورا مصريا لإقناع الدول العربية بإطلاق "مبادرات حسن نية" كالسماح بعبور طائرات إسرائيل المدنية في مجالها الجوي، وفتح ممثليات تجارية إسرائيلية في عواصمها.
وتلقي الدول العربية باللوم على إسرائيل في تعثر عملية السلام، وتقول إنها ملتزمة بمبادرة طرحتها في 2004 تعرض تطبيعا شاملا للعلاقات مقابل انسحاب إسرائيل إلى أراضي 1967، وتشير بالخصوص إلى الاستيطان عقبة في مسيرة السلام.
غير أن مبارك قال في لقاء مع قناة تلفزيونية أميركية قبل القمة إنه يجب التركيز على عملية السلام في صورتها الشاملة وعدم التوقف مطولا عند الاستيطان.
ورفض وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الشهر الماضي مقاربة "خطوة بخطوة"، ودعا الإدارة الأميركية إلى حمل الأطراف المتفاوضة على الخوض في المسائل الرئيسة كالدولة الفلسطينية واللاجئين.
الواقع والأوهام
واتهم وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الأسبوع الماضي من أسماهم راديكاليين فلسطينيين بالتسبب في هوة لا يمكن جسرها بتمسكهم بالقدس وحق العودة وإزالة الكتل الاستيطانية، قائلا إن ذلك يجعل إسرائيل تتعامل بما يمليه الواقع لا الأوهام، ويجعل تحسين الترتيبات الأمنية والأوضاع الاقتصادية الفلسطينية أكثر ما تستطيع تقديمه في السنوات القادمة.
وطلبت جماعات حقوقية من أوباما الضغط على مبارك لإنجاز إصلاحات ديمقراطية فهو "يدير نظاما تكمم فيه الأصوات المعارضة ويسجن فيه المعارضون وينتشر فيه بصورة واسعة التعذيب" حسب هيومن رايتس ووتش.