القاهرة : اعتبر سياسيون ونشطاء حقوقيون تصريحات الرئيس مبارك لبرنامج " تشارلى روز " الأمريكى، بشأن مسألة التوريث، وعدم تفكيره فى أن يكون ابنه خليفة له فى الحكم، " نقطة خادعة " ، ولا تعتبر حسماً لملف التوريث.
وقال حقوقيون :" التصريحات التى أدلى بها الرئيس خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، لا تخرج عن الكلام السياسى، خاصة أنه لم يعط تأكيدات حول موقفه من تولى نجله للسلطة فى مصر من عدمه، أو حتى توليه هو نفسه الحكم لفترة ولاية مقبلة بعد عامين من الآن، وهو ما يزيد من غموض الأوضاع والحياة السياسية خلال الفترة المقبلة " .
وأكد الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تصريحات الرئيس مبارك " لم تأت بجديد " فى ملف التوريث، أو فيما يتعلق بترشيح نفسه لفترة ولاية جديدة من عدمه.
وقال نافعة :" الرئيس ترك الباب مفتوحاً فى رده على سؤال خلافة نجله له، بالرغم من أن الجميع يتحدث عن ذلك ولم يحسم هذا الامر بشكل مؤكد " ، واصفاً قول الرئيس " الأمر متروك للشعب "، بأنه " تكرر أكثر من مرة ولا يعنى شيئاً " .
وتساءل :" لماذا اصطحب الرئيس نجله خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة الامريكية، رغم أنه ليس له وضع رسمى ضمن الوفد، أو حتى موقعه داخل الحزب..؟".
وأضاف :" نجل الرئيس يحتل المرتبة الرابعة فى التسلسل الوظيفى داخل الحزب الحاكم، وإذا أراد مبارك اصطحاب قيادات من الحزب، فهناك شخصيات أهم من نجله داخل الحزب ".
وأكد ناصر أمين مدير المركز العربى لاستقلال القضاء والمحاماة، أنه لا يمكن القول بأن التصريحات الصادرة عن الرئيس مبارك تمثل حسما لما طرح حول تولى جمال مبارك الحكم خلفا لوالده.
وقال أمين :" الجميع سواء من روجوا لفكرة التوريث من المعارضة، أو المسئولين الذين ينفون ذلك بشدة وقعوا فى خطأ "، مشيراً إلى أن السؤال الذى يجب أن يطرح بشدة، " هل يجوز ترشيح جمال مبارك للرئاسة خلال فترة والده.. ؟ ".
وأضاف :" لا يجوز لنجل الرئيس أن يترشح لرئاسة الجمهورية حتى لو كفل له الدستور ذلك لأنه سيعد استخداماً لسلطة وسيطرة الحزب الوطنى وقوة والده، مما يؤدى إلى خلافته لمبارك وليس توريثه الحكم ".
وتابع أمين :" أُصدّق كلام الرئيس مبارك ونفيه أنه لا يمكن ان يكون هناك توريث، ولكن هناك خلافة لنجله ليتولى مقاليد السلطة من خلال انتخابات تدعم فيها الحكومة نجل الرئيس ".
وِشدد نجاد البرعى رئيس جماعة تنمية الديمقراطية السابق، على أنه بعد تعديل المادة 76 من الدستور، تلاشت فكرة التوريث، مشيرا إلى أن المادة تنص على اختيار الرئيس من بين أكثر من مرشح.
لكن البرعى وصف تصريحات الرئيس مبارك حول هذا الشأن بأنها " نقطة خادعة " فى ظل الظروف السياسية التى تشهدها البلاد.