وصل عبد الباسط المقرحي المدان بتفجير طائرة لوكربي الى طرابلس مساء الخميس بعد أن أطلقت السلطات الاسكتلندية سراحه.
وقد وصل المقرحي الى مطار معيتيقة الدولي في طرابلس، يرافقه سيف الاسلام معمر القذافي ابن الرئيس الليبي حيث استقبلته عائلته واصدقاؤه وعدد من المواطنين.
وكان وزير العدل الاسكتلندي قد أعلن الافراج عن المقرحي لدواع انسانية، فيما عبرت واشنطن عن استيائها للقرار ودعت الى وضعه تحت الاقامة الجبرية في بلاده.
ووصف الرئيس باراك اوباما قرار الافراج عن الليبي المدان في حادث تفجير لوكيربي "بالقرار الخاطئ" وذلك في الوقت الذي حذرت فيه وزارة الخارجية الاميركية طرابلس من ان "الترحيب بالمقرحي مثل الابطال" سوف يؤثر على العلاقات المستقبلية بين البلدين.
وقال اوباما ان ادارته تجري اتصالات مع الحكومة الليبية لتحثها على وضع عبد الباسط المقرحي قيد الاقامة الجبرية بعد وصوله من بريطانيا.
وقال اوباما في حوار اذاعى الخميس: "نحن نعتقد ان هذا القرار خاطئ".
وقد افرجت السلطات الاسكتلدنية عن عبد الباسط المقرحي في وقت سابق من يوم أمس الخميس لاسباب انسانية في اعقاب اكتشاف اصابته بمرض سرطان البروستاتا في مرحلة متقدمة وانه سوف يموت بعد ثلاثة اشهر، ولقد غادر الى ليبيا ليمضي بقية ايام حياته مع اسرته.
وكان المقرحى هو الشخص الوحيد الذى ادين بالهجوم الذي وقع على الرحلة بانام 103 فوق لوكيربي في اسكتلندا، واسفر الحادث عن مقتل 270 شخصا من
بينهم 189 اميركيا.
وكانت هيلارى كلينتون وزير الخارجية الاميركية ومسؤول اميركي حثا آخر بريطانيا واسكتلندا على عدم الافراج عن المقرحى.
وقالت كلينتون في بيان لها: "لقد تمسكنا بموقفنا امام مسؤولى الحكومة البريطانية والسلطات الاسكتلندية بانه يجب على المقرحي ان يقضي فترة عقوبته كاملة في اسكتلندا"، مضيفه ان الولايات المتحدة تشعر "بخيبة امل"ازاء هذا القرار.
ومن ناحية اخرى قال بي جيه كرولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة "وجهت رسالة مباشرة لليبيا" بان استقبال المقرحى استقبال الابطال سوف يكون غير مقبول وسوف تكون له عواقب بالنسبة لعلاقات واشنطن مع طرابلس.
وشهدت العلاقات الاميركية اليبية تقدما بعد عقود من التباعد، وبدات الولايات المتحدة في استئناف العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع حكومةالرئيس معمر القذافي عام 2004 بعدما وافقت على تعويض اسر ضحايا حادث لوكيربي والتخلي عن برنامجها النووي.
وقامت وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس العام الماضي بزيارة الى ليبيا.