قال الرئيس المصري حسني مبارك انه ناقش قضية الاصلاحات السياسية في مصر اثناء اجتماعه مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت الابيض امس الثلاثاء، وانه اوضح له بان "الاصلاحات جزء من البرنامج الانتخابي وان تطبيقها مستمر، ومازال هناك عامان لاستكمالها".
وقالت مصادر مطلعة لصحيفة "القدس العربي" ان قضية الاصلاحات استغرقت نحو ست عشرة دقيقة من الخمسين دقيقة التي استغرقها الاجتماع بين الرئيسين وهو الاول من نوعه في البيت الابيض منذ خمسة اعوام.
في غضون ذلك، اكدت المصادر وجود جمال مبارك "بشكل غير رسمي" في واشنطن، ما كرس التكهنات حول بسيناريو "التوريث".
وقالت المصادر ان جمال مبارك يقيم في فندق مختلف عن الذي يقيم فيه الرئيس المصري مع الوفد الرسمي الذي ضم وزير الخارجية احمد ابو الغيط، ووزير التجارة محمد رشيد، ووزير الاعلام انس الفقي، وامين رئاسة الجمهورية زكريا عزمي.
واعتبر المعارض المصري البارز سعد الدين ابراهيم في تصريحات خاصة لـ"القدس العربي" ان الرئيس المصري اصطحب نجله الى واشنطن ليقدمه الى المؤسسة الاميركية تمهيدا للتوريث، وان جمال ربما شارك في بعض الاجتماعات المهمة التي عقدها والده خلال اليومين الماضيين.
وانتقد ابراهيم تصريحات مبارك للصحافي الاميركي تشارلي روز والتي قال فيها "ان جمال لم يتكلم معه حول امكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة"، وقال "اذا كان الناس جميعا يتحدثون عن التوريث، فكيف انه لم يتحدث مع ابيه حول الموضوع".
وحول موقف الادارة الاميركية من قضية الخلافة الرئاسية قال "ما تقوله الادارة الاميركية لنا هو انهم لن يتدخلوا في هذه القضية، وسيتركون الامر للشعب المصري.
الى ذلك شارك مئات المصريين في مظاهرة امام البيت الابيض اثناء اجتماع مبارك مع اوباما، وتصدرت المظاهرة منظمة قبطية ومسلمة، ورفعت شعارات متباينة، طالب بعضها بوقف ما اعتبرته انه "اضطهاد" للاقباط، واكدت اخرى على الوحدة الوطنية المصرية.
ورفعت منظمات مدنية شعارات تطالب باصلاحات ديمقراطية وسياسية لكل المصريين بغض النظر عن ديانتهم.
وقاد المظاهرة المعارض سعد الدين ابراهيم، وكميل حليم زعيم التجمع القبطي، ودينا جرجس مديرة منظمة اصوات من اجل مصر ديمقراطي'، والمعارض المصري عمر عفيفي.
وصرح عفيفي لـ'القدس العربي' بانه يستغرب استقبال مبارك لزعماء اللوبي اليهودي في اميركا، ورفضه استقبال المواطنين المصريين المقيمين في هذا البلد.
واضاف: ان لقاء مبارك واوباما لا يحمل اي اهمية، لان ايا من الرئيسين لن يستطيع ان يقدم ما يطلبه الاخر، فمبارك لا يستطيع مواجهة ايران ولا تحقيق السلام بالشرق الاوسط، واوباما لا يستطيع فرض التوريث على الشعب المصري.
وكان مبارك شدد في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده 'جلوسا' مع اوباما بعد المحادثات، واقتصر على سؤالين فقط، واحد من الجانب الاميركي واخر من الجانب المصري، على انه يملك اتصالات جيدة مع الاسرائيليين، وان رئيس الكيان الاسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب ايهود باراك اتصلوا به قبل سفره الى واشنطن وتحدثوا بشكل جيد، وانه ابلغهم برفض مصر القاطع لاي حلول او حدود مؤقتة للدولة الفلسطينية.
واضاف مبارك: ان الشعوب العربية زهقت "ملت" من طول القضية الفلسطينية والعنف واللاجئين، وانها تريد السلام وحياة افضل.
وحذر مبارك من ان بقاء القضية دون تسوية "سيؤدي الى مزيد من العنف"، مشددا على ان "الدول العربية ستقدم بوادر حسن نية تجاه اسرائيل، بمجرد ان ترى املا في المفاوضات".
من جهته نوه الرئيس اوباما بما اعتبره خطوات ايجابية من الكيان الاسرائيلي بشان المستوطنات وتفكيك بعض الحواجز في الضفة، مشيرا الى "ان تحقيق السلام يتطلب قيادات شجاعة ليس في اسرائيل وفلسطين فقط ولكن في كافة البلاد العربية" على حد تعبيره.