20110120
المحیط
الخرطوم: فرقت قوات الامن السودانية بالقوة مئات من الناشطين تظاهروا الاربعاء مطالبين باطلاق سراح زعيم المعارضة الاسلامي حسن الترابي الذي اعتقل الثلاثاء بعد تصريحات مؤيدة لانتفاضة شعبية.
وذكر موقع قناة "فرانس 24" ان حوالى 300 متظاهر نزل الى الشارع مطالبين بالحرية والعدالة وساروا حتى منزل الزعيم الاسلامي.
ولكن قوات الامن تدخلت واطلقت القنابل المسيلة للدموع وانهالت بالضرب على المحتجين بالعصي.
وبدأت التظاهرة في المقر العام لحزب الترابي حيث عقد اجتماع لممثلين عن ابرز حركات المعارضة للمطالبة بتغيير الحكومة السودانية.
وكان الترابي "78 عاما" قد اعتقل الثلاثاء بتهمة التحريض على فتنة بالشارع.
من جهته قال نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني مساعد الرئيس السوداني "اعتقل الترابي لان لدى الاجهزة المعنية معلومات موثقة ومتأكدة من انه كان يسعى لفتنة في الشارع".
ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن نافع قوله: "الترابي كان يخطط لاغتيالات ويسعى لفتنة تحريك الشارع والإخلال بالأمن"، وقال إن المعارضة لم تكن ذكية بإعلان اعتزامها إسقاط الحكومة بأية وسيلة، وأوضح أن تقديم الترابي لمحاكمة أمر تقدره الجهات المعنية.
وقال نافع "إن من المسئولية ألا يترك لهذا المخطط الآثم أن يتم تحت عين وبصر الناس، كأننا نعيش في خيال".
وأضاف: لا بد من إلقاء القبض على الضالعين في مثل هذا العمل، وحفظ الآخرين من شرورهم، وقال: المعلومات حول مخطط اغتيال بعض قيادات الدولة ستستجلى وتظهر في حينها، مشيرا الى فشل المعارضة في تحريك الشارع بالرأي وبالقاعدة، واتهمها بتحريك الشارع بالبسطاء والمغرر بهم، ليكونوا وقوداً لقضاياها وطموحاتها.
ونفى نافع أن تكون الأزمة الاقتصادية سبباً للخروج، واضاف أن ما يحدث الآن حالة افتعال لتحريك وتفخيخ الوضع بخبث ومكر، وربما باغتيالات بعض المساكين من أفراد الشعب لتفجير شرارة.
واستبعد نافع أن تجد هذه التحركات تجاوبا من أهل السودان المتفهمين للأوضاع الاقتصادية، مشيرا الى ان محاولات تكرار سيناريو فصل الجنوب بدارفور بتدخلات غربية صهيونية، لن تجد صدىً لدى المواطنين في هذه المناطق.
وأوضح انه ليس هناك وجه شبه من قريب أو بعيد بين الجنوب الجغرافي أو البشري، وبين أي قطاع في شمال السودان، وقال إن هذا حديث تردده ثلاث دوائر هي الحركات المتمردة وأصحاب الطموحات الشخصية، ودائرة الأحزاب المهزومة التي رفضها الشعب، ودائرة الإستهداف الصهيوني الأمريكي الغربي الذي يسعى لتقسيم السودان إلى دويلات.
وقبل ساعات من اعتقاله، اعتبر الترابي الاثنين الماضي ان قيام انتفاضة شعبية في السودان على غرار ما حصل في تونس امر "مرجح"، ورأى ان هذه الانتفاضة الشعبية يمكن ايضا ان تجنب وقوع "حمام دم" في السودان الذي يتجه جنوبه نحو الانفصال.
وقال الترابي "لقد عرفت هذه البلاد انتفاضات شعبية في السابق، ومن المرجح ان يحصل الشيء نفسه في السودان" ، مضيفا "وفي حال لم تحصل انتفاضة قد يقع حمام دم لان الجميع مسلحون في السودان".
ويعتبر الترابي مهندس الانقلاب العسكري الذي قام به الرئيس الحالي عمر حسن البشير عام 1989. الا ان الرجلين اختلفا منذ نحو عشر سنوات ما دفع الترابي الى انشاء حزب جديد اطلق عليه اسم "المؤتمر الشعبي".