20110208
العالم
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما الاثنين إن مصر تحرز تقدما في المفاوضات لإنهاء الأزمة بين حكومة الرئيس المصري حسني مبارك والمحتجين المطالبين بتنحيه.
وأضاف أوباما في تصريحات للصحفيين في البيت الأبيض لدى عودته من إلقاء خطاب في غرفة التجارة الأميركية "يجب على مصر أن تفاوض لتحدد مسارها، أعتقد أنهم يحرزون تقدما".
وكان أوباما يرد على سؤال عن المحادثات التي يجريها نائب الرئيس المصري عمر سليمان مع بعض زعماء المعارضة بعد أسبوعين من المظاهرات التي تطالب بتنحية مبارك.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إن الرئيس كان يشير إلى بداية عملية التغيير في مصر، وإنه لا تزال هناك حاجة لخطوات تقود إلى انتخابات حرة هناك.
وقال غيبس إن "هذه الأمور تتغير بسرعة كبيرة وساعة بساعة. وقد حصلت بعض التغيرات الكبيرة حتى الآن مع قرار مبارك عدم سعيه للترشح مجددا ومفاوضات الحكومة مع المعارضة".
وكان أوباما أعرب في حديث الأحد إلى شبكة فوكس نيوز عن ثقته بأن عملية انتقال السلطة المنظمة في مصر ستؤدي إلى حكومة تعمل إلى جانب الولايات المتحدة.
وقال إن الشعب المصري لن يقبل بعد الآن بحكومة غير تمثيلية وانتخابات غير حرة. ورفض في الوقت نفسه نظرية الاختيار بين الإخوان المسلمين والنظام القمعي، معتبرا أن الإخوان لا يحظون بدعم الأغلبية المصرية.
وكان مبارك أعلن الأسبوع الماضي أنه سيتنحى عند انتهاء ولايته الحالية في سبتمبر/أيلول المقبل، لكن الاحتجاجات الحاشدة تواصلت لمطالبته بالتنحي على الفور.
ولم تصرح الولايات المتحدة عما إذا كانت تريد أن يتنحى الرئيس المصري على الفور.
أوباما: على مصر أن تفاوض لتحدد مسارها (الفرنسية)
شكوك
من جهته أقر المتحدث باسم الخارجية الأميركية بي جي كراولي بأن ثمة شكوكا في مصر وغيرها بخصوص مصداقية العملية، وثمة مخاوف من ألا تؤدي إلا لنقل السلطة إلى نظام استبدادي آخر.
وقال كراولي في إفادة صحفية "نصيحتنا هي اختبار جدية الحكومة والمشاركين فيها في تحقيق المطالب"، لكنه قال إن بلاده ما زالت يساورها القلق، لأن العملية الحالية لا تشارك فيها قاعدة عريضة على نحو كاف.
ورفض مبارك مطالب بإنهاء حكمه المستمر منذ 30 عاما قبل انتخابات سبتمبر/أيلول المقبل، قائلا إن استقالته ستؤدي إلى حالة من الفوضى في البلاد.
وحذرت إدارة أوباما من أن أي محاولات للإرغام على إجراء تغيير فوري قد تتطلب إجراء انتخابات لن تكون المعارضة جاهزة للمشاركة فيها على نحو كامل.
وقال كراولي في هذا السياق إن عملية تخطيط وتحقيق انتخابات حرة ونزيهة في مصر تتطلب وقتا. مشيرا إلى أنه في حال تنحي الرئيس مبارك عن سدة الرئاسة في مصر فإن وجود انتخابات حرة ونزيهة يتطلب الكثير من العمل.
وذكر أن من غير المرجح أن تجرى انتخابات مرضية في غضون فترة الستين يوما التي ينص عليها الدستور المصري في حالة تنحي الرئيس، وقال "تلك ستكون مهمة صعبة".
ويأتي النهج الأميركي المتحفظ في الوقت الذي يحاول فيه واضعو السياسات في واشنطن تقييم آثار الأزمة المصرية على الحلفاء العرب الذين قد يواجه بعضهم بالفعل اضطرابات مماثلة وعلى إسرائيل.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الأحد إن الاضطرابات في مصر لن تعرقل الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لاستئناف محادثات السلام المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.