20110205
الجزیره
قتل شخصان على الأقل وجرح 17 آخرون في مدينة الكاف شمال تونس إثر إطلاق الشرطة الرصاص على مجموعة من المحتجين حاولوا اقتحام مديرية الشرطة في المدينة مساء السبت.
وقال بيان لوزارة الداخلية إن المئات هاجموا المديرية بالحجارة والزجاجات الحارقة وأضرموا النار في سيارتين.
وأضاف البيان أنه رغم التحذيرات من اقتحام المديرية وبعد نفاد الغازات المسيلة للدموع أطلق أعوان الشرطة النار في الهواء في البداية ثم على المهاجمين.
وتقول مصادر حقوقية إن سبب ما حدث هو اعتداء المسؤول الأمني الأول في المدينة على امرأة جاءت لتقديم شكوى للمحافظ. وقد ذكرت وزارة الداخلية إنه تم إيقاف المسؤول الأمني في الكاف وجلبه إلى مقر الوزارة للتحقيق معه.
وقال النقابي وشاهد العيان عبد اللطيف بوقرة في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية "قتل شخصان (كهل وشاب) وأصيب 5 بجراح بينهم 3 جراحهم خطيرة جدا ونقل الثلاثة إلى مستشفى في العاصمة تونس بعد أن فتحت الشرطة النار على متظاهرين أحرقوا مقر منطقة الأمن في مدينة الكاف واشتبكوا مع رجال الأمن".
وأوضح أن خالد الغزواني رئيس منطقة الأمن في الكاف صفع سيدة تحولت مع مجموعة من الأهالي إلى منطقة الأمن لرفع شكوى ضد بلطجية هاجموا مجموعة من العاطلين كانوا معتصمين أمام مقر محافظة الكاف للمطالبة بتوفير وظائف.
وأضاف أن سكانا غاضبين في المدينة خرجوا بعد أن بلغهم نبأ صفع السيدة في مسيرة للمطالبة بإقالة الغزواني وأحرقوا مقر المنطقة فأطلقت عليهم الشرطة النار.
وذكر أن البلطجية الذين هاجموا المعتصمين "مأجورون من مليشيات" تابعة لحزب "التجمع الدستوري الديمقراطي" الذي حكم تونس قبل سقوط الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وهروبه إلى السعودية يوم 14 يناير/كانون الثاني 2011 .
وأضاف أن مسيرات غاضبة خرجت في مختلف أنحاء المدينة بعد انتشار نبأ مقتل اثنين من السكان برصاص قوات الأمن.
من جهته قال الصحفي ثامر الزغلامي في اتصال هاتفي مع الجزيرة من مدينة الكاف إن القتيلين هما أحمد العبيد (19 عاما) وفتحي بوحداق (49 عاما)، مشيرا إلى أنهما سقطا بالرصاص الحي الذي أطلقته الشرطة على المحتجين.
من جهتها ذكرت وكالة يونايتدبرس إنترناشونال أن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 17 بجروح متفاوتة الخطورة أثناء التظاهرة المذكورة.
ونقلت الوكالة عن زياد سهيلي مسؤول مكتب حركة الديمقراطيين الاشتراكيين (حزب تونسي معارض) في مدينة الكاف، اتهامه "مليشيات الحزب الحاكم سابقا، وبعض أفراد الأمن المرتبطين بالنظام السابق بتعمد إثارة التوتر لإفشال ثورة شباب تونس التي أجبرت الرئيس المخلوع بن علي على الفرار إلى السعودية".
وقد اعترف التلفزيون الرسمي التونسي بحدوث مواجهات وأعمال شغب في مدينة الكاف، ولكنه أشار في نشرته الإخبارية مساء السبت نقلا عن مسؤول من وزارة الداخلية إلى مقتل شخص واحد وإصابة 17 شخصا بجروح.
سيدي بوزيد
وتأتي هذه المواجهات العنيفة بعد أقل من 24 ساعة على مواجهات مماثلة شهدتها مدينة سيدي بوزيد (265 كيلومترا جنوب تونس)، اندلعت مساء الجمعة على خلفية مصرع شابين حرقا داخل زنزانة لأحد مراكز الشرطة وسط المدينة.
وتعددت الروايات بشأن هذه الأسباب وملابسات هذه الأحداث، فيما أشارت وكالة الأنباء التونسية الرسمية إلى أنه تم توقيف اثنين من أعوان الأمن في مركز الأمن المذكور في سيدي بوزيد بعد الاشتباه في أمرهما بخصوص تلك الجريمة.
ووصف وزير الداخلية التونسي في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة فرحات الراجحي هذه الأحداث بالغامضة، ولم يستبعد أن يكون أعوان الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وحزبه التجمع الدستوري الديمقراطي وراءها.
واتهم المحامي محمد الجلالي في اتصال مع الجزيرة من سيدي بوزيد أطرافا من بقايا الحزب الحاكم بتنفيذ هذه الجريمة، مشيرا إلى تشكيل لجنة للتحقيق في الظروف الغامضة التي قتل فيها الشابان.
يذكر أن الفوضى عمت ساحة مركز الأمن المذكور بشارع الحبيب بورقيبة وسط مدينة سيدي بوزيد في أعقاب تلك الجريمة، حيث تم خلالها حرق ثلاث سيارات منها سيارة تابعة للشرطة.
رفض
في هذه الأثناء عبر التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات والحزب الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد وعدد من الهيئات السياسية والحقوقية عن رفضها للتعيينات الأخيرة التي أعلنتها الحكومة التونسية المؤقتة في سلك المحافظين.
واعتبرت أن جلها ينتمي إلى حزب الرئيس المخلوع, كما شهدت عدد من المحافظات وقفات احتجاجية طالب خلالها المشاركون برحيل المحافظين الجدد.