20110204
العالم
اكد قائد الثورة الاسلامية في ايران اية الله السيد علي خامنئي ان الثورة الاسلامية حققت انجازات كبيرة على مختلف الصعد الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وقلبت المعادلات والمخططات التي رسمها الغرب لمنطقة الشرق الاوسط الاستراتيجية، معتبرا انها نجحت في اجتياز كل مخططات الاعداء للاطاحة بالنظام الاسلامي وحرفه عن مساره، بثباتها على مبادئها، وهو سر انتصارها وشعبيتها في العالم.
وقال آية الله خامنئي في الخطبة الاولى من صلاة الجمعة التي امها في جموع المصلين الذين احتشدوا في جامعة طهران: ان القوى الغربية رسمت بعد الحرب العالمية سياسات محددة لمنطقة الشرق الاوسط الاستراتيجية، والتي تحتوي على اهم مخازن النفط في العالم، الذي يعتبر الشريان الحيوي للاقتصاد الغربي والعالمي.
واضاف: لذلك قررت القوى الغربية ان تكون دول المنطقة ضعيفة وفي حالة عداء وخلافات مستمرة ومتواصلة بينها، حتى لا تستطيع ان تتوحد، مشيرا الى ان الغرب دعم النعرات القومية والترويج لها.
وتابع: ان الغرب قرر ان يكون حكام المنطقة تابعين وعملاء له، وان تكون هذه الدول من الناحية الاقتصادية مستهلكة وان تقدم النفط بثمن بخس، وان يتم انفاق موارد ذلك على استيراد السلع الغربية.
واكد آية الله خامنئي : ان الغرب اراد هذه الدول متخلفة من الناحية العلمية، وحال دون التنمية فيها لتكون تابعة ومقلدة للغرب، كما انه يجب ان تكون ضعيفة عسكريا وان يتفشى فيها الفساد الاخلاقي بين شعوبها، مع التزام سطحي ديني بين المجتمع، وقد تمكنوا من تنفيذ ذلك عن طريق امثال رضا خان ومحمد رضا بهلوي في ايران واتاتورك وغيرهما.
واعتبر: ان الغرب نجح في مخططاته هذه حتى انتصار الثورة الاسلامية في ايران باستثناء فترات محدودة جدا حيث حكمت حكومات وطنية في مصر وايران، لكن حين ثار الامام الخميني الراحل وفجر الثورة الاسلامية تغيرت كل تلك المعادلات، حيث رحب الشعب الايراني بالامام الخميني وحركته ودخل الساحة وقدم كل ما لديه.
وقال آية الله خامنئي: ان الثورة الاسلامية بدأت قوية واستمرت كذلك في مواجهة جبهة الاعداء التي بذلت كل الجهود وحاولت تنفيذ مختلف المخططات من حروب داخلية وخارجية وعقوبات اقتصادية وحرب اعلامية ونفسية خلال السنوات الـ 32 الماضية بهدف حرف الشعب عن مسيرته واسقاط النظام وابعاد الثورة عن روحها ومضمونها، مشيرا الى ان اخر حلقة في مسلسل المؤامرات كانت احداث الانتخابات الرئاسية الاخيرة، مستغلا بعض العناصر الضعيفة.
واعتبر قائد الثورة ان العدو لم يترك اي محاولة ضد الجمهورية الاسلامية لكن الشعب ونخبه كانوا على مستوى المسؤولية وكذلك المسؤولون، والثورة استمرت على طريقها، وحققت تغييرات عميقة ومهمة في ايران يمكن من خلالها تحقيق التقدم على اساس الاركان والاعمدة التي وضعت بشكل جيد لهذا النظام.
واشار الى ان النظام الحاكم في ايران قبل الثورة كان معاديا للاسلام ، وجاءت الثورة في النقطة المعاكسة وجعلت الاسلام المحور لادارة البلاد والقوانين، وبين ان ايران كانت قبل الثورة تابعة ومطيعة للادارة الاميركية حتى في ابسط الامور الداخلية، لكن الثورة الاسلامية حققت الاستقلال السياسي الكامل للبلاد.
واشار: الى ان الشعوب الاخرى تنجذب الى ايران اليوم حين ترى استقلالية القرار فيها، وتحترم الشعب الايراني المسلم على ذلك، واضاف: ان الحكم قبل الثورة كان ملكيا وتحكمه النظرة الامنية ولم يكن للشعب اي دور فيه، لكن الثورة جاءت بسيادة الشعب الدينية التي يكون كل الادوار فيها للشعب، حيث ينتخب الناس حكامهم من رئيس وبرلمان ومجلس خبراء القيادة والمجالس المحلية، وارادة الشعب هي التى تحكم.
وتابع اية الله خامنئي: كما ان البلاد كان تابعا للغرب مئة بالمئة على الصعيد التقني، لكن الثقة بالنفس تبلورت في ابناء هذا البلد بعد الثورة الاسلامية واليوم هناك الكثير من العلماء الايرانيين يتميزون في العالم في مختلف المجالات.
واشار الى ان ايران لم يكن لها اي دور على الصعيد الدولي والاقليمي وكانت ايران دولة محتقرة لكن بعد الثورة اعترف الاعداء والعالم بدور ايران واهميتها في المنطقة والعالم، كما ان الثورة نبهت الى خطر الغزو الثقافي الذي يمارسه الغرب بحق الشعب، الامر الذي مكن الشعب الايراني من ان يؤسس لحضارة جديدة.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ان المشهد الذي نراه اليوم في المنطقة من صحوة الشعوب خاصة في الشمال الافريقي هي نتيجة للتجربة الايرانية حتى نضجت ونمت الى ان وصلت الى ما نراه اليوم في الشمال الافريقي، منوها بان الاخطاء الغربية ساعدت الجمهورية الاسلامية في تحقيق هذا المستوى من التقدم.
واوضح ان الغرب قام بتضخيم البرنامج النووي الايراني السلمي لكنه اثبت للعالم ان ايران استطاعت ان تحقق تطورا كبيرا في المجال النووي رغم كل الضوط التي لم تتراجع امامها، وهذا ما جعل العالم يتعرف اكثر على الشعب الايراني وموقفه.
واشار الى الضجة التي اثارها الغرب حول حضر تصدير البنزين لايران من ان البلاد ستواجه مشكلة في هذا المجال، واعلن ان البلاد ستكون حتى يوم الـ 11 من فبراير الجاري ذكرى انتصار الثورة الاسلامية مكتفية ذاتيا في انتاج البنزين، وسيكون بعد ذلك بامكانها تصديره الى الخارج.
واتهم آية الله خامنئي الغرب بانه اوجد في جوار ايران تيارا اسلاميا متطرفا لخلق المشاكل لها لكنه تحول الى آفة ضده، واعتبر ان ثبات الجمهورية الاسيلامية على مبادئها خاصة الاسلام وعدم استسلامها للضغوط الغربية جعل منها نموذجا يمكن لكل الشعوب ان تحتذي به.
واوضح ان العدالة الاجتماعية هي ايضا من الاوصول التي قامت على اساسها الجمهورية الاسلامية رغم ان هذا الامر لم يتحقق بالكامل بعد، لكن هناك حركة ملحوظة ومتزايدة على هذا السبيل، وقد اتخذت الحكومة خطوات كبيرة لذلك في مجال توزيع الامكانيات والخدمات في مناطق البلاد حتى النائية منها، مشيدا ببرنامج ترشيد الدعم الحكومي الذي طبقته الحكومة في الفترة الاخيرة واعتبره خطوة مهمة على طريق تحقيق العدالة الاجتماعية.
واكد ان الجمهورية الاسلامية ترفض تقديم اي تنازل للولايات المتحدة او الرضوخ لاي ضغوط من قبلها، واعتبر ان اقامة العلاقات مع واشنطن والتنازل لها يعني بيع القضية الفلسطينية وغض الطرف عن جرائم الاميركيين في العراق وافغانستان وكل المظالم التي تجريها على الشعوب في العالم ، مشيرا الى الشعبية التي يتمتع بها المسؤولون الايراينيون في مختلف دول العالم نتيجة استقلال ايران.
وحذر اية الله خامنئي من خطورة المرحلة واهميتها جراء التغييرات المتتالية التي تشهدها المنطقة في هذه المرحلة بسبب حركة الشعوب، داعيا الشعب الايراني الى المشاركة الواسعة في المسيرات الجماهيرية لذكرى انتصار الثورة الاسلامية.