20110314
الجزیره
اختتم مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات حول ليبيا من دون إصدار قرار بشأن فرض حظر جوي على ليبيا، بينما تستمر المشاورات بين الدول الأعضاء لتوضيح بعض النقاط حول مشروع القرار، منها الجهة التي ستطبقه وكيف سيكون ذلك التطبيق.
وقدم لبنان -نيابة عن جامعة الدول العربية- بالتعاون مع بعض أعضاء مجلس الأمن مشروع القرار الذي يدعو لفرض حظر جوي على الأجواء الليبية لمنع تنفيذ هجمات جوية من قبل قوات العقيد معمر القذافي ضد المدنيين.
لكن المشروع أثار تساؤلات حول كيفية تطبيقه والمنظمات التي ستكون مسؤولة عن ذلك، في الاجتماع الذي ترأسته الصين لسماع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية سلام ولين باسكو الذي تحدث عن الوضع الإنساني في ليبيا.
وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار أرود إن المجلس تبنى قرارا بفرض حظر جوي في الماضي، واصفا الإجراء بأنه "بسيط" لأن الأمم المتحدة أعطت تفويضا بهذا التحرك وتركت مسألة تنفيذه للمنظمات الإقليمية.
وأضاف "أعتقد أن هذا الأمر ممكن.. ليس هناك رفض تام في المجلس، هناك مخاوف، هناك تساؤلات.. لكنني أعتقد أننا نمضي للأمام".
وأوضح السفير الفرنسي أن "المشكلة بالنسبة لنا هي العجلة.. قوات القذافي تتحرك للأمام، لذا نفضل أن نتحرك بأسرع وقت ممكن".
ومن جانبه، قال السفير الروسي فيتالي تشوركين إن المجلس عقد "سلسلة من المناقشات" حول منطقة حظر الطيران المقترحة، مضيفا أن موسكو تريد أن تعرف الجهة التي ستكون مسؤولة عن التنفيذ.
إجابات للأسئلة
وقال تشوركين "إذا كانت هناك منطقة حظر طيران، فمن الذي سيطبقها؟ وكيف؟، بدون معرفة تلك التفاصيل أو الإجابات، من الصعب أن يتم اتخاذ قرار مسؤول لسوء الحظ.. لم يقدم مقدمو الاقتراح إجابات عن تلك الأسئلة".
وأضاف "يحتاج المرء إلى أن يكون على يقين من أن أي قرار سيتخذه المجلس لن يؤدي إلى تفاقم الوضع في ليبيا".
وتابع المسؤول الروسي "شيء واحد نتفق عليه في المجلس، وهو الحاجة إلى وقف إراقة الدماء بأسرع وقت ممكن، والتوصل إلى قرار سياسي".
أسرع وقت
وقال سفير لبنان لدى الأمم المتحدة نواف سلام إن بلاده ترى أن فرض حظر جوي خطوة في الاتجاه الصحيح.
واعترف سلام بضعف المشروع المقدم، رغم أنه صرح عقب الاجتماع المغلق للمجلس برغبته في تبني القرار "في أسرع وقت ممكن".
وحذر من أنه ليس من المؤكد أن الحظر الجوي سيحقق أهدافه المنشودة، والمتمثلة في حماية المدنيين والقضاء على قدرة القذافي على استخدام قوته الجوية لقصف معاقل الثوار.
وكانت جامعة الدول العربية -التي عقدت اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة السبت الماضي- دعت مجلس الأمن إلى فرض حظر جوي فوق ليبيا.
الموقف البريطاني
وقبل الاجتماع، قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ للجزيرة إن لندن تريد من الأمم المتحدة أن تصدر قرارا جديدا يزيد الضغوط على القذافي, وإنها ستناقش ذلك ضمن مجموعة الثماني التي ستعقد اجتماعا لها خلال 24 ساعة المقبلة.
وأضاف أن كل الأمور المطلوبة لاتخاذ قرار دولي بفرض حظر للطيران في الأجواء الليبية قد استوفيت, ومنها الدعم الدولي, والحاجة الواضحة، والأساس القانوني.
ومن جهته قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إن بلاده لا تعتزم المشاركة في حرب بليبيا، مضيفا أن الأمور المطروحة هي "كيفية إحكام الضغط على نظام غير مقبول وغير شرعي، في محاولة لإعطاء بعض الفرص للانتقال السلمي للسلطة".
ومن جانب آخر وصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى باريس لحضور اجتماع قمة الثماني، وقالت إنها ستبحث مع وزراء خارجية هذه الدول الموقف في ليبيا، كما ستلتقي مندوبين عن المجلس الوطني الليبي الانتقالي.