مصر

20110207
الجزیره

الجمعة 28 يناير/ كانون الثاني كان اليوم الذي تلاشت فيه قبضة حسني مبارك على البلاد. في ذلك اليوم كان الصياح والصراخ ينبعث من أجهزة الاتصالات الأمنية في السيارات ومراكز الاتصال. أصوات تصيح تطالب بالمدد والذخيرة لمواجهة المتظاهرين، ولكن لم يصل شئ أبدا.



صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية تساءلت: ماذا لو وصل المدد في ذلك اليوم واستطاعت الشرطة السيطرة على عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين بدوا وكأنهم مد بحري هائل هبّ بدون سابق إنذار؟

تقول الصحيفة: كانت الأمور ستبدو مختلفة عن اليوم لو أن صفوف قوات الشرطة تماسكت في ذلك اليوم الذي أصبح ضباط الشرطة يسمونه "الجمعة السوداء".

لو حدث ذلك لكان المصريون اليوم ما يزالون يخشون صوت ضربة الحذاء العسكري على الأرض، ويلوذون بوجوههم عن أشعة الشمس المرتدة من دروع شرطة مكافحة الشغب.

لكن ذلك لم يحدث -تقول الصحيفة- لقد كان مشهدا مهيبا أسفر عن وضع مبارك في زاوية حرجة؛ مظاهرات يومية تطالب بتنحيه وضغوط داخلية ودولية تطالبه بالتخلي عن منصبه.

شهادة ضابط
يقول أيمن، وهو ضابط شرطة طلب ألا ينشر اسمه الكامل "أفراد الشرطة في الميدان أخذتهم الصعقة، والوضع تطور بسرعة إلى فوضى شاملة. وزارة الداخلية لم يكن لديها خطة بديلة. لم يخطر لهم ببال أن الأمور ستخرج عن السيطرة. إلا أن الكره (بين المتظاهرين) كان حقيقيا. صدرت الأوامر إلى أفراد الشرطة بالانسحاب إلى أي مكان آمن. وتركوا بعد ذلك لمصيرهم".

لكن سحر الموجي، المتظاهرة في ميدان التحرير لا ترى في يوم 28 يناير/ كانون الثاني على أنه يوم انتكاسة، كما يراها أيمن وأجهزة الأمن.

تقول سحر عن ذلك اليوم "عادت الحياة لتدب في عروق المصريين. لقد كنا أمواتا ثلاثة عقود. لقد عرفنا ثقتنا في أنفسنا ثانية، وقدرتنا على التغيير. على مدى السبعة أيام الماضية، تعلمنا كيف نقول لا للظلم".

كانت البداية في 25 يناير/ كانون الثاني. وفي صباح تلك الجمعة 28 من الشهر نفسه قامت السلطات بقطع خدمة الإنترنت وخدمة الهاتف النقال، لكن الخطوة أتت متأخرة جدا. كانت الحشود قد حسمت أمرها قبل ذلك عبر التواصل بالإنترنت والهاتف النقال وتناقل الأخبار.

صلاة الجمعة كانت الموعد. وهبّت الجموع بعدها.

كبش الفداء
رامي، ضابط شرطة طلب هو الآخر عدم الإفصاح عن اسمه "وزارة الداخلية علمت بالأمر لأيام قبل ذلك. كان هناك معلومات استخبارية بذلك. أحداث تونس كانت ما تزال في الأذهان. لكن القيادة السياسية لم تعرها بالا، وظنت أنها ستكون مجرد مظاهرة بسيطة عابرة كما كان الحال دوما. لكن الشرطة كانت كبش الفداء".

مراكز الشرطة هوجمت بشكل منظم ومتكرر. الملفات والحواسيب سرقت أو دمرت. السجلات الجنائية لكثير من السجناء السياسيين بضمنهم الإخوان المسلمون أتلفت. أسلحة الشرطة سرقت وترك أفرادها يواجهون آلاف الغاضبين والملثمين بلا غطاء ناري.

يقول رامي وأيمن إن الفاعلين قد يكونون أيا من أعداء الشرطة الكثر مثل الإخوان وجماعات المعارضة أو حتى أعضاء من الحزب الحاكم.

لكن الصحيفة تقول إن من هزم الشرطة في ذلك اليوم هو الغضب الكامن تحت الرماد ثلاثة عقود.

نظرة احتقار
كان المصريون ينظرون إلى الشرطة باحتقار نظرا لفسادها وتورطها في تعذيب المواطنين، ورمي الناس بالباطل وترهيبهم.

كان نظام مبارك القمعي قائما على جيش من المخبرين السريين والعملاء الذين يجوبون الشوارع بحثا عن من يقبضون عليه، وكل أولئك ينحدرون من خلفية فقيرة ومناطق لا يتعدى فيها دخل المرء أربعين دولارا في الشهر.

سلسلة أخطاء النظام لم تقف عند عدم وجود خطة بديلة، والاستهانة بعزيمة المتظاهرين، بل ارتكبت خطيئة أخرى عندما أطلقت العملاء المأجورين للاعتداء على المتظاهرين في ساحة التحرير.


صور أولئك المأجورين وهم يعتدون على المتظاهرين هزت الشرق الأوسط، وإذا كان إسقاط الرئيس التونسي هو الذي ألهم المصريين ليقوموا قومة رجل واحد، فإنهم اليوم يلهمون من في الأردن واليمن وغيرها من البلدان ليقوموا هم أيضا قومة رجل واحد ويسقطوا من كانوا يعتبرون حتى وقت قريب زعماء محصنين.


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 9:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 5:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 5:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 9:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 9:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 9:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 4:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 4:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 10:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 10:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 7:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 3:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 8:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 6:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 7:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 10:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 5:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 5:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 4:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 4:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 7:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 9:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 9:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 9:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 10:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 10:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 10:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 9:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 6:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 6:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو