20110129
العالم
اصيب 15 شخصا بجروح بين المتظاهرين المعتصمين المطالبين باستقالة الحكومة التونسية، في المواجهات الجمعة مع الشرطة ، لدى اخلائهم من ساحة الحكومة في العاصمة ، بحسب مصادر متطابقة.
وقال طبيب متطوع في المكان قام بمساعدة الضحايا لوكالة الانباء الحكومية التونسية "لقد احصيت نحو 15 جريحا بعضهم كان في حالة صدمة".
من جهة اخرى قال وليد العلوي المتحدث باسم المتظاهرين القادمين من القصرين (وسط غربي)، احد معاقل "ثورة الياسمين"، "هناك 15 جريحا اغلبهم اصيب بكسور في اليد او الرجل".
وسجلت صدامات عنيفة بعد ظهر الجمعة بين متظاهرين وقوات الامن حين اخلت هذه الاخيرة ساحة الحكومة بالقصبة في العاصمة التونسية وذلك غداة تعديل وزاري واسع غادر بمقتضاه الحكومة الانتقالية ابرز رموز اخر حكومة في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
واضاف العلوي مساء الجمعة "نحن الان في الحافلة" عند المدخل الجنوبي للعاصمة ونستعد للعودة الى القصرين ، مضيفا ان اغلب متظاهري سيدي بوزيد المجاورة "عادوا الى ديارهم".
من جانب اخر قال محام : ان مجموعة من المتظاهرين اعتصمت مساء الجمعة ب "دار المحامي" غير البعيدة من ساحة الحكومة بعد ان احتمت بها عند تدخل قوات الامن.
وتمت عملية اخلاء متظاهري "قافلة التحرير" من ساحة الحكومة بالقصبة في الوقت الذي كانت فيه مجموعة من المحامين تتشاور معهم لاقناعهم باخلاء الساحة.
وبعد اخراجهم من ساحة الحكومة تجددت المواجهات لاحقا بين الشرطة ومجموعات من المتظاهرين في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة الذي غطته سحابة من الغاز المسيل للدموع.
وكان عناصر شرطة مكافحة الشغب بدأوا قرابة الساعة 16،30 (15،30 ت غ) الجمعة باطلاق قنابل مسيلة للدموع على متظاهرين تجمعوا امام قصر الحكومة بالعاصمة التونسية ورشقوه بالحجارة.
وقال متظاهر في ساحة الحكومة في وقت سابق "منذ الصباح شاهدنا شرطيين يحشون جيوبهم بالقنابل المسيلة للدموع".
وقال مجدي عمامي الطبيب التابع لجهاز الاسعاف الطبي الطارىء "شاهدت 5 جرحى على الاقل. اثنان اصيبا بحجارة واصيب ثالث بقنبلة مسيلة للدموع في راسه اطلقت عليه من قرب".
ولم يتدخل الجنود المنتشرون في الساحة فيما تقدم نحو 200 من عناصر مكافحة الشغب كانوا متمركزين في شارع يوصل الى ساحة الحكومة ، باتجاه الساحة وهم يطلقون عددا كبيرا من قنابل الغاز المسيل للدموع. وفي الشوارع المجاورة ركض العديد من الناس في كل اتجاه وقد احمرت اعينهم من اثر الغاز.
وقال شهود ان عناصر من الشرطة والجيش تمركزوا على سطوح بنايات في منطقة الاسواق المحيطة بساحة الحكومة.
وبعد اخلاء ساحة الحكومة من المتظاهرين ، تولت الشرطة العسكرية على الفور تفكيك الخيم التي استخدمها منذ الاحد الماضي المحتجون الذين اعتصموا في الساحة ليل نهار للمطالبة باستقالة الحكومة الانتقالية ورحيل رئيس الوزراء محمد الغنوشي.
وقال احد المارة وهو يشاهد جنودا يرفسون ما تبقى من "قافلة التحرير" ، "السيناريو يتكرر ، النظام نفسه والممارسات نفسها".
ووضع الجنود حواجز حول الساحة على ما يبدو لمنع المتظاهرين من العودة اليها.
وقال "مختار الطريفي" رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان انه طلب من رئيس الوزراء "وقف اطلاق القنابل المسيلة للدموع واطلاق سراح الموقوفين".
واضاف : حين كانت المواجهات دائرة في شارع الحبيب بورقيبة "لقد قال (الغنوشي) لي انه سيفعل" ذلك.
وبعد نحو نصف ساعة من الاخلاء العنيف لساحة الحكومة اتجهت مجموعة من المتظاهرين الى شارع الحبيب بورقيبة الذي كان استعاد صورته المعتادة صباح الجمعة للمرة الاولى منذ ايام . وسريعا ما اقفلت المقاهي والمتاجر ابوابها وخلا الشارع من الحركة.
وحتى الساعة 17،30 (16،30 ت غ) شهد الشارع الذي كانت تحلق فوقه باستمرار مروحية ، اطلاقا كثيفا للقنابل المسيلة للدموع. وطاردت الشرطة المتظاهرين في الشوارع الفرعية.
ومساء ، هاجم متظاهرون عناصر الشرطة الذين كانوا يحاولون توقيف احد المتظاهرين في شارع بورقيبة.
وكان رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي استجاب بعد ثلاثة ايام من المشاورات المكثفة للضغط اليومي لالاف المتظاهرين ، واعلن مساء الخميس تركيبة جديدة للحكومة الانتقالية.
وخرج من الحكومة عدد من الوزراء الذين كانوا اعضاء في اخر حكومة في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وبينهم خصوصا وزراء الدفاع والخارحية والداخلية والمالية.