على الرغم من التحذيرات التي أصدرتها هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية مؤخرا من مغبة السفر لسيناء لقضاء عطلة الأعياد اليهودية، إلا أن التقارير الصحفية التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية تؤكد مدى ثقة السياح الإسرائيليين في أجهزة الأمن المصرية.
حيث كشفت صحيفة "هاآرتس" العبرية في تقرير مفصل لها عن السياحة الإسرائيلية في سيناء أنه على الرغم من عدم تمكن إسرائيل من استعادة سيناء إلا أن الإسرائيليين لازالوا يتوافدون عليها.
وأشارت إلى أنه قبل أقل من شهر على حلول عيد "المساخر" اليهودية، يستعد أصحاب الفنادق والمطاعم في سيناء لاستقبال السياح الإسرائيليين لقضاء عطلة الأعياد، وأوضح "شاي بوجلمان" ـ محرر الصحيفة للشئون السياسية ـ نقلا عن شهود عيان بسيناء أن أعداد السياح الإسرائيليين الوافدين لسيناء تتضاعف اليوم تلو الآخر، برغم التحذيرات حيث لم يتجاوز عدد السياح الإسرائيليين الذين غادروا سيناء عبر معبر طابا الحدودي بضعة مئات فيما لا يزال الآلاف منهم متواجدين داخل أراضي سيناء التي تستعد لاستقبال ألاف السائحين.
وأضافت الصحيفة أن هذا رد فعل طبيعي، وأن الأمور ستعود إلي طبيعتها بعد أيام قليلة من التحذير مثلما كان يحدث في التحذيرات الماضية والمتكررة منذ تفجيرات سيناء.
توافد ملحوظ
ووفقا لبيانات الموانئ الجوية خلال الأعوام الأخيرة، أوضحت "هاآرتس" أن العامين الماضيين شهدا إقبالا ملحوظا من قبل السائحين الإسرائيليين, والعرب والأجانب، حيث تضاعف عدد السائحين من 650 ألف في عام 2006 إلى 1.1 مليون سائح في 2007، فيما سجل عام 2008 وصول 1.4 مليون سائح إلى سيناء، حيث تحولت سيناء إلى منطقة جذب وليس العكس على حد زعم الاستخبارات الإسرائيلية.
واستشهدت الصحيفة للتأكيد على مدى إقبال الإسرائيليين على السفر لسيناء بأقوال "أورين أمير" ـ صاحب أكبر مجموعة فنادق في شبه جزيرة سيناء ـ الذي أشار خلالها إلى أن أعداد السائحين الإسرائيليين في سيناء في تزايد مستمر، حيث أكد على تلقيه مئات الاتصالات الهاتفية من سياح إسرائيليين للحجز هذا الأسبوع، الذي يتزامن مع التحذيرات التي أصدرتها هيئة مكافحة الإرهاب منوها عن سؤال البعض عن مستوى الأمن في سيناء .
وقد أشاد "شمعون بيتون" ـ أحد السائحين الإسرائيليين الذي يتواجدون الآن في سيناء ـ مؤكدا أنه يستمتع بممارسة الغوص ويشعر بأمان كبير بسبب التعزيزات الأمنية النشطة لقوات الأمن المصرية خلال الأشهر الأخيرة، مؤكدا على إحساسه بالأمن في كل مكان لتواجد رجل أو اثنين على الأقل من رجال الأمنفي كل منطقة سياحية.
و كانت سيناء شهدت ثلاثة اعتداءات دامية في نيسان/ابريل 2006 في دهب (22 قتيلا) وتموز/يوليو 2005 في شرم الشيخ (70 قتيلا) وفي تشرين الاول/اكتوبر 2004 في طابا (34 قتيلا بينهم 11 إسرائيليا)، تورط فيها ما يسمى بـ"تنظيم التوحيد والجهاد" المدعوم من الخارج.