20110207
الجزیره
يستعد المحتجون وسط العاصمة المصرية القاهرة لمظاهرة مليونية جديدة اليوم الثلاثاء ضمن ما أطلقوا عليه أسبوع الصمود، حيث استمر توافد الآلاف إلى ميدان التحرير الذي جدد المتظاهرون عزمهم البقاء فيه حتى تنحي الرئيس حسني مبارك، وذلك بعد أن أكملت الانتفاضة المصرية أمس أسبوعها الثاني.
فقد استمر أمس توافد آلاف المتظاهرين إلى ميدان التحرير في الوقت الذي شهدت فيه عدة مدن مصرية مظاهرات مماثلة مع تواصل الدعوات لتظاهرات مليونية اليوم الثلاثاء.
ومنع المعتصمون في ميدان التحرير وسط القاهرة أمس الجيش المصري من فتح مجمع الدوائر الحكومية -أهم مجمع حكومي بمصر- بهدف استمرار اعتصامهم الذي ينفذونه بجوار المبنى منذ أسبوعين، حيث خرجوا من الميدان وأقاموا حاجزين بشريين على طرفي المدخل الخلفي للمجمع الحكومي.
والمعروف أن المدخل الرئيسي لمجمع الدوائر الحكومية يطل مباشرة على ميدان التحرير، وهو بحكم المغلق بسبب تواجد المعتصمين في الميدان الذي يؤكدون إصرارهم على البقاء فيه إلى أن تتحقق مطالبهم.
وقالت الصحفية صباح حمامو المتواجدة بميدان التحرير للجزيرة إن الميدان يضج بالحياة حيث يتوزع المعتصمون في مجموعات بعضهم يقرأ القرآن الكريم، وآخرون يرددون الأغاني الوطنية، مؤكدة إصرار هذه المجموعات على عدم المغادرة لحين تحقق مطالبهم، مشيرة إلى وجود لافتات ضخمة في الميدان بأسماء الشهداء الذين قضوا في المظاهرات.
وأضافت أن كثيرا من الأسر المصرية جاءت إلى الميدان أمس لترى بأعينها ما يجري، وبعضها أسر لم تأت من قبل وليس لها علاقة بالسياسة، ليكتشفوا بأنفسهم بطلان إشاعات يتداولها الإعلام الرسمي بأن أشخاصا في الميدان يمنعون الناس من مغادرته أو الدخول إليه.
الثورة مصرية
وبدوره نفى الناشط الحقوقي عبد القادر ملا في حديث للجزيرة وجود أي عناصر أجنبية في ميدان التحرير، مؤكدا أن جميع الموجودين فيه مصريون وأن الثورة الشعبية مصرية نفذها شباب مصر، متوقعا أن يتجاوز عدد المتظاهرين اليوم الثلاثة ملايين خاصة مع عودة حركة القطارات إلى عملها.
وأفرج أمس عن الناشط المصري وائل غنيم بعد اعتقال دام 12 يوما، وقد أكد -في أول تصريح له بعد الإفراج عنه- أن التغيير في مصر قادم لا محالة، في حين اعتبرت الناشطة إسراء عبد الفتاح أن الثورة ستكتسب زخما كبيرا بعد الإفراج عن غنيم، مشيرة إلى أنه لعب دورا أساسيا في تفجيرها.
وفي تطورات أمس أعلن ائتلاف ثورة الغضب الذي يضم أغلب المجموعات المنظمة للاحتجاجات رفضه الحوار الذي أجراه عمر سليمان نائب الرئيس المصري مع بعض قادة المعارضة ومن قيل إنهم أشخاص يمثلون الشباب في الميدان واعتبر الائتلاف أن التغيير ينطلق من خلال رحيل مبارك.
كما قالت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها أمس إن دخولها الحوار مع النظام الحاكم جاء لعرض المطالب الشعبية العادلة مع استمرار في الثورة، مؤكدين أن الجماعة لم توافق أو توقع على البيان الذي أصدره النظام, وأن معظم المشاركين في الحوار كان سقفهم هو سقف المطالب الشعبية العادلة.
تواصل المظاهرات
وتواصلت المظاهرات أمس في مختلف المدن المصرية، ففي أسيوط بصعيد مصر خرج آلاف المتظاهرين في مسيرة حاشدة طالبوا خلالها بإسقاط النظام وبتنحي مبارك عن الحكم، حاملين أعلام مصر ولافتات تطالب بالتغيير الفوري.
وفي أسوان أقصى صعيد مصر خرجت تظاهرة كبيرة للمطالبة بتنحي الرئيس مبارك، وردد المتظاهرون الذين جابوا شوارع المدينة شعارات تنادي بسقوط النظام ورحيل الرئيس.
كما شهدت مدينة الإسكندرية أمس المزيد من المظاهرات ضد النظام المصري الحاكم حيث سار نحو 2000 محتج وهم يهتفون مجددا مطالبين برحيل الرئيس مبارك، وجرت المسيرة تحت أنظار وحدات من الجيش المصري.
وأوضح الصحفي أحمد صبري للجزيرة أن كثيرا من المتظاهرين فضلوا الاستراحة أمس استعدادا للمظاهرات المليونية الثلاثاء التي ستنطلق من ميدان سيدي جابر وسط الإسكندرية بعد صلاة الظهر، مشيرا إلى أنه سيتم اليوم الإعلان عن "مفاجأة"، ملمحا إلى أنها قد تكون بتوجه المحتجين إلى مقرات وأماكن حيوية.
وقد تمكنت المجموعات الشبابية في الإسكندرية من إبعاد المخربين عن المسّ بالمكتبة العتيقة التي يعتقد أن تأسيسها يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد وتقع على الكورنيش وتضم نحو 2.5 مليون كتاب، وتستقبل حوالي 1.3 مليون زائر سنويا من المصريين والأجانب.
مصريون ينتظرون في طوابير أمام أحد البنوك الأحد (الأوروبية)
مظاهر الحياة
وفي إشارة إلى عودة مظاهر الحياة في مصر إلى طبيعتها افتتحت أمس معظم المخازن والمتاجر في القاهرة لأول مرة منذ أيام، كما واصلت المصارف ومكاتب البريد ومحطات البنزين أعمالها لليوم الثاني.
واصطف المواطنون في طوابير أمام المصارف للحصول على الأوراق النقدية، كما واصلت سيارات الأجرة خدماتها في شوارع العاصمة.
كما استأنفت مراكز الشرطة في القاهرة عملها، وأعلن وزير الداخلية الجديد محمود وجدي أن الشرطة قادرة على استعادة ثقة المواطنين، في أعقاب الاشتباكات الدامية التي حدثت مع المحتجين قبل أيام.
وكانت مظاهرات الاحتجاج قد أوقفت معظم مرافق الحياة بعد أعمال سلب واسعة النطاق واشتباكات في الشوارع اندلعت في غياب شبه كامل لقوات الأمن بعد انسحاب عناصر الشرطة من الشوارع في الثامن والعشرين من الشهر الماضي.