20110122
العالم
اعلن محمد الغنوشي رئيس وزراء تونس المؤقت يوم الجمعة ان تونس ستدفع تعويضات لعائلات ضحايا انتهاكات حقوق الانسان خلال حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وسترسل مبعوثين الى دول عربية اخرى لملاحقته.
وخرجت مظاهرات مناهضة للحكومة من جديد الى الشوارع في الوقت الذي بدات فيه تونس حدادا لمدة ثلاثة ايام على عشرات الاشخاص الذين قتلوا خلال الاطاحة ببن علي.
وواجهت الحكومة المؤقتة التي تولت السلطة بعد فرار بن علي الى السعودية الاسبوع الماضي في مواجهة ثورة شعبية عارمة احتجاجات متواصلة من قبل حشود غاضبة من استمرار وجود اعضاء الحرس القديم في الحكومة.
وحاول الغنوشي ان يناى بنفسه عن الرئيس المخلوع خلال مقابلة تلفزيونية .
ووعد الغنوشي بتعويض عائلات ضحايا انتهاكات حقوق الانسان واضاف ان مبعوثين للدول العربية سيوضحون حقيقة ضرورة تعقب بن علي.
واضاف "نحن على ثقة بان الدول الشقيقة تقف مع الشعب التونسى لان ما وقع فى تونس ليس عملية بسيطة انتقال سلطة الى سلطة بل هى ثورة حقيقية."
ونظم المئات احتجاجا سلميا في وسط تونس اليوم الجمعة وامام مقر شركة النقل التونسية المملوكة للدولة مطالبين بعزل كبار مسولي عهد بن علي .
وقال موظف بالشركة يدعى مفتاح "هناك اناس فاسدون في هذه الشركة وحان الوقت لان نطالب بحقوقنا. لن نصمت على هذا. نريد طرد هذه الاقلية."
وفي وسط تونس ردد المتظاهرون شعارات رافضة للحكومة المؤقتة.
واحاط محتجون امام مقر رئيس الوزراء التونسي باحمد ابراهيم زعيم حزب التجديد المعارض الذي يشغل منصب وزير التعليم العالي في الحكومة الجديدة واحتكوا به في تعبير على ما يبدو عن غضبهم من دوره في حكومة يكرهونها.
وعرض التلفزيون التونسي ايضا لقطات لمئات المحتجين ضد الحكومة خرجوا في مظاهرات في بلدة قفصة في جنوب غرب تونس وصفاقص على الساحل وتطاوين في اقصى الجنوب.
واعلن التلفزيون التونسي في ساعة متاخرة الخميس حدادا لثلاثة ايام على ضحايا الاحتجاجات التي استمرت لاسابيع. وتقول الحكومة ان 78 شخصا على الاقل قتلوا منذ بدء الانتفاضة في تونس بينما تقدر الامم المتحدة عدد القتلى بحوالى 100 شخص.
وقالت الحكومة ان المدارس والجامعات ستعيد فتح ابوابها يوم الاثنين وان الاحداث الرياضية التي جرى تعليقها منذ الاسبوع الماضي ستستأنف قريبا.
واعلنت الحكومة الجديدة انهاء شاملا للحظر المفروض على كل الجماعات السياسية بما في ذلك المعارضة الاسلامية المحظورة.
وشكا محتجون من انه لم يتم الافراج سوى عن عدد قليل من السجناء لاعتبارات سياسية اثناء حكم بن علي الذي دام 23 عاما رغم العفو الذي وعدت به الحكومة الجديدة.
وقال احمد ابراهيم وزير التعليم العالي ان الحكومة متفقة على العفو العام.
وقالت السلطات انها اعتقلت 33 من عائلة بن علي بسبب جرائم ارتكبوها ضد الدولة.
وذكر وزير الداخلية احمد فريعة اليوم الجمعة ان من بين المعتقلين عماد الطرابلسي ابن شقيق زوجة بن علي.
واضاف في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الحكومي ان فرار اقارب الرئيس السابق وزوجته من تونس لن يفيدهم.
وعرض التلفزيون التونسي مشاهد للاسلحة التي اخذت من بيوت افراد عائلة بن علي. وقال التلفزيون ان هذه الاسلحة تظهر تجاوزات هذه العائلة.
وسقط بن علي بعد اسابيع من الاحتجاجات التي اشعلها الغضب بسبب الفقر والبطالة والقهر.
وكانت هذه اول انتفاضة شعبية حقيقية تطيح بزعيم في الشرق الاوسط منذ الاطاحة بشاه ايران في عام 1979 .
وقال تجار اوروبيون اليوم الجمعة ان المكتب الوطني للحبوب في تونس اكمل اول مناقصة حبوب له منذ الانتفاضة.
وقال محافظ البنك المركزي التونسي مصطفى كامل النابلسي للصحفيين ان تونس تراجع خططها للجوء الى اسواق الدين الدولية الى حين تحسن تصنيفاتها الائتمانية.
واضاف "قررنا مراجعة العودة الى اسواق الديون الدولية حتى تتضح الامور وبعد ان نعود الى مستويات التصنيف السابقة."
وقال انه قد يتم ايضا تاجيل الموعد النهائي المزمع في عام 2014 لتصبح العملة المحلية الدينار قابلة للتحويل بشكل كامل.