قال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الخميس إن فرنسا ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في بلاده أثناء فترة الاستعمار التي امتدت 132 عاما.
وأوضح بوتفليقة في رسالة قرأها ممثله الشخصي وزير الدولة عبد العزيز بلخادم، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 54 المزدوجة لليوم الوطني للمجاهد (20 أغسطس 1955-20 أغسطس1956) الخاص بثورة التحرير: أن "المحتل بالأمس استهتر بكل قيم الإنسانية فمارس الإبادة الجماعية ضد السكان منذ اغتصابه أرضنا إلى أن أندحر وولى خائبا واقترف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وأباد الأرض والذاكرة".
وقال: إن ذكرى انتفاضة الجزائريين في20 أغسطس/آب 1955 ضد الاستعمار الفرنسي "قبرت كل الأوهام لدى المحتلين ساسة وعسكريين ومستوطنين بما انطوت عليه من تصميم على الذهاب قدما بالعمل المسلح إلى أن يتحقق النصر".
وأضاف: "لقد أدرك المحتل خطورة أحداث هذا اليوم وما ينجر عنه من تداعيات على وجوده فاتسمت ردة فعله بعنف خلا من كل تحضر وإنسانية ومن كل ما يمت بصلة إلى البشرية كان القتل الجماعي هو خيار المحتلين والحرق والتدمير".
وقال بوتفليقة: "إن هذا اليوم قد حرك كل ما في أعماق المحتلين من حقد وضغينة ومن غريزة موغلة في الانتقام والإجرام فجمعوا آلاف الأبرياء وقتلوهم صبرا وألقوا بهم جماعات في حفر".
وأشار إلى أن تلك الأحداث "كان لها بعدها العالمي بأن سجلت قضية الجزائر أول مرة في جدول الأمم المتحدة وكان لها بعدها الإقليمي إذ استهدفت كذلك مؤازرة كفاح الشعب المغربي الشقيق ضد نفس المحتل"، وتابع أن يوم 20 أغسطس/آب 1955 "يعد بحق ترسيخا لإرادة شعب ثار على الظلم".
يشار، إلى أن الجزائر لا تزال تطالب فرنسا بالاعتذار عن فترة الاستعمار والاعتراف بالجرائم التي ارتكبت بحق الجزائريين، إلا أن فرنسا لا تزال ترفض ذلك، حيث زعم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "إن الأبناء لا يمكنهم الاعتذار عما اقترفه الآباء".