20110226
العالم
تستمر المواجهات والاشتباكات اليوم السبت، في عدد من المناطق بين الثوار والقوات الموالية للرئيس الليبي معمر القذافي، وذلك مع تزايد عدد المناطق والمدن التي سيطر عليها الشعب.
يأتي ذلك بالتزامن مع توجه آلاف الثوار الى العاصمة طرابلس من مختلف مدن ومناطق البلاد، واشتداد الضغط الدبلوماسي في اليوم الثاني عشر للثورة الليبية ضد النظام.
وفي الوقت الذي سيطرت فيه الثوار على المنطقة الشرقية حيث توجد مواقع نفطية، وبدات تقيم ادارة جديدة، استمع ليل الجمعة السبت مجددا الى اطلاق نار في بعض احياء طرابلس.
وقال احد السكان صباح اليوم "قطع التيار الكهربائي (مساء الجمعة) ولم يستانف من حينها" مضيفا "اصبنا بالرعب وظننا انهم يعدون لهجوم".
لكن في احياء اخرى من العاصمة لم ينقطع الكهرباء وساد الهدوء. واغلقت الفنادق الفخمة في العاصمة ابوابها او اجلت موظفيها.
وبلغ سعر الدولار الواحد في السوق السوداء دينارين ليبيين (مقابل 1,3 قبل عشرة ايام).
وعلى بعد الف كلم الى الشرق تواصل المعارضة تنظيم صفوفها في مسعى لتحرير طرابلس.
وقال عبد الحفيظ غوقة المتحدث باسم "تحالف ثورة 17 شباط/فبراير" "نحن ننسق عمل لجان المدن المحررة وفي مصراتة. وننتظر ان تحسم طرابلس الامر مع نظام القذافي وابنائه ثم سنبدا العمل على تشكيل حكومة انتقالية".
واضاف "هناك متطوعون يقصدون يوميا طرابلس" للقتال مشيرا الى انشقاق ضباط جدد وانضمامهم الى القوى المعارضة للنظام.
وعلى الصعيد الدبلوماسي وقع الرئيس الاميركي باراك اوباما مرسوما جمد بمقتضاه اصول وممتلكات العقيد القذافي واربعة من ابنائه في الولايات المتحدة.
واعتبر اوباما ان "نظام معمر القذافي انتهك القوانين الدولية وابسط القواعد الاخلاقية ولا بد من تحميله المسؤولية".
ويستأنف مجلس الامن الدولي اليوم السبت مشاوراته في الساعة 16,00 تغ.
ويقترح مشروع قرار عقوبات على ليبيا منها حظر على الاسلحة وعلى سفر القذافي وتجميد الاصول التي يملكها، على ما افاد دبلوماسيون.
واشار مندوب ليبيا في الامم المتحدة عبد الرحمن شلقم الذي ظل حتى الجمعة مواليا للقذافي الى "تجاوزات" وقال بلهجة طغى عليها التاثر "انقذوا ليبيا حتى لا يحصل المزيد من اراقة الدماء والمجازر، من فضلكم تبنوا قرارا شجاعا" مقارنا معمر القذافي ببول بوت وادولف هتلر.
واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة عقب الاجتماع الاخير لمجلس الامن ان المجلس سيتخذ في اقرب وقت "اجراءات حاسمة".
واوضح دبلوماسيون ان مشروع القرار يحذر معمر القذافي من ان اعمال العنف قد تعتبر جرائم ضد الانسانية.
ولايزال من الصعب السبت تحديد حصيلة اعمال القمع التي تمارسها الدولة ضد الثائرين. واشار الامين العام للامم المتحدة الى نحو الف شهيد.
وقال القذافي الذي يتعرض للهجوم من كل مكان من معارضة مسلحة تسيطر على العديد من المدن، مساء الجمعة للمرة الاولى منذ بداية الانتفاضة ضده الى مئات من انصاره في وسط العاصمة الليبية، "سنقاتل وننتصر" مضيفا انه اذا دعت الحاجة "سنفتح كافة مخازن السلاح لتسليح الشعب".
ومع ذلك يبدو ان عزلة النظام الليبي تتعمق حيث تخلت عنه الانظمة العربية والعديد من المقربين منه ومن دبلوماسييه بينهم سفراء ليبيا في باريس ولشبونة وجنيف ولدى اليونسكو اضافة الى احمد قذاف الدم ابن عم معمر القذافي واحد مستشاريه المقربين.
واطلقت قوات الامن الموالية للقذافي المنتشرة حول المساجد النار الجمعة على محتجين.
وفي شرق المدينة استشهد متظاهران على الاقل بايدي انصار القذافي في حي الفشلوم الشعبي، بحسب شاهد.
وقال شهود ان هذا الحي وحي بن عاشور شهدا "اطلاق رصاص حي على كل من وجد في الشارع".
وقال احد السكان "اطلقت قوات الامن النار على متظاهرين بلا تمييز. سقط شهيد في سوق الجمعة".
وبسبب عدم تمكنها من ضمان امن دبلوماسييها علقت الولايات المتحدة عمل سفارتها، فيما تتواصل عمليات اخلاء الاجانب من ليبيا في ظروف صعبة.
ورست باخرة تقل الفي صيني تم اخلاؤهم من بنغازي في مالطا، كما رست باخرة اخرى تقل ثلاثة آلاف صيني في جزيرة كريت اليونانية.
الى ذلك، نددت منظمة الأمن والتعاون في اوروبا بالاساليب العنيفة التي تواجه بها ثورات الشعوب العربية.
وخلال اجتماع لها في فيينا، دعت المنظمة الى دعم اتخاذ اجراءات في مجلس الأمن لحماية المدنيين الليبيين مما وصفتها بحملة الابادة الجماعية التي يتعرضون لها على يد نظام القذافي.
وتحدثت تقارير دولية عن احتمال وقوع كارثة انسانية وشيكة في ليبيا بعد أن توعد القذافي بحصار المدن الثائرة انتقاما منها.
وذكرت تقارير صادرة عن برنامج الاغذية العالمي والمفوضية العليا لحقوق الانسان أن الشعب الليبي يعاني من نقص جدي في الغذاء والوقود والامدادات الطبية، مشيرة الى حملات القمع الدموي التي يمارسها النظام ضد الثوار.
وقد دعت شخصيات قانونية المجتمع الدولي الى ضرورة محاسبة الرئيس الليبي معمر القذافي على اعمال العنف والقمع التي ارتكبها بحق أبناء شعبه، مؤكدين أنها تصل الى مرتبة ارتكاب جرائم ضد الانسانية.
من جهتها، قالت بريطانيا اليوم السبت إن رئيس الوزراء ديفيد ?اميرون وزعماء أوربيين آخرين اتفقواعلى ضرورة اتخاذ الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي اجراء عاجلا للتعامل مع الأزمة الليبية بما في ذلك عقوبات صارمة.
وقال م?تب ?اميرون إن رئيس الوزراء تحدث بش?ل منفصل مع المستشارة الألمانية أنجيلا مير?ل ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلس?وني ورئيس الوزراء التر?ي رجب طيب أردوغان خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية عن ليبيا.
وتابع متحدث باسم ?اميرون "?ان هناك اتفاق واضح بأن تصرفات النظام الليبي غير مقبولة تماما وأن الوحشية والترويع لا يم?ن التسامح معهما. اتفق ?اميرون مع نظرائه على ضرورة اتخاذ الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة اجراء عاجلا بما في ذلك حزمة عقوبات صارمة تستهدف النظام مباشرة".
الى ذلك ?تبت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي ?اثرين اشتون في مقال نشر اليوم السبت ان الاتحاد الاوروبي الذي يستعد لاعلان عقوبات على الح?ومة الليبية يجب ان يعيد الزعيم الليبي معمر القذافي الى "العزلة".
و?تبت اشتون في مقال للرأي بصحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون "سلو?ه الشائن في الايام القليلة الماضية يتطلب ان نعيده الى العزلة." وتوصلت ح?ومات الاتحاد الاوروبي الى توافق في الاراء امس الجمعة بشأن فرض حظر للاسلحة على ليبيا وتجميد اصول قادة ليبيين ومنعهم من السفر ل?ن سيتخذ قرار رسمي خلال الاسبوع الحالي.
من جهته قال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلس?وني أقوى حليف أوروبي للقذافي اليوم السبت إن القذافي لم يعد على ما يبدو يسيطر على ليبيا.
وأضاف في اجتماع سياسي في روما "وصلتني أخبار جديدة قبل دقائق ويبدو فعليا أن القذافي لم يعد يسيطر على الوضع في ليبيا".