20110308
العالم
لندن (العالم) 08/03/2011- اكد الكاتب والمحلل السياسي الليبي الدكتور السنوسي بسكري ان السمة العسكرية التي تميزت بها الثورة الليبية عن ثورتي تونس ومصر لم تكن برغبة الشعب ، بل حصلت بسبب لجوء نظام الرئيس معمر القذافي الى قمع التظاهرات باسلوب عسكري .
وقال بسكري في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية اليوم الثلاثاء ان الليبيين لم يكونوا يفكرون بحمل السلاح عندما اطلقوا ثورتهم لاسقاط نظام القذافي في السابع عشر من الشهر الماضي ، بل كانت جميع تظاهراتهم سلمية ، والنظام هو الذي استخدم ماكنته العسكرية وسلح المرتزقة لقمع هذه التظاهرات ، ما ادى الى مصرع وجرح المئات من المتظاهرين في الايام الاولى للتظاهرات .
واضاف ان هذا الواقع هو الذي فرض على الثوار التفكير برفع السلاح بوجه كتائب القذافي ومرتزقته ، وهو نوع من الدفاع المشروع عن النفس اضطر اليه الثوار ولم يختاروه ابتداءا .
واكد بسكري ان الثوار الليبيين حسموا امرهم برفض اي تدخل اجنبي في شؤون بلادهم مهما كانت الذرائع ، لكنهم يطالبون المجتمع الدولي بفرض حظر جوي على الطيران الحربي للنظام كي يتمكنوا من الدفاع عن انفسهم ، مشددا على ان الثوار قادرون على حسم المعركة لصالحهم والاطاحة بنظام القذافي اذا ما تم هذا الحظر .
ودعا بسكري المجتمع الدولي الى دعم المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار في مدينة بنغازي المحررة ، والذي حظي باعتراف الثوار في جميع المدن المحررة والمدن التي لا تزال تسعى للتحرر ، وحظي ايضا باعتراف جميع الفصائل المعارضة للنظام في الداخل والخارج .
وشدد على ان دعم المجلس الوطني الانتقالي امر مشروع ضمن الاعراف الدولية ، بعد ادانة المجتمع الدولي لنظام القذاقي بخرق حقوق الانسان ومطالبته اياه بالتنحي عن السلطة .
واكد بسكري رفض الشعب الليبي وثواره للاستعانة باي قوة اجنبية للاطاحة بالقذافي ، معربا عن اعتقاده بان سيناريو الاجتياح العسكري الاجنبي لليبيا غير مطروح ، لوجود موانع كثيرة تحول دون تحققه ، وهذه الموانع يعرفها الامريكيون والاوربيون قبل غيرهم ، ومنها ان الشعب الليبي لن يقاتلهم وحده اذا اجتاحوا البلاد ، بل ستهب جميع شعوب المنطقة للدفاع عنها .
وفي الختام انتقد هذا المحلل السياسي الاطراف التي تدعو الثوار الليبيين والمعارضة للدخول في حوار مع نظام القذافي ، مؤكدا رفضهم لهذه الدعوات ، داعيا في الوقت نفسه الدول العربية والاسلامية لان تحسم امرها وتدعم الشعب الليبي للتخلص من هذا النظام الذي فقد شرعيته في الداخل والخارج بسبب عدم تورعه عن ارتكاب اي جريمة بحق المدنيين العزل لاطالة عمره في السلطة .