20110312
الجزیره
دخل المئات من الشباب الموريتاني في اعتصام مفتوح بميدان بلوكات الذي يعد أحد أكبر ميادين العاصمة الموريتانية نواكشوط وأكثرها حساسية وخطورة بسبب وقوعه في عمق المدينة بين المباني الحكومية ومقار البنوك والمؤسسات الهامة في الدولة.
وجاء التظاهر بعد دعوة لمجموعات من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لإطلاق ثورة شعبية في موريتانيا على غرار الثورات التي شهدتها وتشهدها حاليا عدد من الدول العربية.
وخرج المتظاهرون بعد صلاة الجمعة من أهم مساجد العاصمة نواكشوط، وبدؤوا في رفع اللافتات ورفع الشعارات المناوئة لنظام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
وتفاوتت اللافتات والشعارات التي رددها المتظاهرون بين الدعوة إلى إصلاح النظام وإسقاطه بشكل نهائي، كما شملت المطالب أيضا قضايا اجتماعية من قبيل تشغيل الشباب وتقليص البطالة، ورفع مستويات الأجور، والتنديد بما يقولون إنه انتشار للفساد والمحسوبية في أجهزة ومؤسسات الدولة.
واختلطت الشعارات المطالبة بالإصلاحات السياسية والاجتماعية مع تلك المنددة ببطش النظام الليبي وبالمجازر التي يرتكبها العقيد القذافي ضد مواطنيه وشعبه والداعية إلى رحيله ومحاكمته.
وقال أحد المتظاهرين للجزيرة نت "نحن جئنا هنا للمطالبة بإسقاط النظام الانقلابي"، وقال آخر "سنفرض العودة للمصالحة وللاتفاقات الموقعة سابقا بين الأطراف السياسية"، وزاد ثالث "نريد الحرية والكرامة والعدالة للشعب كغيره من الشعوب الحرة الثائرة".
ويرفض الشباب حتى الآن إبراز قيادتهم أو تقديم أسماء معينة للحديث باسمهم، ويقولون إن ذلك سيأتي في خطوة لاحقة بعد أن تتقدم ما يصفونها بالثورة أكثر.
غياب الشرطة
وتعاطت الحكومة بشكل سلمي تماما مع المتظاهرين، وغابت قوات الشرطة والجيش بشكل كامل عن الساحة التي اختارها المتظاهرون لتنظيم أول نشاطات ما يصفونها هم بالثورة ويصفها المقربون من النظام بالمحاولات اليائسة للتشكيك في المنجزات والمكاسب التي حققها الشعب في ظل النظام الحالي.
وكان رئيس الوزراء الموريتاني قد استبق التحركات الشبابية أمس بخطاب أعلن فيه عن جملة من الإجراءات الاجتماعية الهادفة إلى امتصاص الغضب الاجتماعي من قبيل الإعلان عن جملة من مشاريع الإسكان، وتوظيف نحو 17 ألف عاطل عن العمل في السنة الحالية، وإنهاء ما يسمى بظاهرة الأحياء العشوائية التي تحيط بالعاصمة نواكشوط من الجهات المختلفة، وتحسين الظروف الاجتماعية للناس.