20110309
العالم
شن الرئيس الليبي معمر القذافي صباح اليوم الاربعاء، هجوما على المجلس الوطني الانتقالي واتهمه بالخيانة.
واتهم القذافي في كلمة له امام شباب قبيلة الزنتان، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بالتآمر ضد بلاده للسيطرة على منابع النفط، في وقت يواصل قصف المناطق السكنية في مدينتي راس لانوف والزاوية بالطائرات والدبابات وراجمات الصواريخ.
كما دعا القذافي الدول الغربية الى مساعدة ليبيا ضد ما اسماه تنظيم القاعدة في البلاد.
وفي حركة وصفت بانها محاولة لاظهار سيطرته على الاوضاع في ليبيا، زار الرئيس معمر القذافي مساء الثلاثاء احد الفنادق في العاصمة طرابلس.
ودخل القذافي الفندق وسط اجراءات امنية مشددة ليلتقي عددا من الصحافيين الاجانب بهدف اجراء مقابلات تلفزيونية.
وقال القذافي ان الثوار يتلقون دعما من القاعدة ودول الجوار كما اتهم المجلس الانتقالي للمعارضة بانه مجموعة من الخونة ضد استقرار البلاد.
ميدانيا تعرضت المناطق السكنية ومواقع الثوار في مدينة راس لانوف لقصف بالطائرات الحربية والدبابات وراجمات الصواريخ.
واستهدفت كتائب القذافي مواقع للثوار على تخوم بلدة بن جواد بالصواريخ,حيث دارت معارك عنيفة بين الجانبين سقط خلالها العديد من المدنيين بين شهيد وجريح.
وفي الغرب جددت كتائب القذافي هجومها على مدينة الزاوية وتطويقها من جميع منافذها.
اما في الزنتان فقد اكد الثوار سيطرتهم على المدينة مؤكدين انهم يستعدون لرد اي هجوم بعد انتصارات الاحد الماضي فيما تشير مصادر الثوار انهم يحكمون سيطرتهم على اغلب مدن غرب ليبيا.
ونقلت مصادر اعلامية عن شهود عيان ان قوات القذافي تتحرك من محيط مصراته الى مدينة سرت شرقا مدعومة بقوات اخرى قادمة من طرابلس العاصمة، ولم تتضح بعد اسباب هذا التحرك الذي يؤكده اهالي مصراته.
من جهة اخرى، قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل، ان المحتجين لن يلاحقوا العقيد معمر القذافي جنائيا اذا تنحى خلال اثنتين وسبعين ساعة.
واضاف عبد الجليل ان المهلة لن تمدد، مشددا على ضرورة ان يوقف القذافي قصفه للثوار.
وكانت المعارضة قد اعنلت انها توصلت بعرض من ممثل للقذافي لبحث رحيله عن السلطة، الا ان مسؤولا بوزارة الخارجية الليبية كذب الخبر ووصفه بانه هراء.
وقد حددت الجامعة العربية الجمعة القادم موعدا لعقد اجتماع طارئ لبحث مستجدات الوضع الليبي، فيما دعت المجموعة العربية الى فرض حظر جوي دولي على ليبيا وهو الموقف نفسه الذي اتخذته منظمة المؤتمر الاسلامي.
كما تعد كل من فرنسا وبريطانيا مشروعا دوليا لفرض حظر جوي على ليبيا.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، ان فرنسا وبريطانيا تدرسان مع اعضاء مجلس الامن قرار فرض حظر جوي على ليبيا، مضيفا ان القرار يحتاج الى دعم دولي وجاهزية للمشاركة فيه.
واشار هيغ الى ان هذا القرار يحظى بدعم اقليمي. ومن المتوقع ان يعرض القرار على مجلس الامن يوم الجمعة المقبل للتصويت.
واتفقت دول الاتحاد الاوروبي على فرض عقوبات جديدة على صندوق سيادي لليبيا تابع للبنك المركزي بعد ان جمدت اصول العقيد معمر القذافي وخمسة وعشرين من المقربين منه.
على صعيد اخر، اعلن البيت الابيض الاميركي في بيان ان الرئيس باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اتفقا على ان الهدف المشترك في ليبيا ينبغي ان يكون انهاء العنف ورحيل القذافي عن السلطة.
واضاف البيان ان اوباما وكاميرون اتفقا ايضا خلال اتصال هاتفي على مواصلة التخطيط بالتعاون مع حلف شمال الاطلسي لفرض حظر بيع السلاح الى ليبيا وانشاء منطقة حظر للطيران وتعزيز جهود المساعدة الانسانية.
من جهة اخرى، قال قائد قوات مشاة البحرية الاميركية الجنرال جيمس اموس، ان القدرات الجوية للقوات الموالية للرئيس الليبي معمر القذافي متواضعة ولا تشكل بحد ذاتها عائقا حقيقيا امام فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا.
وأعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان اي قرار بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا يجب ان يصدر عن الامم المتحدة وليس عن الولايات المتحدة.
وقالت كلينتون ان من المهم للغاية ان تاتي المبادرة من الليبيين انفسهم، وشددت على ضرورة ان تتخذ الامم المتحدة قرارا لمنع سلاح الجو التابع للقذافي من شن غارات جوية على المناطق التي خرجت عن سيطرته.
وقد أعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان دبلوماسيين اميركيين بينهم سفير الولايات المتحدة في ليبيا جين غريتز، التقوا في القاهرة شخصيات في المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي شكله الثوار.
واوضح المتحدث باسم الوزارة فيليب كراولي ان واشنطن لديها قنوات متعددة للاتصال بشخصيات معارضة اخرى بمن فيهم معارضون ليبيون موجودون حاليا في تونس.
ولفت كراولي الى ان وزير الخارجية الليبي اجرى اتصالا هاتفيا بجيفري فيلتمان مساعد الخارجية لشؤون الشرق الاوسط، دون ان يكشف عن فحوى هذه المكالمة.