20110223
الجزیره
توالت ردود الفعل الدولية الرافضة لما ورد في خطاب العقيد معمر القذافي وتهديده باستخدام العنف ضد المحتجين وسط أنباء عن تحركات أميركية لتشكيل جبهة موحدة ضد النظام الليبي بعد ساعات من بيان لمجلس الأمن أدان فيه استخدام القوة ضد المتظاهرين.
فقد دعت الولايات المتحدة الثلاثاء لتشكيل جبهة موحدة تواجه استخدام ليبيا للعنف ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية بحسب ما ورد على لسان الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض جاي كارني.
وقال الأخير للصحفيين -على متن الطائرة التي أقلت الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى مدينة كيفلاند بولاية أوهايو- إن الولايات المتحدة "تتطلع للعمل مع المجتمع الدولي كي يتخذ موقفا واحدا يدين العنف".
وجاء تصريح كارني توضيحا لتصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي قالت الثلاثاء إنه يتعين على ليبيا الكف عن استخدام القوة ضد المحتجين، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ستتخذ الإجراءات المناسبة بالتنسيق مع المجتمع الدولي.
من جانبها وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الخطاب الذي ألقاه القذافي الثلاثاء بأنه مرعب لما تضمنه من إعلان الحرب بشكل صريح على شعبه وأكدت أن بلادها ستؤيد فرض عقوبات على النظام الليبي إذا لم يتوقف القذافي عن استخدام العنف ضد المتظاهرين.
مجلس الأمن
وكان مجلس الأمن الدولي قد انتقد الثلاثاء في بيان رسمي قيام السلطات الليبية باستخدام القوة ضد المحتجين داعيا إلى محاسبة المسؤولين عن هذه التجاوزات والممارسات اللا إنسانية.
وطالب البيان -الذي وافقت عليه جميع الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن- بإنهاء العنف فورا واتخاذ خطوات لتلبية المطالب المشروعة للشعب الليبي في إطار من الحوار الوطني الشامل.
وعلى صعيد الاتحاد الأوروبي، بحثت كاثرين آشتون -مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد- مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى خلال لقائهما في القاهرة أمس الثلاثاء المستجدات على الساحة الليبية.
ونقل مراسل الجزيرة في القاهرة محمود جمعة عن آشتون قولها في مؤتمر صحفي مشترك مع موسى إن الاتحاد الأوروبي ينظر بقلق بالغ إلى الأوضاع المتفاقمة في ليبيا، مؤكدة ضرورة الوقف الفوري للعنف وبدء حوار فاعل بين الأطراف كافة، مشيرة في هذا السياق إلى الاتصالات المكثفة التي أجريت بين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والزعيم الليبي معمر القذافي.
ردود دولية
من جهتها، عبرت الخارجية الروسية عن قلقها من تطورات الموقف في ليبيا، داعية السلطات في هذا البلد للكف عن استخدام القوة لتفريق المحتجين وأن القوة لا تشكل مخرجا للأزمة الراهنة في ليبيا بل من شأنها أن تزيد من تفاقم الأوضاع.
وفي روما نقلت وسائل إعلامية محلية أن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني أجرى اتصالا هاتفيا الثلاثاء بالقذافي نفى فيه اتهام الأخير لإيطاليا بتسليح المتظاهرين المناوئين للنظام الليبي.
ووفقا لبيان صدر من مكتب برلسكوني، أجريت المكالمة عقب الخطاب الذي اتهم فيه القذافي الولايات المتحدة وإيطاليا بتزويدهم المحتجين بالصواريخ، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإيطالي دعا القذافي للتوصل إلى حل سلمي للأوضاع المضطربة في ليبيا.
وفي بكين، أبدت الخارجية الصينية الثلاثاء على لسان الناطق الرسمي باسمها قلقها البالغ بشأن التطورات الجارية في ليبيا دون أن تنتقد بشكل صريح قيام الأمن الليبي بقمع المحتجين أو ذكر الرئيس القذافي بالاسم، واكتفت بالدعوة إلى القيام بما يلزم لعودة الاستقرار إلى ليبيا.
وفي أنقرة حذر رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان الثلاثاء السلطات الليبية من مغبة استخدام العنف لقمع المظاهرات والاحتجاجات المناوئة للنظام ودعاها أيضا إلى ضمان أمن الرعايا الأجانب المقيمين في الجماهيرية.
وجاءت تحذيرات أردوغان في اجتماع عقده مع نواب حزبه (حزب العدالة والتنمية) في البرلمان التركي حيث أكد أنه اتصل بالقذافي مرتين ونصح الحكومة الليبية بتجنب "تأجيج الدم" وأنه من غير الممكن "لحكومة تلجأ للعنف ضد شعبها وتتجاهل مطالبهم وتظل متبلدة الشعور تجاه تطلعاتهم أن تبقى في السلطة".