20110313
الجزیره
نظمت الإدارة الإسلامية في كيسمايو -الواقعة على الساحل الصومالي على بعد 528 كلم جنوب غرب العاصمة مقديشو- مظاهرة ضخمة أمس السبت تحت شعار "وحرض المؤمنين" شارك فيها آلاف من السكان ضد التدخل العسكري الأجنبي.
وجاءت المظاهرة -بالمدينة المنضوية تحت حركة الشباب المجاهدين- وسط تصعيد عسكري قوي بين القوات الإثيوبية والأفريقية والحكومية من جهة وبين مقاتلي الحركة من جهة ثانية، والذي يجري هذه الأيام بأكثر من جبهة عسكرية.
وردد المشاركون شعارات معادية لإثيوبيا وأوغندا وكينيا وأميركا وإسرائيل وحلف شمال الأطلسي (ناتو) ورفعوا لافتات تحض على الجهاد ضد تلك الدول، وأخرى تحض على النفير إلى جبهات القتال، وتقوية الجبهة الداخلية، وتوحيد الصفوف، كما رفعوا صور المسجد الأقصى.
وقد وصلت حشود المتظاهرين الضخمة -المؤلفة من الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية- إلى ميدان الشريعة وسط المدينة الذي كان يطلق عليه سابقا اسم ميدان التحرير، بينما أغلقت المحلات التجارية والمؤسسات التعليمية والاتصالية.
وفي كلمة مقتضبة له أمام الحشود توعد والي كيسمايو حسن يعقوب علي القوات الإثيوبية والأفريقية بشن حروب طويلة وقاسية ضدهم، معلنا الجهاد عليهم، مشددا على ضرورة مشاركة الجميع في الدفاع عن الدين والأرض والعرض ضد من وصفهم بالغزاة الصليبيين.
وأكد يعقوب أن هدفهم هو "الدفاع عن الإسلام، وتطبيق الشريعة الإسلامية" مشيرا إلى اقتراب موعد إعلان الدولة الإسلامية "برغم أنف الكفار، والمنافقين" داعيا الصوماليين إلى الوحدة خلف المجاهدين والدفاع عن الدين.
تعهد وتأييد
بدوره تعهد والي مناطق ولايتي جوبا، الشيخ يوسف علي آدم، في كلمة موجزة ببذل أقصى الجهود الرامية إلى "إفشال خطط القوات الإثيوبية" مذكرا بأن الصومال ليس للقوات الأفريقية والإثيوبية، ولا لمن وصفهم بالمرتدين والعملاء وإنما هو للمسلمين، على حد تعبيره.
وأشار آدم إلى تسابق الصوماليين جميعا إلى ساحات المعارك، مشيرا إلى أن "شيوخ العشائر" انخرطوا في عمليات القتال ضد من وصفهم بالغزاة المعتدين، وأن الشعب ملتحم مع المجاهدين.
من جهتهم ألقى عدد من شيوخ العشائر الصومالية حاملين الأسلحة الخفيفة كلمات مقتضبة في المظاهرة أكدوا فيها تأييدهم المطلق للتعبئة العسكرية التي تقودها حركة الشباب ضد التدخل العسكري الإثيوبي في البلاد.
وشددوا على ضرورة حمل السلاح في مواجهة القوات الإثيوبية التي قالوا إنها تمركزت في مدينتي لوق وبلد حاوو بولاية جدو غرب الصومال، وتوغلت كذلك وسط البلاد، مع تقديمها مساعدات عسكرية إلى مليشيات صومالية، وأخرى صوفية موالية للحكومة الانتقالية.
مواجهات عسكرية
وتأتي مظاهرات السبت في وقت تدور فيه مواجهات عسكرية عنيفة في أكثر من جبهة غرب الصومال ووسطه، بين مقاتلي حركة الشباب من جهة، والقوات الإثيوبية والأفريقية والحكومية من جهة ثانية.
فقد وقعت معارك شرسة في مدينة بلد حاوو في الخامس من الشهر الجاري خلفت قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، وفق شهود عيان.
وتم تدمير البلدة وإحراقها جراء قصف قوات التحالف بالمدفعية الثقيلة مما أدى إلى انسحاب الإسلاميين منها وسط فرار المدنيين، غير أن معارك الكر والفر على طريقة حرب العصابات لازالت مستمرة.
وفي سياق متصل انسحب مقاتلو حركة الشباب من مدينة لوق الإستراتيجية بولاية جدو غرب الصومال الاثنين الماضي، إثر زحف القوات الإثيوبية إليها ووقوعها تحت سيطرتهم، وذلك قبل يوم من انسحابهم من بلدة عيلواق على الحدود الكينية الصومالية.
وشهدت منطقة ديف الصومالية القريبة لبلدة طوبلي توترا عسكريا عقب وصول مقاتلي أحمد مدوبي الذين أعلنوا ولاءهم للحكومة الانتقالية الصومالية، غير أن مقاتلي الشباب استعادوا السيطرة عليها أمس في مواجهات عسكرية، وفق رواية قائد ميداني من الشباب للجزيرة نت.
وشهد وسط الصومال هدوءا حذرا أمس عقب معارك دامية استمرت يومين متتاليين سقط فيها أكثر من 11 قتيلا أغلبهم من مليشيات الصوفية، وفق مصادر صومالية.
ويتزامن هذا التصعيد بين الجانبين في وقت يواجه الصوماليون ظروفا قاسية بالغة التعقيد جراء الجفاف الذي ضرب البلاد، مع غياب المساعدات الإنسانية من قبل المنظمات وهيئات الإغاثة العربية والإسلامية والدولية.