20110204
العالم
قال قائد الثورة الاسلامية في ايران آية الله السيد علي خامنئي في خطبة صلاة الجمعة بطهران، نشهد اليوم قلق المسؤولين الصهاينة اكثر من المسؤولين الفارين من تونس ومصر.
وأضاف قائد الثورة الاسلامية، ان الصهاينة هم اليوم اكثر قلقا من الرئيس الهارب بن علي ونظيره المصري اللامبارك في مصر، موضحا بان الصهاينة يعلمون مدى الزلزال الذي سيحدثه انتقال السلطة في مصر وعودة هذا البلد الى مكانته الحقيقية، وذلك ما اشار اليه وتوقعه الامام الراحل الامام الخميني (قدس سره).
وقال آية الله خامنئي ان التحليلات الغربية والتعليقات العالمية تصرف الانظار الى المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها شعوب المنطقة، ويتم التغافل عن اسباب نشوء هذه الاحداث عبر تعمد الانظمة في مصر وتونس اذلال شعوبها.
واكد قائلا: ان هذا الرجل اللامبارك في مصر أذل الشعب المصري، وان الرئيس التونسي الهارب كان تابعا للادارة الاميركية وهناك تقارير انه كان عميلا للـ "سي آي إيه".
وقال ان الشعب التونسي شعب مسلم وصاحب تاريخ عريق والحضارة الاسلامية برز فيها رجال من تونس، وانه بمجرد ان هرب بن علي من تونس ارتفعت وتيرة ارتداء الحجاب لدى الفتيات التونسيات وهو ما لا ترغب به اميركا.
واضاف ان مصر اول دولة اسلامية عرفت الثقافة الغربية والاوروبية التي سارت في هذا الاتجاه ومن ثم وقفت في وجهها، وان رجالا من امثال جمال الدين الاسد آبادي كان يرى انطلاقة حركته من مصر وكان لديه تلاميذ مثل محمد عبده، وقال: ما من دولة عربية خاضت ما خاضته مصر في الحروب ضد الكيان الصهيوني رغم انه لم يكتب لها النجاح، ان مصر كانت اول بلد مسلم الى جانب سوريا خاضت الحرب ضد الكيان الصهيوني.
وقال ان من يحكم اليوم مصر ومنذ 30 عاما لم يعارض الحرية فحسب وانما كان عميلا وخادما للصهاينة، واضاف قائد الثورة الاسلامية ان مصر كانت تحمل راية مواجهة المد الصهيوني لكنها في ظل مبارك فرضت الحصار على الفلسطينيين في غزة، وانه لولا تبعية حسني مبارك للصهاينة لم يكن بامكان الكيان الصهيوني فرض الحصار على غزة.
وتابع آية الله خامنئي: ان المساعدات التي لم يكن لمصر فيها سهم منعها النظام المصري من الوصول الى سكان غزة، وأكد ان الشعب المصري يريد محو العار الذي لطخ مبارك جبينه به لكن الغرب لا يسمح بذلك.
وقال عند هروب مبارك من مصر ستكون اول بوابة تغلق بوجهه هي البوابة الاميركية كما حصل مع الشاه وبن علي، مضيفا ان ما يجري اليوم في المنطقة بامكانه استعادة الكرامة للامة الاسلامية، وان الحدث الاعجازي انطلق في تونس ويتم استكماله اليوم في مصر الكبرى.
وتابع قائد الثورة الاسلامية، ان مصر نموذج فريد واول بلد في العالم اقام دولة مستقلة بعد الحرب العالمية الثانية وقام بتاميم قناة السويس، وان مصر هي اول بلد وقف الى جانب الشعب الفلسطيني واحتلت بحق مكانة الريادة في العالم العربي، مؤكدا ان موقف الشعب المصري من القضية الفلسطينية يشكل نموذجا بارزا لمكانة هذا البلد المسلم.
وقال: الساحة تموج اليوم بانواع التحاليل بشان نهضة الشعب المصري ومصر ابتليت بخيانات خامرت كرامتها، وان ما يحدث اليوم في مصر هو الرد المناسب للشعب المصري على الجريمة التي ارتكبها الدكتاتور، وان هذه الراية لو انتكست "لا سمح الله" فسيحل عصر حالك من الظلام والسواد.
واوضح آية الله خامنئي، في مصر ظهرت الهوة العميقة بين الشعب والحكومة بعد توقيعها معاهدة كامب ديفيد، وان مبارك هو اكبر حام للصهاينة ونظام مصر وقف الى جانب كيان الاحتلال خلال العدوان على غزة، وان سيطرة اميركا على حاكم مصر بددت جهود هذا البلد في دعم فلسطين بينما حافظت سوريا على مواقف مستقلة.
وأكد ان التاريخ لن ينسى ابدا ان مبارك وقف الى جانب الكيان الاسرائيلي واميركا ضد الفلسطينيين في غزة، وان الشعب المصري عاش المحنة عندما وقف نظام مبارك الى جانب الصهاينة في الحرب على غزة.
وحيا قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي شعبي تونس ومصر قائلا: ان نهضة الشعب المصري حركة تحررية وباسم الشعب الايراني وحكومته الثورية احيي شعبي تونس ومصر، ان ما نشاهده في القاهرة هو انفجار الغضب المقدس في قلوب الاحرار جراء مواقف النظام العميل الخائن للاسلام، وان نهضة الشعوب هي حرب بين ارادتين ارادة الشعب وارادة العدو الذي يحاول ان يبث روح اليأس في النفوس.
واضاف: ان العدو يسوق اليكم قواه الامنية فلا تهابونهم فانتم اقوى من الماجورين، وان سلاح الشعوب المهم في مواجهة الطغيان هو الاتحاد فحافظوا على محوره، ولا تثقوا بما يلعبه الغرب واميركا من دور فهم كانوا قبل ايام يدعمون النظام المصري، ولا تثقوا بالدور الاميركي والاوروبي لانهما مستعدان لتبديل عميلهما بعميل اخر، واكد ان الوضع الراهن يتطلب من الازهر ان يتخذ موقفا بارزا مما يجري في مصر، مشيرا الى ان الابواق الاعلامية الغربية تنشر دعايات كاذبة بشان التدخل الايراني ونشر التشيع في مصر.
وأكد آية الله خامنئي: ليس من حق اميركا التي دعمت عميلها لمدة 30 عاما ان تتدخل في الشان المصري، وان الشعب المصري إذا استطاع ان يمضي قدما فستواجه السياسات الاميركية في المنطقة هزيمة غير مسبوقة.
وقال ان ما يجري اليوم في المنطقة بامكانه استعادة الكرامة للامة الاسلامية، وان العالم الاسلامي على اعتاب ارهاصات مهمة لصالح الشعوب في المنطقة.
وختم آية الله خامنئي بالقول ان الشعب التونسي استطاع ان يطرد الحاكم الخائن المنقاد لاميركا، وان الاحداث في مصر وتونس مهمة جدا وتعبر عن زلزال حقيقي.