20110211
شينخوا
القاهرة 10 فبراير 2011 (شينخوا) قال الرئيس المصرى حسنى مبارك فى خطاب متلفز مساء يوم الخميس انه سيقوم بنقل صلاحياته الى نائبه عمر سليمان، لكنه لن يستقيل، فيما يمثل ردا على ما يربو على اسبوعين من الاحتجاجات العارمة ضد حكمه الممتد منذ 30 عاما.
وفيما يلي نبذة عن حياة ومسيرة مبارك المهنية:
ولد مبارك في 4 مايو 1928 لاسرة من الطبقة المتوسطة بقرية كفر المصيلحة بمحافظة المنوفية في دلتا النيل.
وبعد التحاقه بالقوات المسلحة عام 1950 تقلد كثيرا من الرتب العسكرية كطيار حتى عمل معلما بالكلية الجوية ثم وصل الى مواقع قيادية بعد ان اكتسب شهرة وطنية كقائد للقوات الجوية اثناء حرب اكتوبر 1973.
واصبح مبارك رئيسا لمصر بعد سبعة ايام من اغتيال سلفه انور السادات على يد متطرفين اسلاميين اثناء استعراض عسكري في 6 اكتوبر 1981 بعد توقيعه على اتفاق سلام مع اسرائيل عام 1979 ونجا مبارك، الذي كان جالسا بجوار السادات، باصابة طفيفة في يده فقط.
اتسمت السياسة الخارجية لمبارك بشكل عام بكونها سلمية، وظل حليفا قويا للولايات المتحدة، ما جعله وسيطا كبيرا في عملية السلام العربية - الاسرائيلية.
وكان مبارك مهندسا لعودة مصر الى الصف العربي في ثمانينيات القرن المنصرم بعد نحو عقد من العزلة بسبب توقيعها على اتفاقية السلام عام 1979 مع اسرائيل عن طريق بناء علاقات مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي كان يتمتع بنفوذ قوي في ذلك الوقت.
وتحت حكم مبارك دعمت مصر صدام حسين في الحرب بين العراق وايران. لكن في عام 1990 انحاز مبارك الى التحالف الذي قادته الولايات المتحدة لمعارضة الغزو العراقي على الكويت.
وتحت حكمه ايضا اصبح منتجع شرم الشيخ المصري ساحة لمفاوضات السلام الدولية.
وفي عام 1999 وافق مبارك على ضخ الغاز الطبيعي المصري الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية، فيما وصفه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بـ "خط انابيب السلام" .
واثناء السنوات الاولى من عهده، فاز مبارك باستحسان كبير لمحافظته على مصر بعيدا عن التطرف الاسلامي عن طريق قمعه القوي لتمرد مسلح نظمه اسلاميون. وفي وقت لاحق من تسعينيات القرن الماضي واجه مبارك تمردا آخر نظمه متشددون كانوا يهاجمون السائحين الاجانب والمدنيين المصريين.
بيد ان طريقته في مكافحة التطرف الاسلامي على حساب الحريات المدنية ونظام الحكم الصارم الذي اتبعه، فضلا عن الركود الاقتصادي والفساد المتفشي تحت حكمه، قلصت كثيرا من شعبيته.
حافظ مبارك على قانون الطوارئ، الذي فرض بعد اغتيال السادات، اذ كان من المسموح القاء القبض على مدنيين بدون اصدار مذكرات اعتقال. وتم تمديد القانون لعامين آخرين في 2010.
لم يعين مبارك نائبا له طوال 30 عاما كما ينص الدستور المصري، على الرغم من انه فعل هذا الاسبوع الماضي في محاولة لتهدئة المتظاهرين الذين يطالبون بتنحيه.
وكان مبارك قد سمح بانتخابات متعددة الاحزاب للمرة الاولى عام 2005. واجريت الانتخابات في العام نفسه وفاز الحزب الوطني الديمقراطي بزعامته فيها بارتياح على جماعة الاخوان المسلمين التي احتلت المرتبة الثانية. وتضطر جماعة الاخوان المسلمين الى التقدم بمرشحين مستقلين اذ تحظرها السلطات المصرية.
وبسبب سياسته في السلام مع اسرائيل وجهوده الرامية الى قمع التطرف الاسلامي وحكم قبضته على السلطة، ما جعله وحكومته اهدافا للمعارضة المحلية، نجا مبارك من عدة محاولات اغتيال في 30 عاما.
وفي عام 1995 نجا مبارك من محاولة اغتيال لدى وجوده في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا لحضور قمة للاتحاد الافريقي.
ودارت شائعات حول صحة مبارك في السنوات الاخيرة. وصبت سياساته الاقتصادية المتحررة نسبيا في مصلحة حفنة من الشعب فقط لاسيما رجال الاعمال الذين يعملون في قطاع العقارات. وما زال الملايين في مصر بغير وظائف، كما بات الفقر احد الحقائق اليومية في حياة كثير من المصريين.
وعلى رأس كل هذه العوامل، اثار الصعود السريع لنجله جمال في الحزب الحاكم تكهنات بانه خليفته المحتمل، ما تسبب في غضب محلي كبير في السنوات الاخيرة.
من المقرر ان تنتهي ولاية مبارك الخامسة في سبتمبر العام الحالي، لكنه كان قد رفض القول ما اذا كان ينوي خوض الانتخابات الرئاسية المقررة في سبتمبر المقبل حتى الاول من فبراير الحالى، بعد ثمانية ايام من التظاهرات الحاشدة التي تدعو الى رحيله الفورى.