قالت صحيفة ديلي ميل البريطانية إن المواطن الليبي المدان بتفجير طائرة لوكربي عبد الباسط المقرحي سيُخلى سبيله الخميس بعدما أسقط دعوى الاستئناف الثانية التي رفعها ضد حكم إدانته. وأكدت الصحيفة أن السلطات الأسكتلندية سوف تتجاهل الاحتجاج الأميركي على إطلاق سراح المواطن الليبي.
ونقلت الصحيفة في عددها الصادر الأربعاء عن مصدر حكومي وصفته بالبارز في لندن أنه سيتم الإعلان عن إخلاء سبيل المقرحي الخميس وإعادته إلى ليبيا لأسباب إنسانية.
وذكرت الصحيفة أن هذا التطور يأتي مع دعوة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وسبعة أعضاء بارزين في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إبقاء المقرحي وراء القضبان في سجنه الأسكتلندي مدى الحياة، لكن الحكومة الأسكتلندية ستتجاهل احتجاجات المسؤولين الأميركيين.
وقالت ديلي ميل إن الوزير الأول الأسكتلندي أليكس سالموند أكد أن حكومته لن تأخذ في الاعتبار سياسات القوى الدولية أو آي شيء آخر حول قضية المقرحي، وستتخذ القرار على ضوء الأدلة التي تخدم مصالح العدالة، نافياً وجود صفقة سرية لإخلاء سبيل المقرحي وإعادته إلى ليبيا.
وأضافت الصحيفة أن مكتب رئاسة الحكومة البريطانية أكد أن مصير المقرحي يقره وزير العدل الأسكتلندي كيني مكاسكيل، غير أن نواباً بارزين في حزب العمال البريطاني الحاكم أبدوا خيبة أملهم جراء تأخير القرار الرسمي فترة طويلة بعد تسريب أنباء عن قرب موعده.
ونسبت ديلي ميل إلى الوزير السابق في حكومة حزب العمال اللورد فولكس قوله إن الوزير مكاسكيل "يتصرف مثل أرنب ضبطته الأنوار الساطعة وأُصيب بالشلل بسبب حساسية القرار.. وعليه أن يتخذ قراراً عاجلاً حول مصير المقرحي".
اعتراض أميركي
وكان سبعة أعضاء بارزين في مجلس الشيوخ الأميركي بينهم إدوارد كينيدي وجون كيري، دعوا وزير العدل الأسكتلندي مكاسكيل إلى إبقاء المقرحي وراء القضبان في أسكتلندا.
ومن جهتها اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية أن أي قرار تتخذه أسكتلندا بإطلاق المقرحي سيكون "خطأ".
وأضافت كلينتون الثلاثاء أن "إطلاق شخص سجن استنادا إلى أدلة تؤكد تورطه في جريمة مروعة كهذه أمر خاطئ بوضوح"، مشيرة إلى أن بلادها تحث السلطات الأسكتلندية "على عدم الإقدام على ذلك ونأمل ألا تفعل".
وكشفت صحيفة أسكتلندية أن المقرحي بدأ في إرسال أمتعته الشخصية من سجنه إلى ليبيا إيذانا بقرب إخلاء سبيله وإعادته إلى بلده.
ونسبت صحيفة سكوتسمان إلى المتحدث الخاص بشؤون العدل في حزب العمال بأسكتلندا ريتشادر بيكر قوله إن شحن أمتعة المقرحي إلى ليبيا أمر مذهل، ويضيف ثقلاً جديداً للشكوك في أن الوزير مكاسكيل اتخذ القرار سلفاً بإخلاء سبيله، ويتعين عليه توضيح ما إذا كان ذلك حدث فعلاً ومدى علمه بهذا الأمر لأن هناك اعتقاداً بأن إخلاء سبيل المقرحي تم في إطار صفقة.
وأُدين المقرحي عام 2001 بتفجير طائرة بان أميركان أثناء قيامها برحلة بين لندن ونيويورك فوق بلدة لوكربي الأسكتلندية في 18 ديسمبر/أيلول 1988 مما أدى إلى مقتل 270 شخصاً من بينهم 189 أميركياً، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في إطار محاكمة جرت في هولندا بموجب القانون الأسكتلندي.