في الوقت الذي يلهث فيه العالم نحو التطور العلمي والتكنولوجي, في مجال الطاقة النووية, تساهم مصر في هروب باحثيها نحو الخارج, للبحث عن لقمة عيش كريمة لا يجدونها في بلدهم و بعيدا عن ضنك ظروف المعيشة الصعبة, هذا ما ناقشه برنامج بـ"المصري الفصيح" , المذاع على قناة "اون تى في" من خلال استضافة أحد المتخصصين في مجال الطاقة الذرية.
حال الباحثين
وخلال الحلقة تحدث د. محمود بركات ـ رئيس الهيئة العربية للطاقة الذرية ـ عن حال الباحثين العاملين في المفاعل النووي المصري أنشاص, الذي وصفهم بأنهم من الشخصيات النادرة, إلى جانب أنهم يعاملون معاملة سيئة, من حيث التقدير المادي والمعنوي, مقارنة بلاعبي الكرة والفنانين .
وأشار في حديثه أن العمل في المجال النووي, يرجع الى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر, حينما انتخب له أفراد قادرين على العمل فيه , وفي عام 1963 كانت مصر ضمن 5 دول تستطيع أن تستخدم أسلحة نووية, وهذا يعكس أنها دولة قوية ,وفي صورة جيدة, فالعلم يحتاج الى رعاية, لكن الجو المهيئ له أصبح طارد للكفاءة, وليس جاذب له.
وتناول في حديثه أن هناك أعداد كبيرة من الباحثين, ذهبوا لدول الخليج نظرا لصعوبة الأحوال الاقتصادية, أو ربما للمساهمة في المشروع النووي الإماراتي, وأشار في حديثه إلى طبيعة المناخ العلمي في دول الخليج, بما يساهم في الحصول على بحث علمي جيد , ومن الجدير بالذكر أن المفاعل لا يوجد به سوى أعداد قليلة, التي ربما ستذهب هي أيضا في يوم من الأيام, فأين البحث والرعاية العلمية في مصر؟
البحث العلمي رديء
وأوضح د.بركات أن الميزانية المخصصة للبحث العلمي رديئة جدا, فلا تكفي لوجود أدوات جديدة ومراجع, فأخر مجلة علمية دخلت مصر كانت في نهاية الستينات,.وأشار في حديثه أن المركز القومي للبحوث والمراكز العلمية, هي المسئولة عن وجود الدوريات العلمية الحديثة, إلى جانب أن شبكة الانترنت لا توفر كل شيء للباحث, فهي محدودة الكفاءة في البحث العلمي.
وعن الرعاية الصحية بشأن المخاطر التي يتعرض لها العاملون في المفاعل النووي, أشار د. بركات إلى أنها سيئة جدا, فإذا وقع حادث ما لشخص معين, يتم ذهابه لمستشفى تأمين, بينما روى أثناء حديثه أن الاتحاد السوفيتي حينما كان يعمل هناك, كانت توفر لهم وحدة طبية تراجع العاملين أسبوعيا, وتحدد الجرعات النووية التي يتعرض لها الفرد, ويتم ذلك من خلال فيلم تصوير معين, وعندما يحمض يظهر لون بني يظهر من خلاله كمية الجرعة التي يجب أن تستخدم في الإشعاع, إلى جانب أن كل عامل توفر له رقابة ومتابعة, لكن في مصر لا يحدث ذلك.
وعن وصف المفاعل بالمقبرة النووية أوضح د.بركات, أن الاستخدامات السلمية في مصر عديدة ,ويتم استخدام نفايات طبية و معالجتها, ووضعها في مكان مخصص لها, وكل نوعية يتم معالجتها بطريقة مختلفة, وإلقائها بشكل مؤمن , وشاركهم في الحوار اتصال هاتفي من د.محمد القللي ـ رئيس هيئة الطاقة الذرية ـ موضحا أن العاملين في الطاقة الذرية يجب أن يحصلوا على رعاية طبية جيدة, للوقاية من الإشعاع ,ويتم عمل تحاليل للدم بصفة دورية للتأكد من الصحة العامة .
هجرة العلماء
وعن هجرة عدد من علماء الذرة لدول الخليج, أشار د. بركات أن لكل شخص احتياجات ومتطلبات مادية, للحصول على حياة كريمة ,وهذا غير متوفر في مصر, وان كانت الدول الغربية يحدث بها ذلك أيضا , كما تناول في حديثه أن هناك نفايات منخفضة المستوى, يتم تحليلها بالماء للتخلص منها, وأخرى يتم حفظها ثم تحليلها, بينما توجد نفايات مرتفعة المستوى, وعادة تكون متعلقة بمعالجة الوقود المحترق, وهى تحتاج لتكنولوجيا متطورة غير موجودة في مصر.
وعن أنواع النفايات التي استخدامها تحدث د.بركات, أنها تكون في مجال الطب والصناعات, سواء كانت صلبة أو مستهلكة مثل فضلات المرضى وجرعات القلب, إلى جانب وجود أشياء إشعاعية تخضع للتنظيم ,ونظائر نووية قصيرة العمر .
واختتمت الحلقة بالحديث حول أثار النفايات على حياتنا, موضحا أنه لا تأثير لها, لأنه يتم وضعها في مكان مصمم بشكل هندسي مؤمن, محاط بالزجاج والاسمنت على بعد عدة أميال من الأرض, ويتم التحفظ عليها بطريقة جيدة.