20110314
الجزیره
رأى كاتب إسباني في تركيا نموذجا يحتذى به في المنطقة التي تشهد ثورات شعبية ضد أنظمة عولت عليها الحكومات الغربية فترة طويلة، وسط تحذير كاتب آخر من التطرف في ليبيا.
شروط الانفجار
ويلفت آغيري إلى أن ردود فعل القوى الغربية كانت محدودة، وهو موقف جدير بمن لم ينتبه إلى أن شروط الانفجار الاجتماعي كانت مجتمعة: من شباب متعلم ولكنه عاطل، وسياسات اقتصادية تنتج البطالة، وغلاء في المعيشة، والتطلعات المتنامية التي تعبر عنها وسائل الإعلام، وحكومات قمعية فقد قادتها شرعية اكتسبوها منذ وقت بعيد من مقاومة الاستعمار.
ونبه إلى أن المصالح الاقتصادية والسياسية منعت الغرب من توقع أن تمثل الثورات التي انطلقت من تونس "الاستقلال الثاني" للعرب، وهو ما دفع بدول غربية لبيع أسلحة استخدمت بالقمع وبوزيرة الخارجية الفرنسية المستقيلة ميشال أليو ماري، لتقديم النصيحة لديكتاتور تونس حول كيفية قمع المتظاهرين.
وأشار آغيري إلى أن ثمة نموذجين تتجه إليهما الأنظار في المنطقة: إيران وتركيا، لكن الأولى –وفق تعبير الكاتب- فقدت مصداقيتها.
أما الحالة التركية فهي تختص بـ"تعقيد جذاب" فتركيا عضو بحلف الأطلسي ومرشح دائم لدخول الاتحاد الأوروبي ويمكن أن تكون نموذجا يحتذى رغم أن لديها تقليدا برلمانيا تفتقر إليه بعض الدول العربية، كاليمن وليبيا مثلا، القائمة على قواعد قبلية أضيف إليها النموذج الاستعماري.
ويرى آغيري أن لتركيا جيشا قويا ويحظى بالاحترام، على غرار مصر، كما تمر تركيا بمسار ديمقراطي وحوار داخلي ملحوظ بين العلمانيين والإسلاميين.
كما أن دبلوماسية تركيا، في ذات الوقت، تؤدي دورا إقليميا مهما ودورا عالميا واعدا بوصفها واحدة من القوى الاقتصادية الصاعدة إلى جانب البرازيل والهند والصين.
ويخلص الكاتب إلى أن على واشنطن والأوروبيين دون شك التعويل على العامل التركي من أجل التفاوض على دورهم بالمنطقة.
الحالة الليبية
من جانبه رأى الباحث الإسباني فرناندو رينارس أن قيام نظام سياسي منفتح في ليبيا سوف يقلص درجة التطرف، في وقت قد تؤدي فيه خيبة الأمل في التغيير، على المدى القريب، إلى جنوح الشباب الليبي نحو التطرف بحجة أنه "لا طائل من وراء الاحتجاجات".
ورأى رينارس -وهو كبير الباحثين حول الإرهاب بمعهد إلكانو الملكي للدراسات وأستاذ بجامعة خوان كارلوس بإسبانيا- أن تدخلا عسكريا أجنبيا في ليبيا سيحمل تداعيات متناقضة.
فمن ناحية سيؤدي التدخل –والكلام لرينارس-إلى تعبئة الجهاديين من داخل ليبيا وخارجها، ومن ناحية ثانية قد يؤدي تخلي الغرب عن مساعدة الثوار إلى شعور بالمرارة ويدفع إلى التطرف، في مجتمع يتداول ترسانة مهمة من الأسلحة.
ورأى رينارس في مقال له أمس الأحد بصحيفة آ بي ثي أنه "مهما تكن القرارت التي ستتخذ بهذا الشأن، فيجب أن تأخذ في الحسبان إمكانية ظهور مسرح جهادي في ليبيا بعد الصدام الأهلي".
وقال إن ليبيا تشهد اليوم صراعا لم يكن لأي تنظيم جهادي دور في اشتعال فتيله رغم أن القذافي وجه أصابع الاتهام إلى القاعدة، لكن تدهور الموقف في ليبيا من شأنه أن يخلق الشروط الملائمة لكي تقوم أطراف جهادية بمد شبكاتها وأنشطتها إلى تلك المنطقة من شمال أفريقيا.
لكن الباحث ينبه إلى أنه رغم تلك العوامل فإن ليبيا ليست الصومال التي فشلت كدولة ومن ثم تحولت إلى فضاء لا قانون فيه تسيطر على أغلبه حركة الشباب المتحالفة مع القاعدة.
ويرصد الفرق بين الحالتين في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، إذ تعتبر نسبة ساكني المدن في ليبيا ومقدار نصيب الفرد من الدخل القومي من أفضل النسب في بلدان المنطقة.