20110207
الجزیره
شهدت بعض المدن التونسية تدهورا أمنيا خلال اليومين الماضيين بعد سقوط قتلى وجرحى في تجدد للمواجهات بين متظاهرين وقوات الشرطة تنديدا بتعيين الحكومة المؤقتة لمحافظين جدد يقول الأهالي إنهم من أتباع الرئيس المخلوع.
ففي قبلي (400 كلم جنوب تونس)، سقط قتيل أمس وجرح 11 آخرون في مواجهات بين قوات الحرس الوطني ومحتجين على تعيين محافظ من الحزب الحاكم سابقا التجمع الدستوري الديمقراطي، الذي تقرر تعليق نشاطه تمهيدا لحله.
وقال مصدر بوزارة الداخلية إن الرجل قتل بعد أن أصيب بقنبلة غاز مسيل للدموع خلال الاشتباكات مع الشرطة.
وتعرضت معظم مراكز الأمن في المدينة لعمليات حرق واسعة, كما استولى المتظاهرون على مستندات متعلقة بعمل تلك المراكز. وعلى إثر ذلك, عاود الأهالي تفعيل لجان المتطوعين لحماية الأحياء والممتلكات العامة والخاصة.
عشرون جريحا
وفي الكاف (200 كلم شمال غرب تونس) جرح نحو عشرين شخصا خلال مواجهات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن, وذلك عقب تشييع جنازة شخصين قتلا برصاص الشرطة مساء السبت.
وحمل الأهالي أجهزة الأمن مسؤولية التوتر الذي تشهده المدينة في الأيام الأخيرة. وفي هذا السياق أعلنت وزارة الداخلية اعتقال مدير أمن المحافظة خالد غزواني.
وقالت وكالة الأنباء التونسية الرسمية إن شبانا أشعلوا النار أمس في قسم للشرطة واتجهوا إلى سجن البلدة، لكن الجيش تدخل ومنعهم من الوصول إليه.
قفصة وتطاوين
وفي قفصة (350 كلم جنوب تونس) اضطر المحافظ الذي عُين مؤخرا إلى مغادرة مركز الولاية تحت حماية عناصر من الجيش أمنت خروجه في سيارة عسكرية، وسط تجمع حاشد من المواطنين المطالبين برحيله.
وفي تطاوين إلى الجنوب من قفصة، دعا متظاهرون من سكان الولاية المحافظ إلى المغادرة، مؤكدين أنهم لا يعترفون بسلطته التي ترمز لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وعكر تجدد الانفلات الأمني حالة الهدوء التدريجي التي بدأت تعود للبلاد، بعد أسابيع من الاضطرابات التي سبقت الإطاحة ببن علي وبعد أيام من التدهور الأمني الذي أعقب فراره إلى السعودية في 14 من الشهر الماضي.
قافلة شكر
وبعيدا عن أجواء التوتر، وصلت أمس قافلة الشكر والمساندة التي نظمها قرابة عشرة آلاف شخص وانطلقت من العاصمة تونس إلى ولاية سيدي بوزيد، مهد الثورة التونسية.
وتهدف القافلة أساسا إلى تكريم شهداء سيدي بوزيد وخاصة محمد البوعزيزي، الذي أصبح رمزا للثورة الشعبية.
وتعد القافلة وفق ما أشار إليه منظموها، الأولى ضمن سلسلة من المبادرات ستشمل قريبا جهات أخرى تشكو الحرمان على غرار تالة والقصرين اللتين سقط فيهما أيضا عدد كبير من الضحايا.